بسبب فتاوي "علماء المسلمين".. هل تشهد تونس موجات من العنف الإخواني؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد قرارت حكومية صارمة أصدرها الرئيس التونسي قيس سعيد، بموجبها تم تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه وإقالة حكومة هشام المشيشي، وفرض حظر التجوال، لتخرج بعدها الآلاف من المويدين للشوارع احتفالًا بقرار الخلاص من حركة النهضة الإخوانية.

الحشود التي أعادت للإذهان مشاهد أول ثورات الربيع العربي والتي نجحت في إسقاط نظام "زين العابدين بن على" في 2011 ، هي في الوقت ذاته بمثابة سلاح ذو حدين خاصة مع مخاوف من تكرار سيناريوهات العنف الإخواني والتي شهدتها العديد من دول العالم العربي في أعقاب سقوط حكم تلك الجماعة الإرهابية فيها.

مؤشرات تلك المخاوف بدأت في التحقق على أرض الواقع، فلم يفوت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف هو ورئيسه شيخ الفتنة يوسف القرضاوي - والمصنف ضمن الكيانات الإرهابية وفقًا لما اتفقت عليه وأعلنته الدول الأربعة المكافحة للإرهاب في 2017- الفرصة وأطلق بيانًا عبر موقعه يصف فيها القرارات الرئاسية بالانقلاب على الشرعية ويحرض خلاله الشعب التونسي على عدم الرضوخ للقرارات الرئاسية  داعيًا للفوضى .

"حرمة الاعتداء على العقد الاجتماعي بين الشعب والسلطة".. كانت تلك هي الكلمات التي وصف بها الاتحاد قرارات الرئيس التونسي التي حظيت بالرضاء الشعبي، وأتبعها بدعوة التونسيون لـ"حماية العقد الاجتماعي والحفاظ على الحريات وحقوق الشعب فريضة شرعية على جميع مكونات الشعب التونسي، وإن الحفاظ على المؤسسات الدستورية واجب وطني" - وفقًا للبيان-.

الفتاوى التحريضية لما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليست هي الأولى من نوعها فقد تكررت في العديد من المناسبات كان القاسم المشترك فيها هو سقوط جماعة الإخوان الإرهابية في إحدى دول العالم العربي أو فشل أجندات الأخونة،  الأمر الذي دعا الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في 2017 إلى ضم الاتحاد ضمن الكانات الداعمة للإرهاب، وأصدرت بيانًا ذكرت فيه أن "الاتحاد" الذي أسسه يوسف القرضاوي، عام 2004. تحول من الاهتمام بقضايا الإسلام والأمور الفقهية، إلى التحريض على العنف والإرهاب، وهو ما ظهر جليا في عدة مواقف وفتاوى تحرض على الإرهاب وتشجع الفتنة في المنطقة.

ففي مصر وعقب فض اعتصامى الجماعة الإرهابية في ميداني النهضة ورابعة العدوية  في 2013 ، خرج "القرضاوي" رئيس الاتحاد، في مقطع فيديو عبر قناة الجزيرة محرضًا أعوان جماعة الإخوان الإرهابية للاقتتال واصفًا الأمر بأنه "فرض عين على كل مسلم مصري قادر ومؤمن بأن يترك منزله"، كذلك حرض شباب الإخوان وأنصارهم على النزول في الميادين والشوارع لإحداث حالة من الفوضى وترويع المواطنين.

وتعددت محاولات الدعوة للعنف في مصر عبر فتاوى الاتحاد، فقد أطلق "القرضاوي" فتوى تحريضية أخرى قبل الانتخابات الرئاسية عام 2014، واصفًا كل من يشارك فيها بـ"الإثم" داعيًا أنصار الجماعة الإرهابية بمقاطعتها.
 
الأمر لم يختلف كثيرًا في سوريا وليبيا فقد خرج مفتى الجماعة الإرهابية بفتوى شهيرة ، أحل خلالها جواز تنفيذ العمليات الإنتحارية قائلًا: "التفجيرات الانتحارية لا تجوز إلا بتدبير جماعي، فإذا رأت الجماعة أنها في حاجة إلى أن يفجر شخص نفسه في الآخرين، يكون أمرًا مطلوبًا"، كما خرج عبر أحد بيانات الاتحاد داعيًا السوريون لما أسماه بالجهاد إلى جوار جبهة النصرة وداعش.