إضاءات بالهواتف المحمولة وإختناق رجال الإطفاء.. ماذا حدث في ميدان الساعة بالجيزة فجراً؟

لم يمر سوى دقائق معدودة من انتهاء قوات الدفاع المدني بالجيزة، من عملية إخماد حريقًا إندلع داخل سوبر ماركت بمنطقة الطالبية غرب المحافظة، ليُورد بلاغًا جديدًا بإندلاع حريق هائل بميدان الساعة، حال عودتهم إلى مقر الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة.

في تمام الساعة الواحدة و45 دقيقة، من صباح الخميس، كان قوات الدفاع المدني بالجيزة على موعد مع ألسنة لهب أكلت الأخضر واليابس، بميدان الساعة، غرب المحافظة.

تلاحظ لسكان شارع الثلاثيني، في الساعات الأولى من صباح الخميس، تصاعد أدخنة كثيفة يتبعها ألسنة اللهب من عقار مكون من 13 طابق ( أرضي+ 12 طابق) ملك "مصطفى.س.ع.ال"، 31 سنة، وتحديدا، بمحل لعب أطفال وسوبر ماركت بالطابق الأرضي، ثم امتدت النيران إلى معرض سجاد في الطابق العلوي.



خلال محاولة القوات السيطرة على الحريق، شاهدوا إشارات وإضاءات بهواتف محمولة من قاطني الطوابق الأربعة الأخيرة، بالعقار المشتعل، استنجادا بهم لإنزالهم.



استعانت القوات بسلم هيدروليكي لإنزال قاطني الطوابق المشار إليها، لكن جاءت المفاجأة لدى وصول أحد أفراد الحماية المدنية إليهم، برفضهم النزول بواسطة السلم.. "لا مش هنزل في السلم.. خلينا على الأرض أحسن".



ليستكمل القوات عمليات السيطرة على الحريق الذي فحم محتويات معرض السجاد ومحل لعب أطفال وسوبر ماركت مقام على مساحة 500 مترًا وأثناء ذلك واجههم تحديات وصعوبات عدة بسبب عدم وجود مدخل للمعرض المندلع داخله النيران سوى سلم صغير الحجم، بالعقار من الداخل، إضافة إلى تخزين صاحب معرض السجاد تشوينات خارجية كونت صدادة منعت وصول المياه للداخل، ليستخدم القوات سلم هيدروليكي في عملية الإطفاء مع إنزال تشوينات السجاد باستخدام شوكة ومن ثم اقتحام المكان والسيطرة على الحريق.


ألسنة اللهب المتبعة بأدخنة كثيفة تسببت في إصابة عددا من رجال الحماية المدنية بالجيزة بحالات اختناق قبل أن يتم إسعافهم سريعا وعودتهم للعمل، لاستكمال عمليات السيطرة على الحريق.