المرأة في الكنيسة .. اما لله ورئيسة دير.. ولكن ليست قسيسة

أقباط وكنائس

بوابة الفجر




للمرأة دور خاص وطابع مقدس داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث أن الكنيسة تعتبر السيدة العذراء أبرز رموزها، لاسيما وأن الكنيسة تراها "أم الله"- حسب المعتقد الديني للمسيحيين، وتتعامل الكنيسة مع المرأة بمنهجية منظمة، على جميع المستويات الكنسي والمجتمعي والعملي.
 

 وتتولى المرأة عدة مناصب هامة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسي، حيث أنها تحتل مرتبة الخادم في الكنيسة، ويندرج تحت ذلك عدة خدمات مثل خدمة الفقراء والمرضى والتربية الكنسية والإداريات والإشراف على المطابخ ومخازن الطعام الخاصة بالكنيسة، وتترقى المراة في رتبتها الكنسية حتى تصل إلى رتبة أمينة الخدمة أي أنها هي رئيسة القطاع الكنسي والمسؤول عن تقديم خدمة معينة، مثل رئيسة اجتماع السيدات او اجتماع خدام قطاع المرحلى الإعدادية بمدارس التربية الكنسية.
 

كما تحتل المرأة رتبة الراهبة وهناك عدة أديرة مخصصة لرهبنة الفتيات، مث دير أبي سيفين بمصر القديمة، ودير الامير تادرس بحارة الروم بالقاهرة، ودير القديسة دميانة بصحراء براري بلقاس، وتصل في الترتيب إلى درجة رئيسة الدير مثل الأم ايريني رئيسة دير ابي سيفين بمصر القديمة، والتي يعتبرها الأقباط أحد القديسات المعاصرات. كما تعين المراة بالكنيسة في رتبة "المكرسة"، وهي اشبه بالراهبة فهي لاتتزوج ولكنها تعاون الأساقفة في الخدمة بالمدينة، كما تحتل المراة في الكنيسة منصب المرتلة أي المسؤولة أداء الترانيم والاناشيد الدينية. 

 
تسمح الكنيسة للمرأة بتولي مناصب قيادية اخرى داخل الخدمة ومُدرسِة لعلم اللاهوت أيضًا ، إلا أن الكنيسة لاتسمح مطلقًا برسامة المراة قسًا كمثل الكنيسة البروتستانتية، وعلى ذلك الغرار تمنع الكنيسة القبطية تولي المراة لمرتبة الأسقفية أو الباباوية، فلم يحدث مطلقًا وأن تولى مسؤولية الأسقفية سيدة أو فتاة من قبل، وبناء عليه لم يحدث وان ترأس الكنيسة المراة خلال عصور الـ118 بطريرك الذين مروا على الكنيسة المصرية من قبل.
 

تهتم الكنيسة بالمرأة المُصلية، فنظمت حجرة تُعرف في الوسط الكنسي باسم "الغرفة الزجاجية"، وفيها يجلس السيدات المرضعات واللاتي يصطحبن الأطفال معهن أثناء صلوات القداس، وتشمل تلك الغرفة مقاعد وسمعات لنقل صلوات القداس الى السيدات، ومنع وصول صراخ الأطفال الى بقية المًصلين، كما تفصل الكنيسة بين صف السيدات وصف الرجال أثناء الصلاة، كما تحرص الكنيسة على أن يكون السيدات والفتيات المُصليات مغطيات الرأس، وألا يظهر شعرهن، وعلى الرغم من ان الكنيسة تسمح بخدمة السيدات والفتيات داخل الكنيسة إلا أنها لا تسمح بأن تقود الصلاة سيدة لاسيما في وجود رجل.

 
تحرص الكنيسة على أن تكون المراة المتقدمة للنوال من الأسرار المقدسة في ختام القداس الإلهي، على ان تكون في زي الحشمة والوقار، فلا تكون متزينة بـ"الميكياج والروج"، ولا ترتدي إلا ملبسًا يستر الجسد بالكامل، بالإضافة إلى ارتداء غطاء الرأس، ومن لاتتوافر فيها تلك الشروط الاولية يمتنع القس عن مناولتها، كما تعلم الكنيسة الفتيات او السيدات ألا يتقدمن للتناول أو لمس رفات أو أجساد القديسين أثناء المرور بفترة الدورة الشهرية.

 
على المستوى الاجتماعي، فللمرأة العاملة والمُعيلة مكانة كبيرة دخل الكنيسة، حيث توفر  الكنيسة للمرأة العاملة حضانات لرعاية اطفالهن أثناء فترة الذهاب إلى العمل، كما تهتم بتوفير دورات تدريبية بشكل مستمر لتوعيتهم بمهارات تربية الأبناء وتلقينهم الحياة المسيحية منذ الصغر، بالإضافة إلى مهرات التعامل مع الأزواج وحل المشاكل الاجتماعية، حيث توفر أغلب الكنائس المصرية يومًا أسبوعيًا خاصًا لتنظيم اجتماع يُسمى "اجتماع سيدات الكنيسة".