الدكتور خالد صلاح يكتب: قضم الأظافر...

مقالات الرأي

بوابة الفجر


القضم في معاجم اللغة وعند علماء اللغة هو اسم لصوت القضم، والفعل منه يقضم وهو يكسر وقضم يده أي عضها.

وقضم الأظافر في مجال علم النفس والصحة النفسية هو سلوك للتخلص من التوتر والشد العصبي,  وهو سلوك أو عادة أكثر منها حالة عصبية وغالباً يتم تصنيف هذا السلوك على أنه من العادات العصبية ويُعد من الطرق الطبيعية التي يلجأ إليها العديد من الأشخاص للتخلص من حالات الاجهاد الشائعة أو التعبير عن الحماس أو في أوقات السأم أو الخمول,  وعادة يقوم  الفرد بهذا السلوك بدون ادراك أو وعي وقت الانشغال في نشاط آخر أو مشاهدة التلفزيون أو التحدث بالهاتف, وتعتبر عادة قضم الاظافر من العادات الشائعة بين الأطفال والمراهقين وحتى الكبار, ولو استمرت هذه العادة تكون مشكلة يجب علاجها بطرق تربوية وتعديل للسلوك.

وبعيداً عن مجال اللغة وتفسيرات المجال النفسي والصحة النفسية وتفسيراته لأسباب ومظاهر وعلاج قضم الاظافر؛ فإن حديثي أقصد به من خلال عادة قضم الاظافر هي العادة الطارئة التي طرأت على جموع الشعب المصري جميعاً صغيراً وكبيراً وبجميع طوائفه وشرائحه ونحن نشاهد جلسة مجلس الأمن الخاصة بسد النهضة ولا أتذكر أني كنت على ادراك بمن حولي وأنا أشاهد الجلسة ولم أتذكر أني قد تابعت جلسة لمجلس الأمن من بدايتها وحتى قبل أن تبدأ بساعات أو حتى أيام إلى نهايتها واكاد اجزم أنني لم اكن وحدي بهذا الاهتمام بجلسة مجلس الامن بل الشعب المصري بأكمله؛ كيف لا وهو موضوع حياة فليس أهم من الماء والهواء وكل شي غير ذلك يأتي في المرتبة التالية بعد ذلك.

وبعيداً عن نتائج الجلسة التي يعرفها القاصي والداني والتي تمثلت في دعم مجلس الأمن للوساطة الأفريقية لحل الازمة وإعلان الدول الخمسة عشر ضرورة  إعادة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الافريقي بشكل مكثف لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث ويؤدي إلى تخفيف التصعيد الذي يؤثر مباشرة على المنطقة والقارة الافريقية, ولم يصدر بعد أي قرار بشأن المشروع الذي تقدمت به تونس لأعضاء مجلس الأمن والذي ينص على اتفاق ملزم بين إثيوبيا والسودان ومصر بشأن تشغيل السد خلال ستة أشهر بالرغم أن اثيوبيا تملأ الآن السد للملء الثاني بالرغم من اعتراض مصر والسودان على ذلك لخطورته واثاره السلبية على مصر والسودان حياة واقتصاداً.

والنتائج الهامة التي خلصت من هذه الجلسة والملاحظات التي لاحظناها أثناء وبعد جلسة مجلس الأمن أن مجلس الأمن لن يغني ولن يشيع مطالبنا من قضية سد النهضة ولن يوقف إثيوبيا عن اتخاذ إجراءات أحادي تضر مصر والسودان.

الملاحظة الثانية: أن العالم لا يحكمه إلا لغة المصالح وأن دعاة الحقوق والمدنية في العالم لا يهتموا إلا بمصالحهم فقط  غير مكترثين بالأضرار التي سوف يسببها سد النهضة على الحياة في مصر والسودان كما ظهر في كلمة مندوب روسيا أثناء الجلسة.

الملاحظة الثالثة: خلال هذه الجلسة لم يتكلم أحد وخاصة من الدول الأعضاء في الاثار السلبية التي سوف تنتج عن السد وخاصة الحقوق الإنسانية والآدمية للمواطن المصري والسوداني وحقهما في الحياة التي سيسلبها ملء سد النهضة بدون اتفاق ملزم لإثيوبيا أو حتى مناقشة شروط الامن والسلامة التي يجب توافرها في بناء سد الخراب أو النهضة كما يسمونه.

الملاحظة الرابعة: أن إثيوبيا ومن ورائها لا تريد بنا خيرًا وأنها سوف تستمر في تعنتها.

الملاحظة الخامسة: وهي الأهم كما ورد في كلمة السيد سامح شكري وزير الخارجية أن مصر ستصون حقها في البقاء والدفاع عن مصالحها إذا لم تكن قرارات مجلس الأمن مرضية لمطالب الشعب المصري.

ولذلك فإن حق الشعب المصري ونصيبه في نهر النيل لن يضيع؛ فإذا كانت بريطانيا عندما كانت تحتل مصر حافظت على حقوق الشعب المصري من نهر النيل وعقدت اتفاقيات مع اثيوبيا وألزمتها عدم إقامة مشروعات على نهر النيل تضر بنصيب المصريين من حقهم في نهر النيل؛ فكيف بأبناء مصر الشرفاء الذين يتولون مقاليد الحكم والذين لا يفرطون بحقوق المصريين وخاصة من نهر النيل.

فنحن جميعاً ننتظر انتظار غير مقلق لأننا كلنا ثقة بقيادتنا وأن القيادة المصرية لن تضيعنا أو تضيع حقوقنا وخاصة في الحياة.

وسوف نجلس في يوم من الأيام نقص ونروي كيف انتصرنا في مشكلة سد النهضة والحفاظ على حقوقنا الطبيعية والتاريخية من نهر النيل ونحن نقضم اظافرنا من الحماس وليس من الفلق.