أثري يجيب عن السؤال.. هل عرف قدماء المصريين الذبائح في الأعياد؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


اهتم قدماء المصريين اهتمام شديد بالاحتفالات والأعياد، وكانوا من أوائل شعوب العالم عناية بالأعياد ووضع المراسم والتقاليد لها، وكانت الأعياد في مصر القديمة كثيرة، وتصنف إلى أعياد السماء والأعياد الدنيوية أو الحياتية والسياسية والجنائزية وغيرها.

الأعياد الدينية 
وقال علي أبو ودشيش المتخصص في الآثار المصرية القديمة، إن بعض الأعياد عند المصريين القدماء اتخذت مظهرًا دينيا، وقدموا فيها القرابين أو الأضاحي، ويرجع سبب الفكرة إلى الخوف من غضب الطبيعة، وعدم فهم ماهية الوجود وأصله والتسليم إلى قوة خارقة أو إله عظيم مجهول.

التوصل لفكرة الأضحية أو القربان
وتابع في تصريحات إلى الفجر، توصلت الشعوب القديمة إلى التقرب إلى الآلهة، عن طريق المنح والعطايا التي تتنوع ما بين المأكولات والمشروبات والزهور والحبوب والقمح والحيوانات لتأكيد الإيمان بقوة الآلهة وسلطتهم وتحاشيا لغضبها، ورد الشر للطبيعة والكيانات المؤذية، والاستجابة للدعوات والمطالب، والحصول على المعرفة وإطالة العمر، وكانت القرابين تقدم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.

وكانت قرابين قدماء المصريين تقدم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت القرابين بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جلبًا لرضا الآلهة، كما كانت للخبز قيمة عظيمة، وتم تقديمه ضمن القرابين الجنائزية التي تقدم على الموائد أمام المقابر ويظهر ذلك في العديد من النقوش والرسوم التصويرية في المعابد والمقابر.

التصور الذي اعتقده المصري القديم
وكانت القرابين  تقدم وفقًا لتصورين الأول ارتبط بعين حورس أي عوده الحياة وقوتها، والثاني ارتبط بـ"ماعت" كوسيله من وسائل التمسك بالنظام، وعاده كان الملك هو الذي يقوم بخدمة "رع " إله الشمس، ويقدم له القربان في المعبد بيديه نيابة عن الشعب، ومع دخول الشريعة الإسلامية مصر واصل المصريون تقديم القرابين في عيد الأضحى بذبح قربان لله "الأضحية".
مظاهر الاحتفالات 
ومن مظاهر الاحتفال بالأعياد عند قدماء المصريين استخدام سعف النخيل الذي كان من النباتات المميزة للأعياد، وخاصة رأس السنة حيث كان سعف النخيل الأخضر يرمز إلى بداية العام، لكونه يعبر عن الحياة المتجددة، كما أنه يخرج من قلب الشجرة، فكانوا يتبركون به ويصنعون ضفائر الزينة ويعلقونها على أبواب المنازل ويوزعون ثماره الجافة كصدقة على أرواح موتاهم، وكان القدماء يصنعون من سعف النخيل أنواعًا مختلفة من التمائم والمعلقات التي يحملها الناس في العيد على صدورهم وحول أعناقهم، كرمز لتجديد الحياة ولحفظهم من العين الشريرة.

ومن أقدم العادات والتقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بالأعياد صناعة الكعك والفطائر وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتكون سمه من سمات الاعياد، وكان يتم أيضا ذبح الذبائح وتقديمها كقربان للاله ومن ثم توزيعها على الفقراء.

وكانت النسوة في مصر القديمة يصنعن الكعك ويقمن بإهدائه إلى المعابد وإلى الكهنة، مؤكدا أن كلمة حب نفر بالهيروغليفي تعني "عيد سعيد".