إسرائيل تحاول حماية نفسها بجدار عازل جديد مع مصر

أخبار مصر


قررت وزارة الحرب الصهيونية تسريع بناء الجدار الأمني المقرر بناؤه على الحدود مع مصر؛ بحيث يتم الانتهاء منه قبل نصف عام عن الموعد المحدد، وذلك على خلفية عمليات إيلات قبل يومين التي قتل خلالها ثمانية إسرائيليين وأصيب العشرات.

وقالت صحيفة معاريف العبرية: إن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك أعطى بعد وقوع العملية فورًا تعليمات بتشغيل مقاولين إضافيين لإنجاز بناء الجدار قبل نهاية عام 2012 بدل الموعد المحدد في عام 2013 الذي أقرته الحكومة سابقًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن مدير مكتب وزارة الحرب الإسرائيلية اللواء اودى شيني أجرى تقديرًا لأعمال البناء على الحدود, موضحةً أنه تم حتى الآن بناء ما يقارب 45 كلم وبحسب المخططات الجديدة حتى نهاية العام الحالي سيتم إنجاز نحو 100 كلم وفي نهاية العام المقبل سيتم إنجاز 200 كلم من إيلات حتى معبر كرم أبو سالم.

وكان جيش الاحتلال أعلن في بيان تفاصيل هجمات إيلات ، مشيرًا إلى أن «مقاومين أطلقوا النار على حافلة كانت في طريقها (من مدينة بئر السبع) إلى إيلات ، وأطلقوا صاروخًا مضادًّا للدبابات على حافلة أخرى، فيما انفجرت شحنة ناسفة في دورية للجيش».

وطبقًا للتقارير الإسرائيلية ، فإن قوة من الجيش طاردت المهاجمين وقتلت سبعة منهم، وأغلقت عددًا من الطرق الرئيسة ومداخل إيلات وبئر السبع تحسبًا لهجمات.

وبحسب مسؤول شارك في جلسة المشاورات الطارئة في مكتب وزير الحرب بحضور رئيس هيئة الأركان، فإن أفراد الخلية نجحوا في التسلل من الأراضي المصرية التي وصلوا إليها من قطاع غزة، مضيفًا أنهم غادروا غزة عبر الجنوب ودخلوا الصحراء وجاءوا إلى إسرائيل على حد قوله. وقد نفت مصر انطلاق منفذي الهجمات من أراضيها.

وتناولت الصحف الإسرائيلية ، التي صدرت صباح الجمعة عملية إيلات ورأت فيها خرقًا خطيرًا يستدعي تحولات إستراتيجية في العقيدة الأمنية الإسرائيلية في الجبهة الجنوبية وتحديدًا الحدود المصرية - الإسرائيلية .

وكتب المحلل العسكري لموقع يديعوت أحرونوت رون بن يشاي أن إستراتيجية الحرب (الإسرائيلية) لمواجهة المقاومة وعقيدة عمل قوات الجيش عند الحدود مع مصر، انهارت أمس (الخميس) نهائيًّا ، وأوضح أن الاعتقاد بأن الحدود هي حدود سلام وأنه يتم تقاسم المسؤولية الأمنية على الطرفين بصورة متساوية ثبت أمس أنها غير صحيحة… فقد اعتقدوا في إسرائيل أن مصر المتشددة بفرض سيادتها في سيناء مسؤولة عن توفير الأمن لـ إسرائيل ومنع العمليات والتهريب من أراضيها، لذا مُنعت إسرائيل من القيام بعمليات إحباط في سيناء على حد قوله.

وتابع الكاتب أن هذه الادعاءات كانت صحيحة ومبررة على مدار عشرات السنين، لكن منذ سقوط حسني مبارك فقدت السلطات وقوات الأمن المصرية سيطرتها على سيناء، وزعم أن القبائل البدوية المنتشرة في سيناء تعتاش من التهريب واستيعاب الخارجين عن القانون بمن فيهم عناصر من الجهاد العالمي.

وادعى أنه منذ شهر فبراير الماضي تراكمت لدى إسرائيل معلومات استخبارية حول عمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقًا من سيناء، وقال: إن إسرائيل عززت القوات على الحدود لكنها سحبت كلما تراجعت التحذيرات.

وأوضح بن يشاي أن الجيش يعتمد إستراتيجية الدفاع المتنقل مع الحدود المصرية المخترقة، أي دفع قوات من الجيش في حال توفر معلومات استخبارية تحذر من عمليات، بموازاة العمل على بناء السياج الأمني على طول الحدود والتي تمتد على نحو 250 كلم.