"أنقذت الأيتام بعمان".. رحلة ابتهاج اليافعي في العمل التطوعي من البدية حتى تكريم اليونسيف

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


العمل التطوعي، لم يكن وليد الصدفة بالنسبة لرئيسة جمعية بهجة العمانية للأيتام وعضو الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات رعاية الأيتام بالدول العربية ابتهاج اليافعي، وإنما كان منذ نعومة أظفارها، والتي تورثته من والدتها، عند ذهبها في الصغر لجمعية المرأة العمانية بصلالة، ومشاهدتها تلك الأعمال التطوعية التي تقوم بها العضوات آنذاك، حتى ترسخت تلك المشاهد بداخلها وكبرت معها، وتجلى دورها في العديد من النشاطات، وكرمت من منظمة اليونسيف، وحصلت على حقوق الملكية الفكرية لمشروع بهجة، كما حصدت جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي على مستوى السلطنة عن مشروع بهجة لرعاية الأطفال الأيتام في مرحلة رياض الأطفال، كون مجال الطفولة هو المجال الأقرب لنفسها. 


وحازت اليافعي، علي جائزة السنابل للتميز الخدمي للأيتام على مستوى دول الخليج 2015، كما حائزت علي جائزة المرأة المجيدة بالأعمال التطوعية، لذا سلطت "الفجر" الضوء عن معلمة الروضة التي تأهلت إلى مشرفة برامج الأطفال لتحدثنا عن رحلتها مع العمل التطوعي، وإليكم نص الحوار فيما يلي:

◄ متى بدأتِ العمل في المجال التطوعي، وهل كان في موقف معين دفعك لهذا المجال؟

بدأ شغفي بالعمل التطوعي، عندما ذهبت ذات يوم لجمعية المرأ العمانية بصلالة مع والدتها وشاهدت الأعمال التطوعية التي تقوم بها العضوات، وشاركت ببعض الأعمال التطوعية، حينها شعرت بسعادة غامرة، عبر تقديم الخدمة للآخرين: "لاحظت الإبتسامة المرسومة على وجوه الكبار والصغار، فأحببت هذه الأعمال الإنسانية التطوعية، التي تعمل على ادخال الفرح والبهجة في قلوب الناس والشعور بالرضى وكسب الأجر من الله سبحانه وتعالى".






◄ ما هي الأهداف الذي يسعى إليها مشروع بهجة للأطفال؟

أولا الاهتمام بفئة الأطفال الأيتام وتقديم الخدمات لهم بمرحلة رياض الأطفال، والمساهمة في تثقيف وتوعية المجتمع وتحقيق التكافل الأجتماعي والتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة وتبادل الخبرات، وتشجيع الطفل على مزيد من التعلم وأكتساب ممارسات أيجابية لتسهيل عملية أنتقاله من الروضة للمدرسة عبر شخصية واثقة.

كما يسعى المشروع  لتعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية ورعاية شريحة الأيتام، وتقديم فرص لأفراد المجتمع بالمشاركة في كفالة الأيتام. 

◄ حدثينا عن المعوقات التي وجهة المشروع؟ وكيف عملتم على مواجهتها؟ 

ترى "اليافعي"، أنه ليس هناك معوقات أو صعوبات فمن يعمل في مجال العمل التطوعي لا يعرف معوقات بل هي تحديات كـ:

تحقيق هدف مشاركة أفراد المجتمع في الكفالات الايتام بمرحلة الروضة، وتسهيل عملية توعية الأهالي بالفائدة المرجوه من التحاق أبنائهم بصف الروضة، مؤكده أنه تم تخطي هذه التحديات  من خلال إعداد تقرير مفصل عن المشروع  رؤيته وأهدافه وتطلعاته المستقبلية وعرض على عدة جهات، وإعداد برنامج متكامل تربوي على يد أخصائيين في مجال الطفولة. 


