طريق الحج الإسلامي تضمن سوقًا عربية مشتركة قبل 200 عام

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور عبد الريحان الخبير الأثري المعروف، إن بركة الحاج بمصر كانت ملتقى الحجاج المسلمون من إفريقيا لبدء الرحلة المقدسة إلى مكة المكرمة عبر سيناء حيث يقضى بها الحجاج يومين أو ثلاثة قبل بدء الرحلة. 

من بركة الحاج إلى عجرود

وتابع في تصريحات خاصة أن الحجاج المسلمون كانوا يتزودون بكل احتياجاتهم ثم ينطلقوا إلى عجرود قرب السويس ويستكمل الحجاج طريقهم عبر سيناء وأول محطة بها وادي مبعوق حيث ذكر وجود ماء عذب طيب في أحساء ومنها إلى نخل بوسط سيناء وفي نخل أنشأ السلطان الغورى خان وقد قام بتنفيذ ذلك خاير بك المعمار أحد المقدمين في عام (915هـ / 1509م) وكان الخان ضيقًا فتمت توسعته في عام (959هـ / 1551م) وبنخل ثلاث فساقى وبئران إحداهما  بساقية والأخرى بسلم. 

نخل أول سوق عربية مشتركة  

وينوه الدكتور ريحان إلى أن نخل كانت تمثل سوقًا عربية مشتركة في زمن الحج حيث ينصب بها سوقًا كبيرًا وأفران لعمل الخبز وترد لهذا السوق الجماعات البدوية من سيناء وبذلك يتوفر للحجاج جملة خدمات بنخل من حيث الإقامة في خان في ظل حماية الحراس وتوفير الماء العذب الكافي من الآبار وفي الفساقى ومنها إلى ثمد الحصا، ظهر العقبة ، سطح العقبة ومن عقبة أيلة تسير قافلة الحجاج بمحاذاة البحر الأحمر إلى الجنوب إلى حقل، مدين، ينبع،  بدر، رابغ، بطن مر، مكة المكرمة ، وظل درب الحاج المصرى مستخدمًا حتى أبطل سيره وتحول إلى الطريق البحرى عام (1303هـ / 1885م). 

تحول طريق الحج من بري إلى بحري

وأوضح ريحان أن عام 1885م كان نقطة فارقة في طريق الحاج حين تحول من الطريق البرى إلى البحرى فأصبح الحاج المسلم يشترك مع الحاج المسيحى في جزء من الطريق حيث كان يأتى الحاج المسيحى من أوروبا عبر الإسكندرية مبحرًا في نهر النيل ومنه بريًا إلى ميناء القلزم (السويس) ليركب نفس السفينة مع الحاج المسلم للإبحار إلى ميناء الطور القديم منذ العصر المملوكى والذى استمر نشاطه حتى عهد أسرة محمد ومن ميناء الطور يتجه الإثنين لزيارة الأماكن المقدسة بمنطقة جبل طور سيناء حيث دير طور سيناء والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادى وفي الأودية حوله مثل وادى حجاج نقش الحجاج المسيحيون أسماءهم كما نقش الحجاج المسلمون أسماءهم في محراب الجامع الفاطمى داخل الدير الذى بنى في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500 هـ 1106م  وبعدها يظل الحاج المسيحى ممن وجهته جبل طور سيناء هناك ويستكمل الحاج ممن وجهته طور سيناء والقدس طريقه إلى القدس ويعود الحاج المسلم إلى ميناء الطور القديم ليبحر عبر خليج السويس والبحر الأحمر إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.