زيارات متبادلة وتعاون مشترك.. تفاصيل العلاقات القوية بين مصر وجنوب السودان
تسعي الدولة المصرية دائمًا تقديم سبل الدعم إلي جميع البلدان الإفريقية، وزاد هذا الدعم مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي لمهام منصبه، وأيضاً مع تولي مصر منصب الاتحاد الأفريقي.
ومنها أصبحت العلاقات قوية مع الدول الأفريقية وعلي رأسها جنوب السودان التي تعتبر شريك أساس واستراتيجية لمصر وحيث قامت مصر بتقديم العديد من المساعدات إلي جنوب السودان.
التعاون الاقتصادي بين البلدين
جاء تلك التعاون الإقتصادي بعد اتفاق الجانبين علي تكوين لجنة وذلك في عام 2012 وهي اللجنة العليا المصرية الجنوب سودانية المشتركة تأتي علي مستوي الوزراي، وترأست تلك اللجنة التي انعقدت للأول مرة أمس برئاسة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي بحضور عدد من الوزراء المصريين، وأيضا عدد من وزراء جنوب السودان.
كما تتولى مصر إنشاء معمل مركزي لتحليل نوعية المياه منذ عام 2012 بجوبا، الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يتمّ إنشاؤه في جنوب السودان، وتمّ تزويده بأحدث الأجهزة والمعدات والمهمات اللازمة لعمل جميع أنواع تحليلات المياه للحد من مصادر التلوث بالمجاري المائية بجميع ولايات جنوب السودان، وفي 18 يناير 2018، جرى توقيع بروتوكول تعاون لإنشاء أكبر منطقة صناعية مصرية بالعاصمة لزيادة حجم الصادرات المصرية.
وفي 20 أبريل 2013، وقع البلدان عقود تنفيذ 3 مشروعات بجنوب السودان بمنحة مصرية قيمتها 7.2 مليون دولار، لإنشاء مرسى نهري في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة لربط الولاية بولاية غرب بحر الغزال ملاحيا، وتأهيل 3 محطات لقياس المناسيب والتصرفات بحوض بحر الغزال، وإنشاء محطة طلمبات على نهر الجور بمدينة واو عاصمة ولاية بحر الغزال لتوفير مياه الشرب.
كما حرصت مصر على دعم جنوب السودان أيضًا من خلال تفعيل عدة مشروعات تنموية، من بينها مشروع إنشاء المزرعة النموذجية بولاية غرب بحر الغزال، وإنشاء عدد من سدود حصاد مياه الأمطار.
التعاون في مجال التدريب
حيث ووقعت البلدين اتفاقية التعاون الفني بشأن التعاون الفني والتنموي في مجال الموارد المائية للتعاون في مجال إدارة وتنمية الموارد المائية وتدريب العاملين.
التعاون الزراعي
في مجال الثروة الداجنة خاصة بعد اعتماد منظمة صحة الحيوان العالمية بخلو 30 منشأة مصرية من انفلونزا الطيور وبالتالي تستطيع مصر توفير احتياجات الاشقاء السودانيين من الدواجن بدلا من استيرادها من دول أخرى بالإضافة إلى التعاون في مجال البحوث االزراعية وتقديم الدعم لبناء القدرات في مجالات الدواجن وتجميع الالبان والاستزراع السمكي، و توقيغ مذكرة تفاهم للتعاون الزراعي لإنشاء مزرعة نموذجية مشتركة على مساحة 200 هكتار في جنوب السودان.
ولم يقف في تلك المجالات ولكن في جميع المجالات الصحية والكهرباء وغيرها من المجالات التي تخدم البلدين، إلا أنه شهد أشكال أخرى.
الدعم الإنساني
قدمت مصر قافلة طبية ودوائية وغذائية في عام 2017، تبلغ نحو 20 طنا، هدية من شعب مصر إلى شعب جنوب السودان، لتخفيف المعاناة عن أفراد الشعب، وأعادت إرسال شحنة أخرى في أكتوبر 2018.
وفى سبتمبر 2020، وجه السيسي بفتح جسر جوى لتقديم المساعدات العاجلة إلى الأشقاء من متضرري السيول بجمهوريتي السودان وجنوب السودان، وحملت طائرات النقل العسكرية شحنات من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
وفي مايو 2020، وجه رئيس الجمهورية أيضًا بإعداد وتجهيز طائرة نقل عسكرية وعلى متنها كميات كبيرة من المساعدات الطبية والدوائية والمطهرات والبدل الواقية للأطقم الطبية، فضلًا عن كميات كبيرة من ألبان الأطفال لمساعدتها في التغلب على فيروس كورونا.
المجال العسكري
قامت مصر بإرسال أكبر قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، لاستقرار الدولة، كما تعمل على تقديم يد العون في مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية، والتعاون المشترك فى كافة المجالات.
زيارات متبادلة
التقى الرئيس السيسي بالرئيس سيلفا كير، في 24 سبتمبر 2014، بنيويورك، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي 22 نوفمبر 2014، زار رئيس جمهورية جنوب السودان مصر على رأس وفد رفيع المستوى واستقبله الرالسودان، و أكَد السيسي استمرار مصر في تقديم مساعداتها إلى أشقائها في جنوب السودان.
وأعاد سلفاكير الزيارة مجددًا في 10 يناير 2017، لبحث سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجنوب السودان، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، فضلا عن بحث عملية السلام فى جنوب السودان.
فيما زار سيلفاكير مصر للمرة الثالثة في 17 يناير 2019، لبحث أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر وجنوب السودان، حيث أعرب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكّيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة تاريخية إلى جنوب السودان في نوفمبر 2020، وكانت تعد الأولى من نوعها حيث كان في استقباله الرئيس سلفا كير بمطار جوبا الدولي.
كما استقبل الرئيس السيسي، نائب رئيس جمهورية جنوب السودان جيمس واني إيجا، وذلك بقصر الاتحادية، في ضوء على العلاقات القوية التى تربط البلدين منذ قرون، ولم يكن نهر النيل الوحيد الرابط بينهم بل هناك مواقف مميزة رسمت منحنًا تصاعدى للعلاقات الثنائية بين القاهرة وجوبا.