بناء أثري مجهول في أول طريق القلعة غير مسجل ويستحق الترميم (صورة)
السائر في أول شارع سكة المحجر، آتيًا من ميدان القلعة، نجد بناء أثري مهجور ومجهول حجبته الأشجار عن العيون، لم تذكره جميع المصادر التاريخية، وامتدت له أيدي الإهمال.
وعن هذا المبنى نقل لنا أبو العلا خليل أحد المؤرخين المعروفين والمهتمين بالشأن الأثري والتراثي، ما ذكرته الوثائق عنه، والتي أوردتها الدكتورة مرفت محمود عيسي في دراسة لها عن وثائق الملك الأشرف شعبان بن حسين" وهي حجة من الورق مؤرخة في ١٠ شوال عام ١١٧٢ هـ، محفوظة بدفترخانة المحكمة الشرعية.
وجاء في نص تلك الحجة ما يلي "...قرر السيد الشريف عبدالله بن السيد أحمد عفيف الدين، بوقف المرحوم الأشرف شعبان، على السبيل، بالعلوة بالمحجر، عوضًا في النصف من ذلك عن الأمير علي جلبي ابن المرحوم عبدالله جوربجي عزبان الشهير بالرزاز، تحريرًا في اليوم المبارك الموافق العاشر من شوال المبارك عام 1172".
والحجة تقر باستحقاق الشريف عبدالله بن السيد أحمد عفيف الدين المحرزي من أشراف أسيوط، وهو من ذرية السلطان الأشرف شعبان بن حسين، الإشراف "نظارة" على سبيل السلطان الأشرف شعبان بن حسين بالعلوة بالمحجر وتؤرخ الحجة بعام ١١٧٢ هجريًا.
وتذكر الدكتورة مرفت محمود عيسي "وللسلطان الأشرف شعبان بن حسين وثيقة وقف مؤرخة في ٣ رجب سنة ٧٧٥ هجريا عن قيامه بعمائر بالصوة بالمحجر إلا أنها فقدت من النظار علي وقف الملك الأشرف شعبان".
وقال ابن حجر في إنباء الغمر بأنباء العمر "وفي شهر صفر عام ٧٧٧هجريا إبتدأ السلطان شعبان في عمارة المدرسة الأشرفية تحت قلعة الجبل"، وفي بدائع الزهور في وقائع الدهور يذكر إبن إياس الحنفي "وفي خامس عشر صفر عام ٧٧٧ هجريا إبتدأ السلطان شعبان بعمارة مدرسته التي بالصوة تجاه الطبلخاناه من تحت قلعة الجبل".
وقال أبو العلا خليل أنه مما سبق يتبين لنا أن السلطان الأشرف شعبان استهل أعماله في منطقة "الصوة" بالمحجر عام ٧٧٥ هجريًا ببناء هذا السبيل، ثم تبعه بإنشاء مدرسته في مواجهة الباب المدرج أحد أبواب القلعة، عام ٧٧٧ هجريًا، وكان قصد السلطان شعبان عمل عمارة مماثلة لعمارة عمه السلطان حسن الشهيرة المواجهة للقلعة أيضًا.
وتابع، المدرسة التي أنشأها السلطان شعبان، جعها مواجهة للقلعة مقر الحكم وإدارة البلاد، وهو ما عرضها للضرب، وقد قرر السلطان فرج بن برقوق هدمها لتأمين القلعة، ويقول المقريزي، أنه في شهر جمادي الأولي عام ٨١٤ هـ أمر السلطان فرج بن برقوق بهدم مدرسة السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون التي تجاه الطبلخاناه، فوقع الهدم فيها وكانت من أعظم بناء رأيناها، وعمر بأحجارها في مواضع بالقلعة.
أما السبيل الموجود في الصورة، فقد سلم من الهدم وقدر له البقاء كونه لايشكل خطورة على القلعة لعدم إرتفاعه، فلا ضرر من بقائه ليؤدي وظيفته المنوط به من سقاية للمارة وماأحدث من مكتب أعلاه لتأديب الأطفال.
وقال الدكتور محمد أبوالعمايم في آثار القاهرة الإسلامية في العصر العثماني "وقد أصاب التعديل سبيل السلطان الأشرف شعبان والكتاب بأعلاه في القرن التاسع عشر فسد عقد المكتب، ثم استعمل سكنا مدة، وهو الآن خرب يستحق التسجيل والترميم نظرا لأهميته التاريخية.