تغير قواعد اللعبة بين "إسرائيل" و"حماس"

عربي ودولي



أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن قواعد اللعبة بين إسرائيل وحركة حماس في أعقاب الإطاحة بنظام حسني مبارك في مصر تغيرت على ضوء الهجمات الأخيرة في إيلات والتي أدت إلى قتل ثمانية إسرائيليين وردت عليها إسرائيل بقصف القطاع وإطلاق النار على الجنود المصريين.

وذكرت الصحيفة أنه وعلى مدى أكثر من سنتين استمرت سياسة الردع المتبادل بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية على طول حدود قطاع غزة، لكن الهجمات التي شنها مسلحون يوم الخميس وخلفت مقتل ثمانية صهاينة وما أعقب ذلك من ضربات جوية أسفرت عن سقوط 15 شهيدًا في غزة، أثبتت أن قواعد الصراع بين الجانبين تغيرت بموجب الثورة التي شهدتها مصر وأطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك.

ورأت الصحيفة أن عدم قدرة السلطة المصرية على إحكام السيطرة على الأوضاع في شبه جزيرة سيناء التي تشترك في حدود صعبة التأمين مع جنوب إسرائيل، جعل جماعات مسلحة تنجح في تنفيذ هجمات نوعية جديدة، وهو ما خلق معضلة جديدة في علاقة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، رغم ان كلا الطرفين لا يبحث عن التصعيد في الوقت الراهن.

وقال هيليل فريسش أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان: هذا الهجوم الذي وقع وأسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين كان أكثر مما تريده حركة حماس .

وأضاف: قواعد النزاع بين إسرائيل وحماس تتغير بشكل جذري لو أن سيناء ستكون حاضرة في المشهد بسبب أن الهجمات التي تنطلق من غزة تكون محودة بطبيعة الحال بينما الهجمات التي تنطلق من سيناء يمكن أن ترتبط بمجموعات أخرى ومن الصعب تحديد المسئولية الحقيقية عن تنفيذها .

ويقول المراقبون إنه لا يثبت أي دليل حتى الآن على ان الهجوم الأخير الذي استهدف جنودًا إسرائيليين قد انطلق من سيناء أو أن السلطات المصرية كان يمكن أن تفعل أي شيء لمنع وقوعه.

وقال المحلل السياسي طلال عقيل: أرادت إسرائيل في مثل هذه الأحوال ان تبلغ رسالة مفادها أن المجموعات المسلحة الفلسطينية في غزة ستدفع الثمن عن وقوع مثل تلك العمليات، لكن الآن إستراتيجية الردع تغيرت لأن الفدائيين الذين يريدون شن هجمات قد ينجحون في الانطلاق من مكان يبعد اميال عن غزة .

أما حركة حماس فقد أكدت عقب الأحداث الأخيرة أن سياستها تقوم على أن تحارب إسرائيل ضمن حدود الأراضي الفلسطينية، لكن الصحافة الإسرائيلية قالت إن لجان المقاومة الشعبية التي ينسب إليها تنفيذ هذه العملية ترتبط بحركة حماس وشاركت معها في هجمات سابقة في السنوات الماضية.

وقالت الصحيفة: فدائيو غزة عملوا على تطوير شبكة شاملة من العلاقات مع المهربين البدو ومجموعات إسلامية تنشط في الخارج، وبمجرد أن ضعفت سيطرة السلطات المصرية في سيناء وجدت حركة حماس نفسها أمام أحداث لم تتهيء لها بشكل جيد ولم تتوقع أن تضطر للتعامل مع تداعيتها .