قصر أحمد بن طولون الذي احتوى عجائب الدنيا واشتُهر بالميدان
لما وصل أحمد بن طولون إلى مصر اتخذ من دار الإمارة في العسكر مكان لإقامته، ولما ضاقت به وبرجاله قرر أن يختط مدينة جديدة وهي القطائع وكان ذلك في حوالي عام 256 هـ.
والقطائع هي ثالث عاصمة في مصر بعد الفتح العربي الإسلامي، وأول العواصم كانت الفسطاط والتي أسسها عمرو بن العاص عام 21 هـ، وثانيهما العسكر والتي أسسها الصالح بن علي لتكون مقر الحكم العباسي في مصرعام 133هـ، وثالثتهما وهي القطائع.
وأحمد بن طولون نشأ في بلاد العراق، وتحديدًا في مدينة سامراء، وهي المدينة التي اختطها المعتصم وجعلها عاصمة وكانت درة في العمارة والفنون.
وكان حلم أحمد بن طولون أن تكون مدينته في مصر صورة من سامراء، فبنى قصره المنيف بها، وجعل أمامه ميدان فسيح، وشارع سُمى بالشارع الأعظم يصل بين القصر وجامعه الأشهر الذي بناه فوق جبل يشكر، وهو يشبه شارع سامراء الرئيسي أيضًا.
وهذا القصر الذي اندثر لم يتبق منه سوى اسم شهرته "الميدان" يحكي عنه المؤرخين قائلين إنه كان فسيحًا، وجعل ابن طولون أمامه ميدانًا يضرب فيه بالصوالجة، فصار القصر اسمه الميدان، وكان للقصر 9 أبواب منها:
باب الميدان والمخصص لدخول وخروج الجيش
باب الصوالجة
باب الخاصة لدخول الخواص من الناس
باب الجبل لأنه كان مطلًا على جبل المقطم
باب الحريم المخصص لدخولهن
باب الدرمون نسبه لحارسه وكان أسودًا عظيمًا
باب دعناج نسبة إلى حارس آخر كان يتولى حراسته
باب الساج نسبة لأنه مصنوع من خشب الساج
باب الصلاة لأنه كان يفتح على الشارع الأعظم
وجاء من بعد أحمد بن طولون ابنه خمارويه، الذي زاد في القصر زيادة كبيرة، وبنى فيه بيتًا للحريم، وبيت للطيور، وكان عجيبه من عجائب الدنيا، وصنع فيه بحيرة من زئبق، عليها فراش يتم ملئه بالهواء، وكان لديه بيوت للسباع، حتى قيل أنه كان لديه أسد يقال له زريق، أزرق العينين، تربى وسط البشر، حتى صار بلا خطورة وكان يحرس خمارويه.