موسم استثنائي ثان.. جهود مكثفة من المملكة لخدمة ضيوف الرحمن في زمن الكورونا
على قدم وساق تتواصل الاستعداد بالمملكة العربية السعودية لموسم الحج لعام 1442، وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من جائحة كورونا التي ضربت أرجاء العالم، ولكن كعادتها قررت وزارة الحج وضع العديد المعايير والضوابط لتكرار النجاحات المتميزة بتجربة العام الماضي لإتمام الحج الاستثنائي الثاني على التوالي.
وارتقاءً بخدمة وراحة الحجيج عبر رقمنة
خدمة الحجاج لتيسير أداء مناسك الحج، أطلقت وزارة الحج والعمرة، رابط المسار الإلكتروني
لحجاج الداخل ( localhaj.haj.gov.sa
) لاختيار 60 ألفا من المواطنين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية وفق نظام
تدقيق الكتروني؛ لأداء مناسك الحج للعام الجاري، في ظل جائحة كورونا وظهور تحورات جديدة
للفيروس.
شروط اختيار حجاج موسم 1442
وقررت السعودية، إصدار تصاريح أداء مناسك
الحج لـ60 ألف حاج من جميع الجنسيات والمواطنين في المملكة، على أن تكون الحالة الصحية
لهم خالية من الأمراض المزمنة، واقتصارها على الفئات العمرية من 18 : 65 عامًا للحاصلين
على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة بالمملكة العربية السعودية، بسبب جائحة كورونا.
بطاقة الحج الذكية
كما دشنت وزارة الحج، العديد من الخدمات
الإلكترونية، أبرزها بطاقة الحج الذكية، والتي تأتي امتدادًا لمشروع منصة الحج الذكية،
والتي تتميز "بطاقة الشعائر" بأنها لها 4 ألوان مختلفة، حيث يرتبط كل لون
بخدمات محددة لعدد من الحجاج، كما تحتوي على باركود يحتوى المعلومات الشخصية والطبية
والسكنية لجميع حجاج بيت الله.
وأكد المهندس هشام السعيد المتحدث باسم
وزارة الحج والعمرة، أن البطاقة الذكية للحجاج ستساهم في معرفة التاريخ الصحي للحاج
حال وجود أي عارض صحي، كما أنها ستستخدم بدلًا في شراء المأكولات والمشروبات خلال موسم
الحج بدلًا من بطاقة الصراف، فضلًا عن تتبع أي حاج فقد الاتصال به.
وكشفت الوزارة، عن عدم قبول بيانات المحرم
"الخال أو العم" واقتصرها على الأقارب من الدرجة الأولى لإمكانية ربط بياناتهم
مع رغبات مقدمي طلب أداء الحج عبر المسار الإلكتروني، مشيرة إلى أن التسجيل متاح لجميع
المقيمين والمواطنين ممن لم يقوموا بالحج آخر 5 سنوات أو لمن لم يسبق له الحج.
إجراءات احترازية وصحية بالمسجد الحرام
وأوضح فهد الجعيد مساعد مدير الشؤون الخدمية
بالمسجد الحرام، أن رئاسة شؤون الحرمين كثفت الإجراءات الصحية الاحترازية على المشايات
البلاستيكية بالمسجد الحرام وغسيل الحرم 10 مرات يوميًا واستخدام 60 ألف لتر من المطهرات
يوميًا وأكثر من 1200 لتر من المعطرات عبر استخدام 95 معدة وآلية حديثة، بالإضافة لتنقية
وتعقيم هواء التكييف داخل بيت الله الحرام، وتطبيق التباعد الاجتماعي صارمة.
وتوزيع كاميرات حرارية بالمداخل المخصصة
للحجاج، وتهيئة المراكز الصحية داخل المسجد الحرام وتعقيم سيارات نقل الجنائز وعربات
المرافقين قبل وبعد كل صلاة وتوفير المعقمات والكمامات بالتنسيق مع وزارة الصحة السعودية،
فيما جهزت مداخل مكة المكرمة بكاميرات لرصد المخالفات الطبية أثناء توافد الحجاج خلال
الأيام المقبلة.
