لا فرحة وبطون خاوية .. هكذا استقبل اللبنانيون عيد الأضحى ٢٠٢١
ليس هناك فرحة وكذلك فإن البطون خاوية، هكذا استقبل اللبنانيون عيد الأضحى ٢٠٢١، وذلك بالتزامن مع إعلان اليونيسيف أن 77 بالمئة من الأسر اللبنانية لا تملك ما يكفي من المال لشراء الطعام، وأن أكثر من 30 بالمئة من أطفال هذا البلد يناموا ببطون خاوية.
ويعاني لبنان أزمة سياسية خانقة أدت إلى انهيار اقتصادي، وأثرت على كل جوانب الحياة في ظل شح المواد التموينية وارتفاع أسعارها، خاصة مع غياب الدعم الاجتماعي.
وشهد لبنان هذا العام غلاء لافتا في سعر الأضاحي، الأمر الذي سرق فرحة العيد لا سيما في المدن والمناطق التي لم يدعمها أبناؤها المغتربون بالأموال.
وقال أحد تجار المواشي لموقع "سكاي نيوز عربية": "بعض من شارك في شراء الأضاحي العام الماضي، اليوم سجل اسمه في لائحة الراغبين بالحصول على حصص من اللحوم التي وزعت هذا العام".
وبخلاف السنوات التي سبقت الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، يكاد الطلب على شراء الأضاحي ينعدم نظرا إلى ارتفاع أسعارها بنحو 9 إلى 10 أضعاف ما كانت عليه في السنوات السابقة.
وأضاف التاجر: "الأضحية التي كانت تزن نحو 50 كيلوغراما ويتراوح سعرها قبل عام 2019 بين 500 و600 ألف ليرة، باتت تكلفتها اليوم تفوق 6 ملايين ليرة، وهي بالتالي تفوق قدرة معظم العائلات اللبنانية التي اعتادت إحياء عيد الأضحى بالأضحية"، علما أن الحد الأدنى للأجور في لبنان يبلغ 675 ألف ليرة.
وما يزيد الأمر سوءا، تسعير أصحاب مزارع الماشية التي تربى في لبنان بالدولار الأمريكي، أو وفق سعر صرفه بالليرة، بسبب استيراد معظم متطلبات إنتاجها وتربيتها بالعملة الأجنبية لا سيما الأعلاف، وفقما أكد جميل مصطفى، أحد تجار الماشية، لموقع "سكاي نيوز عربية".
أضاحي المغتربين
لكن هاشم محمد، وهو جزار من أبناء مدينة طرابلس، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" إن موسم الذبح هذا العام كان جيدا في بعض مناطق المدينة، فـ"المغتربون أرسلوا أموالا لأقاربهم لذبح المواشي وتوزيعها على الفقراء في المناطق التي شهدت إقبالا لافتا على الجزارات، في ظل الارتفاع الكبير لأسعار المواشي".
وأضاف قصاب آخر في طرابلس: "يمكننا القول إن المغترب الطرابلسي استطاع أن يداوي آلام المواطن في المدينة"، مشيرا إلى أن "جهود بذلت لإدخال فرحة العيد سواء من العيدية أو من الأضحية".
وتابع: "كان لافتا الطلب على العجول، إذ باستطاعة المضحي أن يقسم العجل إلى عدة حصص لتوزيعها على شريحة واسعة من المحرومين".
لا فرحة
وأشار موسى حسن، وهو تاجر مواشي في منطقة إقليم الخروب الشوفية، إلى أن "الإقبال على شراء الأضاحي تدنى بشكل كبير"، مضيفا أن "كثيرا من الناس لا تستطيع تأمين ثمنها في هذه الأيام".
وقال: "هذا الواقع أنقص فرحة العيد وبدّل العادات التي دأب اللبنانيون على ممارستها في هذه المناسبة".
أما أحمد نصرالدين الذي يملك متجرا لبيع اللحوم في مدينة صيدا، فقال: "جرت العادة أن يمتلئ متجري بلحوم الأضاحي لتقطيعها وتوزيعها، أما هذا العام كل شيء تغير".
وأضاف: "الناس ليست لديها القدرة على شراء الأضاحي، وكذلك الجزارون يجدون صعوبة في شراء الذبائح".
وفي القرى لم يختلف الحال كثيرا، حيث قال أبو قاسم، وهو قصاب يعمل في مؤسسة استهلاكية في بلدة جنوبية، لموقع "سكاي نيوز عربية": "الإقبال على تقديم الأضاحي حتى الآن (ثاني أيام العيد) خجول جدا، وإن كان هناك بعض التلاحم في بعض القرى، وهناك من يضحي ثاني أو ثالث أيام العيد".
وأردف: "كنا نتحدث عن عجلين و5 خراف كأضاحي هذا العام، بينما العدد سابقا كان يتجاوز 12 عجلا و45 خروفا وأحيانا أكثر. العدد قليل جدا بالنسبة لمؤسسة تقدم المساعدات لأكثر من 1700 أسرة".
المشهد الجديد ليس مفاجئا، لكنه انعكاس لأزمة اقتصادية حادة تعصف بلبنان منذ أواخر 2019، تسببت بانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين ورفعت سعر الأضاحي عدة أضعاف، كغيرها من السلع الأخرى.