فتيات الـ"تيك توك" .. رحلة بحث عن المال والشهرة والمصير المحتوم "السجن"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


وسط انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مواقع نشر الفيديوهات والتي يسعى روادها إلى حصد المزيد من التفاعلات على صفحاتهم ومقاطعهم المصورة من أجل الربح تحول الأمر سريعًا إلى خطر  محدق بالأسر المصرية بعد أن تعددت تلك المواقع وطرق بعضها لجذب الرواد دون أي إلتزام بمعايير وقييم المجتمع.

 

"كائن الهوهوز " هذا هو الاسم الذي أطلقته على نفسها فتاة من الإسكندرية تدعى "ياسمين"  عبر حسابها الذي تخطى حاجز المليون مشترك عبر منصة  "تيك توك"، لتبث من خلاله مقاطع فيديو تحرض من خلالها على الفسق والفجور ، هي وصديقها الذي ادعت أنه زوجها ،قبل أن تتدخل أجهزة الأمن وتلقى القبض عليها ،الثلاثاء، وتحيلها للنيابة العامة للتحقيق معها في تهم التخريض على الفسق.

 

تحرك أجهزة الأمن جاء بعد عدة بلاغات تتهم الفتاة ببث مقاطع فيديو ترقص فيها  في حضور شخص على تطبيق «تيك توك» وترتكب أفعالًا جنسية وإيحاءات تخالف القانون وقيم المجتمع، وتم تحديد مكان المتهمان والقبض عليهما.

 

واقعة "فتاة الهوهوز "  ليست هي الأولى فقد أصدرت  محكمة جنايات القاهرة قبل أيام حكمها بمعاقبة المتهمة حنين حسام غيابياً بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة المتهمة مودة الأدهم وآخرين بالسجن المشدد 6 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه لكلا منهم، لاتهامهم جميعاً بالاتجار فى البشر.

 

تحقيقات النيابة في القضية توصلت إلى أن  الفتيات ظهرن عبر أحد تطبيق تيك توك  فى بثٍ مرئى مباشر متاح لكل المشاركين بالتطبيق متابعته، وقاما بتسهيل إنشاء علاقات صداقة مع المتابعين، مقابل وعدهن بالحصول على أجورٍ تزيد بزيادة اتساع المتابعين لهما.

 

القاسم المشترك دائما بين تلك الفتيات هو السعي للشهرة وتحقيق الربح بغض النظر عن القيم والعادات الراسخة في المجتمع.

 

فقد صدمت مؤخرا فتاة أطلقت على نفسها اسم "موكا حجازي" رواد مواقع التواصل الاجتماعي المصورة بمقاطع فيديو فاضحة ليتبين من تحريات أجهزة الأمن بعد القبض عليها أنها كانت تمارس الأعمال المنافية للآداب بمقابل مادي.

 

دكتور وليد هندي ،الاستشارى النفسي، أكد أن مواقع الـ «سوشيال ميديا» نجحت في اغتيال النشاط الذهني المنظم للإنسان وأظهرت الكثير من العورات الاجتماعية ، لتظهر الشخصيات الهستيرية المجنونة بـ"التريند" وكل ما يهمها هو تحقيق الشهرة والربح بغض النظر عن المحتوى الذي تقدمه أو اعتبار لمعايير أخلاقية أو قيم مجتمعية.

 

وأكد في تصريحات خاصة لـ"الفجر" تلك الشخصيات المهتزة تعاني فراغا روحيا ونفسيا وتسعى للإستعراض المزيف لجلب انتباه الآخرين ، الأمر الذي يحتاج إلى حملة توعوية لتقويم النشأ وتهذيب أنفسهم  وزرع القيم بعيداً عن صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ليصبحوا قادرين على مواجهة مثل تلك الآفات التي تصيب مجتمعاتنا.