◄ ما كواليس تكريمكم من وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسيف؟ وماذا مثلت لكِ بشكل خاص؟

قامت وزارة التربية والتعليم بالسلطنة بالتعاون مع منظمة اليونسيف بحملة وطنية لتوعية المجتمع بأهمية التعليم قبل المدرسي، من هنا نشأة فكرة مشروع بهجة لرعاية الأطفال الأيتام بمرحلة رياض الأطفال. 

وتقول إن التكريم وضعها بالطبع أمام مسؤولية كبيرة تجاه الطفولة، المجال القريب لنفسها. 







◄ ماهي نصائح والدتك لكِ دائما بشأن العمل التطوعي؟ 

كنت اسمع من والدتي أن السيدة الجليلة ميزون بنت أحمد المعنى،  والدة مولانا السلطان قابوس طيب الله ثراه تجمع النساء وتدعوهم للأعمال التطوعية المختلفة وتشجعهم وتشحذ الهمم بالأنخراط بجمعيات المرأة العمانية، لما لها من مردود إيجابي على الوطن والمجتمع. 

ومن بين تلك النصائح والتوجيهات العظيمة للسيدة الجليلة كانت تقول للنساء عندما توزعون تبرعات، وعندما تقومون بأعمال تطوعية خيرية لا تتحدثون عنها اتركوا اعمالكم من تتحدث عنكم، فكانت هذه النصائح نبراس وسراج لبداية خطواتها ومشوارها الطويل بالعمل التطوعي. 

◄ ما النتائج الملموسة التي تحققت من خلال مشروع بهجة؟
مشروع بهجة ذو طموح وطني، وغاية تربوية وإجتماعية تحقق الكثير من إعتماد الفكرة وإكتساب الترحيب من المجتمع والمؤسسات الإجتماعية، والتربوية. 

كما أنه حصل على العناية من جميع الجهات ذات العلاقة وأستفادت اسر الايتام في المشاركة بالتجاوب الفعلي  والتحاق عدد كبير من أطفالهم بالمشروع، واشتراك المجتمع في الكفالات وتحقق المزيد من الروابط المجتمعية الإيجابية، واتت ثمارها بتأسيس جمعية بهجة العمانية للأيتام كأول جمعية متخصص بالأيتام على مستوى السلطنة واول جمعية خيرية في محافظة ظفار.






◄ حصلتِ على العديد من الجوائز.. أيهم أقرب لقلب ابتهاج اليافعي؟ 

كل الجوائز التي حصلت عليها مهمة وقريبه لقلبي، وكانت مفترق طريق وبداية للإبتكار الكثير من الأفكار، أما جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي فهي مصدر فخر وأعتزاز  لي، لكونها أول جائزة بالعمل التطوعي بالسلطنة تعتبر بمثابة أرفع وسام وأجل تقدير للدافعية والتحفيز لبذل مزيد من العطاء والإجتهاد لخدمة الوطن، فالمغفور له بأذن الله السلطان قابوس هو من أسس لنا إرث وطني عريق في ميادين العمل التطوعي ليرتقي إلى عمل تنموي مستدام متجدد.


◄ من خلال خبرتك ما الرسالة التي توجهينها إلى المرأة العربية؟
رسالتي للمراة العربية ان تسعى جاهده بالمساهمة الفعلية في تنمية عملية التطوع الأعمال الخيرية، وأن يكون لها دور ملموس وفاعل في دفع عجلة التطور الإجتماعي؛ وذلك من خلال تقديم افكار ومشاريع ومبادرات خيرية تطوعية؛ لتنمية مجتمعها والإرنقاء بما يخدم بلادها وتسهم في كل مفردات الوطن. 

فالمرأة هي مصدر للإلهام والأكثر تأثيرًا بالمجتمع يجب عليها الإستمرار بتطور مهاراتها ومواهبها وإنما الثقة بالنفس والتعاون والعمل بلا مقابل، وتسعى لتأسيس وعي مشترك عن العمل التطوعي من أجل إسعاد وتنمية مجتمعها، حسب قدرتها وعطائها، فعمل الخير من أجل الخير ينتج عنه مجتمع متماسك متعاضد متحاب متراحم .