حكاية أغنية.. "حماة الحمى" النشيد الوطني التونسي المُؤلف في تمجيد تاريخ مصر

الفجر الفني

بوابة الفجر



حكاية أغنية اليوم بالتزامن مع الوضع السياسي الذي تشهده تونس ومن التفاعلات التي أدت الي صدور القرارات الرئاسية الأخيرة في ضوء ما شهده الوضع الداخلي من حالة انسداد، وهو النشيد الوطني لها "حماة الحمى".

عقب اندلاع ثورة 1919، بدأ الاتجاه لوضع نشيد وطني مناسبا للفترة الجديدة ومطالب الاستقلال في مصر، ليتم تشكيل لجنة لوضع نشيد وطني، في عام 1920، عُرفت بـ"لجنة ترقية الأغاني القومية" برئاسة جعفر باشا والي، أحد مؤسسي النادي الأهلي ووزير الأوقاف والمعارف وقتئذ، وبعضوية بعض كبار الشعراء والأدباء والفنانين، في تلك الفترة نشطت فكرة النشيد الوطني عند "الرافعي"، وعمل على تطويرها، وقام بتأليف عدد من الأناشيد الوطنية، من أجل التقديم في المسابقة، أولها كان "إلى العلا" الذي تقدم به في المسابقة الأولى عام 1920، ثم "اسلمي يا مصر" الذي رشحه للمسابقة الثانية لاختيار النشيد الوطني عام 1936.

عندما رفضته اللجنة، رشح نشيده الثالث "حماة الحمى"، لكنه حل في المرتبة الثالثة، ليقوم "الرافعي" بتعديله قبل أن يتم اختياره نشيدًا وطنيًا لتونس.

بعد تعديل "الرافعي" للنشيد الذي كتبه في حب مصر، وتمجيدًا لتاريخها، قررت الحكومة التونسية إضافة بعض التعديلات، قبل اختياره واعتماده رسميًا كنشيد وطني للبلاد في 12 نوفمبر1987، عوضًا عن نشيدها الوطني "ألا خلدي".

كان الوطنيون التونسيون يرددونه خلال مرحلة النضال الوطني، واستمر إنشاده في بعض الأوسط الطلابية واجتماعات الحزب الدستوري، بعد اعتماده رسميًا كان من المنتظر أن يُلحن النشيد ويُعيد توزيعه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، لكن الفكرة لم تتحقق، فلحنه المؤلف والشاعر الغنائي التونسي أحمد خير الدين.

واجه النشيد بعض الانتقادات من خلال البيت الذي يقول: "ورثنا السواعد بين الأمم.. صخورًا صخورًا كهذا البناء"، والذي وصفه بعض النقاد بأنه لا يحمل أي معنى؟

أرجعوا ذلك لعدم فطنة الحكومة التونسية في تعديل البيت الأصلي للقصيدة "ورثنا سواعد باني الهرم.. صخورًا صخورًا كهذا البناء"، لما فيه من تمجيد لتاريخ مصر.

وتقول كلمات النشيد:

حُمَاةَ الْحِمَى يَا حُمَاةَ الْحِمَى هَلُمُّوا هَلُمُّوا لِمَجْدِ الزَّمَنْ
لَقَدْ صَرَخَتْ فِي عُرُوقِنَا الدِّمَا نَمُوتُ نَمُوتُ وَيَحْيَا الْوَطَنْ
بِلَادِي احْكُمِي وَامْلِكِي وَاسْعَدِي فَلَا عَاشَ مَنْ لَمْ يَعِشْ سَيِّدًا
بِحَرِّ دَمِي وَبِمَا فِي يَدِي أَنَا لِبِلَادِي وَحِزْبِي فِدَا
لَكِ الْمَجْدُ يَا تُونِسْ فَاسْتَمْجِدِي بِعِزَّةِ شَعْبِكِ طُولَ الْمَدَى
وَنَحْنُ أُسُودُ الْوَغَى فَاشْهَدِي وُثُوبَ أُسُودِكِ يَوْمَ الصِّدَامْ
لِتَدْوِ السَّمَاوَات بِرَعْدِهَا لِتَرْمِ الصَّوَاعِقُ نِيرَانَهَا
إِلَى عِزِّ تُونِسْ إِلَى مَجْدِهَا رِجَالُ الْبِلَادِ وَشُبَّانُهَا
فَلَا عَاشَ فِي تُونِسْ مَنْ خَانَهَا وَلَا عَاشَ مَنْ لَيْسَ مِنْ جُنْدِهَا
نَمُوتُ وَنَحْيَا عَلَى عَهْدِهَا حَيَاةَ الْكِرَامِ وَمَوْتَ الْعِظَامْ
وَرِثْنَا السَّوَاعِدَ بَيْنَ الْأُمَمْ صُخُورًا صُخُورًا كَهَذَا الْبِنَا
سَوَاعِدُ يَهْتَزُّ فَوْقَهَا الْعَلَمْ نُبَاهِي بِهِ وَيُبَاهِي بِنَا
وَفِيهَا كَفَا لِلْعُلَا وَالْهِمَمْ وَفِيهَا ضَمَانٌ لِنَيْلِ الْمُنَى
وَفِيهَا لِأَعْدَاءِ تُونِسْ نِقَمْ وَفِيهَا لِمَنْ سَالَمُونَا السَّلَامْ
حُمَاةَ الْحِمَى يَا حُمَاةَ الْحِمَى هَلُمُّوا هَلُمُّوا لِمَجْدِ الزَّمَنْ
لَقَدْ صَرَخَتْ فِي عُرُوقِنَا الدِّمَا نَمُوتُ نَمُوتُ وَيَحْيَا الْوَطَنْ
إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الْحَيَاةْ فَلَا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ
وَلَا بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِي وَلَا بُدَّ لِلْقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِرْ
حُمَاةَ الْحِمَى يَا حُمَاةَ الْحِمَى هَلُمُّوا هَلُمُّوا لِمَجْدِ الزَّمَنْ
لَقَدْ صَرَخَتْ فِي عُرُوقِنَا الدِّمَا نَمُوتُ نَمُوتُ وَيَحْيَا الْوَطَنْ