أكرم توفيق.. رجل المعارك الكروية

الفجر الرياضي

بوابة الفجر



بطوله المناسب ولحيته التي تُزين وجهه يُدرك أن وجوده في أي نادي ليس شيكًا على بياض وأن الاستمرار  يلزمه كثيرًا من الجهد والعمل والالتزام، أصدقائه يعرفونه بنسر  الجبهة اليمنى في الملعب والقادر على صناعة أهداف في أوقات حاسمة، أما هو لا يكترث بكل ذلك، موقنًا بأن كرة القدم لا تعرف الهزيمة.

تتبدد الحيرة وُتجاب كافة الأسئلة بمعرفة أن أكرم توفيق ولد في خريف 1997 بمدينة صان الحجر بالشرقية، حيث التاريخ حاضر وبقوة ووجوه الفراعنة تختزن تاريخ المحروسة الممتدة لسبعة آلاف عام، فتح الطفل عينيه على شمس حارق تُصلب قامة الرجال وتحدي لم يستطع الزمن التغلب عليه.

الانتماء لكرة القدم في عائلة كروية ليست خيارًا قدر ما هو قدرًا، فأكرم توفيق الذي نشأ في عائلة كروية ممثلة في شقيقيه عبد العزيز توفيق وأحمد توفيق  وقع في غرام الساحرة المستديرة منذ أن كان طفلا حين رأى أخوته يحرزون الأهداف ويكتسبون محبة الجميع، وترسخ هذا الشعور لديه وهو ابن التاسعة حين رأى منتخب مصر  يفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية 2006 قبل أن يكرر نفس الإنجاز على مدار دورتين بعد ذلك.

كأخوته وجد أكرم توفيق مكانًا في نادي إنبي الذي تأسس كمظلة كروية قادرة على استيعاب الشباب الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بأندية الأهلى والزمالك وحين أصبح في الثامنة عشر من عمره كان ضمن فريق إنبي الأول مواجهًا نجوم الدوري المصري وقادرًا على الثبات أمامهم في خط الوسط الذي يحترف اللعب فيه بجانب الجهة اليمني، ورغم آداءه الجيد غابته عنه البطولات. 

في عام 2016 كان أكرم توفيق المردد دائمًا آية "لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا" على موعد انتقال للنادي الأهلي بعد أن استطاع لفت نظر المسئولين عن القلعة الحمراء، وبالفعل وجد نفسه جنبًا إلى جنب مع نجوم الأحمر مثل وليد سليمان مقابل 6 ملايين جنيه، وعلى مدار عامين تمكن من حصد بطولة الدوري المصري والمشاركة في دوري أبطال إفريقيا بجانب انضمامه لمنتخب الشباب مرتديًا قميص بلاده كما حلم هو صغير وأكد أكثر من مرة لاحقًا في حوارات صحفية أجريت معه. 

وبعد فترة إعارة لمدة موسم واحد مع نادي الجونة عاد أكرم توفيق للأهلي مواجهًا أخوته الثلاثة في الدوري العام، فشقيقه عبد العزيز هو لاعب إنبي، وأحمد توفيق لاعب الزمالك، بالإضافة لحاتم توفيق اللاعب بنادي المنصورة ضمن دوري الدرجة الثانية، لكن رغم ذلك فإن أكرم الذي خالف تقاليد الأسرة الزملكاوية بعشقه للأحمر لم يكترث، مؤكدًا إنه لم يتعرض لأي ضغوط خاصة من شقيقه أحمد للانتقال للقلعة البيضاء. 

حملت العودة الكثير لأكرم الذي يتمتع بصوت حلو ويهوى رفع آذان الصلوات لزملائه خارج المستطيل الأخضر، فخلال العام الماضي تمكن من تثبيت قدميه مع مدربه بيتسو موسيماني الذي وصفه بأنه "لاعب جيد ومتمكن ومنفذ للتعليمات" كما استطاع "توفيق" تسجيل عدة أهداف جعلته قريب من جماهير الأحمر التي باتت تنظر إليه ككنز استراتيجي يمكن الاعتماد عليه مستقبلًا مع الفريق. 

بعيدًا عن العمل يقضي أكرم توفيق المشارك في أولمبياد طوكيو 2020، أوقات فراغه مع زوجته التي تزوجها العام الماضي متمردًا على قواعد الحجر الصحي المفروض بسبب فيروس كورونا، وأقام حفل زفافه بمدينة الجونة بحضور عدد من الأهلي والأصدقاء ونجوم كرة القدم. 

وفي ظل علاقة "توفيق " الجيدة مع مدرب الأهلي الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، يتوقع كثيرون أن الفترة المقبلة ستشهد تألق أكرم خاصة بعد آدائه الذي أشاد بيه الجميع مع المنتخب في أولمبياد طوكيو والصعود لدور الثمانية بالدورة الأولمبية.