أسعار النفط ترتفع 2 % خلال أسبوع بدعم من شح في الإمدادات

الاقتصاد

بوابة الفجر


حققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية كبيرة في ظل نمو الطلب بوتيرة أسرع من العرض، بينما من المتوقع أن تخفف التطعيمات تأثير ارتفاع جديد في الإصابات بكوفيد - 19 في أنحاء العالم.

وسجل عقدا الخامين القياسيين مكاسب بنحو 2 في المائة، للأسبوع، بدعم قوي من مؤشرات على شح إمدادات الخام وطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيلول (سبتمبر)، التي انتهي أجلها أمس 45 سنتا أو ما يعادل 0.6 في المائة إلى 75.60 دولار للبرميل بحلول الساعة 0506 بتوقيت جرينتش، عقب أن قفزت 1.75 في المائة أمس الأول.

وتراجع عقد خام برنت الأكثر نشاطا تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 48 سنتا أو ما يعادل 0.6 في المائة إلى 74.62 دولار للبرميل، وفقا لـ"رويترز".

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 43 سنتا أو ما يعادل 0.6 في المائة إلى 73.19 دولار للبرميل، لتقلص مكسبا حققته أمس الأول بواقع 1.7 في المائة.

وقالت مارجريت يانج الاستراتيجية لدى "ديلي إف.إكس" ومقرها سنغافورة "تراجعت أسعار النفط قليلا في ظل معنويات حذرة في أنحاء أسواق آسيا والمحيط الهادي، إذ يزن المستثمرون مخاوف الفيروس والناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الذي جاء أضعف من المتوقع وبيانات الوظائف".

وقالت يانج "هذا الأسبوع، أسعار النفط تلقت الدعم من دولار أمريكي أضعف وأرباح قوية للشركات الأمريكية، لكن ارتفاع حالات كوفيد - 19 بسبب الإصابة بالسلالة المتحورة دلتا في الولايات المتحدة ربما يلقي بظلال على آفاق الطلب".

وأعلنت شركتا التكرير الأمريكيتان فاليرو إنرجي وبي.بي.إف إنرجي نتائج تجاوزت توقعات المحللين.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس، أن أسعار النفط ستتداول قرب 70 دولارا للبرميل لبقية العام بدعم من تعافي الاقتصاد العالمي، بينما تقيد السلالات الجديدة لفيروس كورونا تحقيق الأسعار مزيدا من المكاسب.

وتوقع المسح الذي شارك فيه 38 محللا أن يبلغ متوسط سعر برنت 68.76 دولار للبرميل، بارتفاع طفيف عن تقدير (يونيو) البالغ 67.48 دولار، وبلغ متوسط سعر برنت منذ بداية العام الجاري نحو 66.57 دولار.

وقال كارستن منكه المحلل لدى "جوليوس باير"، "موجات الزيادة والنقصان لكوفيد - 19 سيكون لها تأثير أكبر في المعنويات من العوامل الأساسية للعرض والطلب خلال بقية العام، إذ إننا لا نتوقع أن يفرض السياسيون إجراءات عزل عام شديدة وواسعة النطاق بعد الآن".

وأضاف "سياسات النفط ستظل مصدرا آخر للتقلب، على الأخص إذا ارتفعت الأسعار كثيرا في الصيف، ما سيزيد الضغوط على المنتجين للقيام برد فعل".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء مثل روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" على زيادة إمدادات النفط مليوني برميل يوميا كل شهر بدءا من (أغسطس) حتى (ديسمبر) 2021، بعد أن بلغت الأسعار أعلى مستوياتها في عامين ونصف.

وبينما انقسم المحللون بشأن احتمال وصول النفط إلى 80 دولارا للبرميل، فإنهم اتفقوا على أن المستوى ليس مستداما.

وقال فرانك شالنبرجر المحلل لدى "إل.بي.بي.دبليو"، "في ظل ارتفاع إنتاج "أوبك+"، والعودة المحتملة لإنتاج أمريكي في النصف الثاني من 2021، واستمرار تهديد كوفيد - 19 بإبطاء الطلب على الخام مجددا، أعتقد أن 70 دولارا مستوى أكثر واقعية للنفط".

وبينما تتوقع "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب إلى مستوى ما قبل الجائحة في 2022، تقيد دول في آسيا من بينها الصين التنقل مجددا لكبح ارتفاع الإصابات بكوفيد.

ومن المرجح أن تلقى أسعار النفط الدعم أيضا هذا العام من تأخر عودة إمدادات النفط الإيرانية التي تنتظر رفع عقوبات أمريكية.

وفي سياق متصل قال ألكسندر نوفاك وزير النفط الروسي، "إن إنتاج بلاده من النفط سيصل إلى 10.5 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) 2022"، وأضاف "روسيا تملك القدرة على الوصول بإنتاج النفط إلى 11.5 مليون برميل يوميا بعد عشرة أشهر من أيار (مايو) العام المقبل".

وقال في تصريحات سابقة، "إن الاتفاق الجديد الذي توصل إليه تحالف "أوبك+"، سيمكن روسيا من رفع إنتاجها النفطي في النصف الثاني من العام. وأشار إلى أن هناك عجزا في إمدادات النفط في السوق العالمية، وستبدأ روسيا بزيادة الإنتاج شهريا بواقع مائة ألف برميل يوميا من (أغسطس) المقبل.

وذكر نوفاك في تصريحات نقلتها قناة "روسيا 24"، أن إنتاج روسيا سيصل إلى مستوى ما قبل الأزمة في أيار (مايو) 2022، وتابع "إن ميزانية روسيا ستزيد 400 مليار روبل "5.4 مليار دولار" بفضل الاتفاق الجديد على أساس متوسط سعر نفط يبلغ 60 دولارا".

ورغم الزيادة في إنتاج النفط من قبل دول تحالف "أوبك+"، خفضت روسيا إنتاجها من الخام في حزيران (يونيو)، وذلك بعد البقاء على معدل الإنتاج ثابتا تقريبا في (مايو).

وأظهرت بيانات سابقة لوحدة التوزيع المركزي لمجمع الوقود والطاقة التابعة لوزارة الطاقة الروسية، أن شركات النفط الروسية ضخت 42.64 مليون طن من النفط الخام والمكثفات في (يونيو) الماضي.

ووفقا لتقديرات وكالة "بلومبيرج" للأنباء يعني هذا أن الإنتاج اليومي لشركات النفط الروسية الشهر الماضي بلغ نحو 10.4 مليون برميل، بتراجع قدره 0.5 في المائة عن الشهر السابق عليه.

وتراجعت مخزونات الخام الأمريكية 4.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 (يوليو)، بفضل انخفاض الواردات وتراجع الإنتاج الأسبوعي، كما انخفضت مخزونات البنزين لتصل إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الجائحة، وفقا لما قالته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.