تكثيف أعمال الصيانة بالمسجد الحرام
كما قامت إدارة خدمات التنقل بالمسجد الحرام،
بتكثيف أعمال الصيانة العامة لجميع العربات الكهربائية والعادية؛ استعدادًا لموسم الحج
1442، وسرعة توفير متطلبات الحجاج، حيث بلغ عدد عمليات الصيانة قرابة 2000 عربة من
خلال فريق مختص، وفق أصول فنية متبعة وضعتها الإدارة.
ومن جانبه، أكد مبارك آل عاتي الكاتب والباحث
السياسي السعودي، على إتمام المملكة العربية السعودية استعداداتها لموسم حج هذا العام
1442، مستنفرة كافة الأجهزة والوزارات لتلبية جميع ما يحتاجه حجاج بيت الله، وفق منظومة
متكاملة من الخدمات والإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية، موظفة مسارات التقنية
لخدمة الحجاج بخلق منصات وتطبيقات تلبي احتياجات واستفسارات الحجاج.
وتنوعت الخدمات التي حرصت الدولة على تنفيذها
من مشاريع عملاقة إلى أدق التفاصيل وتنظيم دخول الحجيج وفق المسارات المخصصة للطواف،
لتحقيق التباعد الجسدي، وتسهيل أداء نُسكهم بكل يسر وسهولة.
وأضاف "آل عاتي"، في تصريحات
خاصة لـ"الفجر"، أن رئاسة شؤون الحرمين قدمت عددًا من الخدمات والبرامج لحجاج
بيت الله الحرام، والقيام بعمليات التطهير والتعقيم المستمر في كافة أرجاء المسجد الحرام
وساحاته، وتنظيم حركة دخول وخروج وفود الحجيج عبر ثلاث نقاط تجمع نقطة كدي - نقطة الشبيكة
- نقطة أجياد، للدخول إلى المسجد الحرام، ووضع كاميرات حرارية عند مداخل أبواب المسجد
الحرام لرصد درجة حرارة الجسم، لتيسير وتسهيل أداء ضيوف الرحمن لمناسك الحج.
وتابع الكاتب والباحث السياسي السعودي،
أن الرئاسة وفرت خدمة الترجمة لضيوف الرحمن بـ(10) لغات داخل المسجد الحرام، وتوزيع
عبوات ماء زمزم ذات الاستخدام الواحد على الحجاج، حيث تأتي هذه الخدمات والبرامج وفق
خطة وضعتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مع الجهات المشاركة
بالمسجد الحرام لتوفير كافة الإمكانات والخدمات لحجاج بيت الله الحرام.
وفي نفس السياق، يؤكد محمد طلبة دويدار
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الخليجية، أن السعودية منذ موسم الحج الماضي مع تفشي
جائحة كورونا كانت أمام عدة بدائل أولها إلغاء موسم الحج والثاني تنظيم الشعيرة مع
توقع كارثة ناجمة عن تجمع الملايين أما البديل الثالث والذي خاضتها المملكة هو عدم
تعطيل موسم الحج وتحديد عدد الحجاج 10 آلاف حاج مع توفير كافة الإجراءات الاحترازية
للخروج بموسم الحج دون إصابات أو تفشي للفيروس المستجد.
وأضاف دويدار، أن المملكة العربية السعودية
خاضت موسم الحج باحترافية شديدة على مدار العامين الماضيين في ظل تفشي جائحة كورونا،
مشيرًا إلى أن قرار السعودية بزيادة عدد الحجاج إلى 60 ألف وإتاحة الفرصة لغير السعوديين
أيضا يأتي ليؤكد نجاح المملكة والقيادة في تنظيم الشعيرة الذي تتم أركان الإسلام الخمس.
وتابع المحلل السياسي والخبير في الشؤون
الخليجية، أن السعودية وضعت خطة استثنائية جندت خلالها كل القطاعات الأمنية والصحية
والخدمية والتوعوية وتسخير كافة الخدمات التي تضمن توفير الأجواء التي تليق بقدسية
الفريضة، وتجنب حدوث أي حالات وبائية تعكر صفو موسم الحج 1442.
استقبال أفواج الحجاج
استقبلت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أفواج الحجاج، في
يوم التروية، حيث قامت باستقبالهم وفق منظومة من الخدمات والإجراءات الاحترازية، والتدابير
الوقائية، وتنظيم دخول الحجيج وفق المسارات المخصصة للطواف، لتحقيق التباعد الجسدي،
وتسهيل أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.