ماريان ناجي تكتب: معجزات أشعياء المقاري تحت الطلب!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


منذ تنفيذ حكم الإعدام في الراهب المشلوح "أشعياء المقاري" سابقا"، والمعروف باسم وائل سعد، حتى بدأت بعض الصفحات على السوشيال ميديا في نشر المعجزات الوهمية باسمه مستغلة إيمان البسطاء من الأقباط، خاصة الذين يؤمنون بشفاعة القديسين. 

ولدى الكنيسة إجراءات كثيرة يجب اتباعها، حتى يكون بالإمكان أن نطلق على أحد ما "قديس"، بل ومن الممكن أن تأخذ هذه الإجراءات فترات طويلة، تصل إلى سنوات عديدة، أضف إلى ذلك الحاجة إلى موافقة المجمع المقدس، وهناك الكثير من الإجراءات إيضا والتى تصل حد التعقيد  كي نستطيع أن نطلق على أحدهم صاحب المعجزات بينها على سبيل المثال إثبات المعجزة بالأدلة المادية. 

ولكن في حالة وائل سعد، انطلقت المعجزات فور تنفيذ حكم الإعدام العادل في حقه لقتله سيده الأنبا إبيفانيوس، بدون رحمة أو تفكير أو تذكره لمشاعر الأبوة، التي كان يتعامل بها الراحل الأنبا إبيفانيوس مع الجميع. 
 
وأجد أن إطلاق المعجزات الوهمية عبر السوشيال ميديا، ما هو إلا استغلال شرير لقطاع عريض من البسطاء، الذين قد يصدقون المعجزات المتداولة، دون سند أو دليل أو تتبع للحقيقة.

ثم أن الهدف من المعجزات الوهمية بالأخير، هو التضليل والتشكيك وتقديس إنسان، مجرد إنسان، قتل سيده بلا رحمة أو تفكير، ولاحظت أن المعجزات الكاذبة التي تنتشر دائما تبدأ بكلمة الراهب المظلوم أو شفيع المظلومين!

وأتساءل: كيف للظلم والأعتراف بالجريمة صوت وصورة أن يستويان معا! فالقاتل قام بالاعتراف صوت وصورة بالجريمة، ولا أدري كيف يصبح شفيعا للمظلومين؟ 

وأتساءل أيضا: هل من الشرف تضليل البسطاء باسم المعجزة؟ وهل من الأمانة تضليل أصحاب الإيمان البسيط باسم الشفاعة؟ 

وأتذكر الآن قول الكتاب المقدس، الذى تحدث عن من لهم صورة التقوى، وقال عنهم نصا: وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، 2 لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، 3 بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، 4 خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ، 5 لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ.

من الممكن أن يكون "أشعياء" سابقا قد قدم توبة حقيقية عن ما قام به من خطايا أمام الله قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه، وصعود روحه إلى ربها، وهذا أمر لا يعنينا في شيء، ولكن ما يعنينا هو تحويله من إنسان إلى قديس وشهيد وصاحب معجزات، وهنا لابد أن نتحدث ونقول إن هذا الأمر غير حقيقى وغير صحيح وله أهداف معينة