"من الطبخ لإدارة شركة مقاولات".. قصة فلسطينية تخطت معاناة الغربة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تَنافَست عبير جودة، مع أبنائها، على استكمال دراستها، خاصة بعدما تزوجت في عمر مُبكر، عقب حصولها على شهادة الثانوية العامة، حتى أفضَت إلى مُرادها وحصلت على شهادة تدريب المدربين"TOT"، من خلالها استطاعت تقديم المساعدات والدعم المعنوي لكل من يحتاجها في بلاد الغربة، واغتنمت جميع الفرص للعمل على ذاتها وأسست مشروع "تحضير الطعام" خاص بها من منزلها "كان خطوة أولى في حلمي وظليت أعافر حتى انتقلت للعمل مع زوجي في شركة مقاولات هندسية، وأصبحت أديرها برفقته".

ما بَهت وهج السيدة ذات الأصول الفلسطينية، ووظفت كل ما تعلمته في خدمة المرأه واستهدفت فئة خاصة من النساء، اللواتي لا يملكن الخبرة الكافية لتربية الأطفال بشكل تربوي، لاسيما أن معظمهن بحكم الغربة بعاد عن أهاليهن، وليس هناك من يرشدهن على الطريق الأنسب، للخروج بأجيال مُطلعة على العديد من المعايير المناسبة في التربية الحديثة، كونها أمًا وفي القريب العاجل ستصبح جدة.



عانت أردنية المَولِد، تباريح الحياة، وبرغم ذلك قامت مع صديقتها بإنشاء تجمع نسائي فقط ومنصة تهدف للوعي والاستشارة القانونية، والأسرية و النفسية، بواسطة فتح  المجال للاخصائيات لانضمام للمنصة كلاً وفق مجالها، حتى وصلت المنصة ما يقارب الـ(8000) إمرأة من مختلف الجنسيات العربية. أتقنت حاملة الجنسية الكندية، عملها طيلة الوقت، وباتت تطلع لتوسيع منصتها، لتشمل تخصصات أخرى من معظم البلاد العربية "الجميع مرحب بالفكرة " التي جالت في ذهنها بعدما بعد تخرج أبنائها من الجامعة وبدء حياتهم العملية.

نمى المشروع شيئًا فشيئًا بعد ذلك، حتى شاع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك بسبب التنظيم، إيمانًا منها بعد التجربة، أنه أساس نجاح المرأة في بيتها وعملها، كما أنها ترى أن تنظيم الأولويات هو عامل مهم للنجاح والاستمرارية، وأن عملها لم يتعارض مع عملها الخاص ومسؤوليتها صوب بيتها ومجتمعها، كونها اجتماعية بطبيعتها، ونظمت مع صديقتها تجمعات لدعم صاحبات المشاريع المنزلية وكان لها أثر إيجابي في تعرف الآخرين على منتجات السيدات. 




ركزت "جودة"، على هوايتها في نشر الوعي، ولجأت لعمل فقرة صباحية قصيرة أطلقت عليها "فنجال قهوة"، تطل من خلالها على متابعينها بشكل يومي، ولاقت استحسانًا كبيرًا، وأصبحت عادة يومية مع كل صباح، في إيماءة منها إلى أهمية خدمة المجتمع"لدي افكار كثيره للنهوض في مجتمعاتنا العربية و دعم المرأة و الأسرة بشكل خاص".

لم تتوقف هوايات ونشاطات السيدة الفلسطينية، إلى هذا الحد بل عملت على هوايتها في الأشغال اليدوية و تعليمها، والعناية  بالبيئة من باب في حديقة منزلها، بالاهتمام في زراعة النباتات البسيطة، فترى أن "المرأه قوية إذا حددت إهدافها وأولوياتها، إذا اهتمت بنفسها، تعلمت، تثقفت، قرأت، مارست هواياتها، و اهتمت بصحتها النفسية و الجسدية، فهي أعظم الأسلاحة في مجتماعها تواجه به كل الصعاب لانها الأساس.. عمود الأسرة والوطن".



نبرة تملؤها الفخر تتحدث بها السيدة التي تقطن في دبي، أنها استطاعت تغيير جزء بسيط في حياة بعض السيدات "أحلى اللحظات عند استلامي لرسالة من إحدى السيدات تشكرني فيها على التغيير الإيجابي الذي أحدثته لها.. خاصة مع حملة الساعة الخامسة صباحًا، والتي تعد من أهم التحديات على الصحو مبكرًا و إيجاد الوقت الكافي لإنجاز عدة أمور في بيوتهن و مع عائلاتهن".