فضله وما يستحب فيه من أعمال.. كل ما تريد معرفته عن يوم عرفة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يتطلع الكثير من المسلمين للتقرب إلى الله في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، تلك الأيام المباركات، التي لها من الفضل الكثير، والتي قال عنها جمع من العلماء أنها هي المقصودة في قول الله عز وجل "والفجر وليالٍ عشر"، كما يتساءل الكثير من المسلمين عما يستحب فعله في تلك الأيام بشكل عام، وفي أيام بعينها بشكل خاص.

ومن بين تلك الأيام التي يجتهد فيها المسلمون بالطاعات، يوم عرفة، الذي يتوافق موعده مع اليوم الإثنين، ويتساءل الكثير عن سبب تسمية هذا اليوم بيوم عرفة، وعن فضله، وعما يفعله الحاج خلال هذا اليوم، وعما يستحب فيه من أعمال سواء للحاج أو لمن لم يحالفه التوفيق لزيارة بيت الله الحرام.

فيما يلي من سطور، تستعرض "الفجر" لمتابعيها كل ما يريدون معرفته عن يوم عرفة.

يوم عرفة:

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعرف أيضا بين الناس باسم "وقفة عيد الأضحى".

ويعد يوم عرفة من أفضل الأيام عند المسلمين، إذ إنه أحد أيام العشر من ذي الحجة، التي لها فضل كبير.

سبب تسميته:

أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن السبب وراء تسمية يوم عرفة بهذا الاسم، إنما يعود لأسباب عدة، هي أن الناس يتعارفون فيه، أو لأن الخلق يعترفون فيه بذنوبهم، أو لأن آدم وحواء عندما هبطا من الجنة التقيا فيه فعرفها وعرفته.

ما يفعله الحاج في يوم عرفة:

في هذا اليوم، يقف حجاج بيت الله الحرام، على جبل عرفة، إذ إن الوقوف بعرفة يعد أهم أركان الحج.

يقع جبل عرفة شرق مكة المكرمة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كيلومترا، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلو مترات من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.

ومع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة "يوم عرفة" يخرج الحاج من منى متوجها إلى عرفة للوقوف بها.

ويتحقق الوقوف بعرفة بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفا أو راكبا أو مضطجعا، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم فقد فسد حجه، لأن الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة، فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".

ما يستحب للحاج فعله في يوم عرفة:

يستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

ويبقى حجاج بيت الله الحرام في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء.

كما يستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويجمع الحاج الحصى، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

فضل يوم عرفة:

وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم الذي شرفه الله وفضله بفضائل كثيرة منها أنه أفضل الأيام، لحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأيام يوم عرفة"، كما روى ابن حبان من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ"، وفي رواية: "إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرا ضَاحِينَ".

وليوم عرفة فضائل كثيرة أخرى منها أن صيامه يكفر ذنوب سنتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".

كما أن يوم عرفة هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، فعن السيدة عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء"، قال ابن عبد البر وهو يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.

ما يستحب فيه من أعمال لغير الحجاج:

يستحب لغير الحجاج الصيام، والإكثار من الذكر والدعاء، والتكبير، وقد ورد التكبير بصيغ متعددة كلها يفي بالمطلوب منها.