"معلوف" تكشف تفاصيل اجتماع الفتنة.. هل اتفق الإخوان وإيران على الملاذ البديل للتنظيم؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

وسط ذعر غير مسبوق، يُواصل تنظيم الإخوان البحث عن حلول للخروج من المأزق الذي يعيش فيه جراء رغبة تركيا في التقارب مع مصر، وتطبيع العلاقات معها بعد اتخاذ أنقرة لخطوات جديدة تجاه الإخوان بهدف مُحاصرة أنشطتهم ووقف منظومته الإعلامية.

ومنذ ذلك الحيث يتجه تنظيم الإخوان بالتقارب مع إيران فتارة يبحث عن ملجأ لعناصره داخل طهران وتارة أخرى تتزايد الأنباء حول تورطه في تنفيذ مُخططات جديدة لصالح إيران.

تسريبات مؤكدة خرجت خلال الساعات الماضية أكدت أن قيادات تنظيم الإخوان عقدوا اجتماع افتراضي عبر الإنترنت مع عدة قيادات إيرانية تحت ذريعة مناقشة التطورات في اليمن وأفغانستان والمنطقة.

حيث ترأس الاجتماع القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير وعدة رموز إخوانية أخرى مثل العراقي خالد الملا، والإخواني الفلسطيني حسين قاسم، وورئيس حركة البناء الوطني الجزائري، عبد القادر بن قرينة، والسوداني محمد حسب رسول، والقيادي الإخواني اللبناني المقرب من حزب الله الشيخ ماهر حمود، كما حضر الاجتماع عدة قيادات إيرانية لها علاقات وثيقة بتنظيم الإخوان، أبرزهم محسن الآراكي وحميد شهرياري

يأتي الاجتماع في ظل تطورات متسارعة شهدتها في أفغانستان في ظل تحركات من إيران وتركيا لنقل مرتزقة إلى كابول بهدف تنفيذ أجنداتهم.

في ظل تسريع كل من إيران وتركيا حركة نقل المرتزقة والميليشيات من سوريا إلى أفغانستان، بالتزامن مع إعلان حركة طالبان السيطرة على 85% من المقاطعات الأفغانية.

التسريبات أكدت أيضًا أن مخرجات الاجتماع شهدت الاتفاق على جعل أفغانستان الملاذ الجديد لتنظيم الإخوان وعناصره الهاربة في الخارج وبخاصة عقب الإجراءات التي اتخذتها أوروبا مؤخرًا ضد التنظيم، بالإضافة إلى إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين إيران والتنظيم الدولي للإخوان لتنسيق العمليات والخطط بينهم في أفغانستان

تلك الأنباء تأتي بعد أعلن القيادي بميليشيات الحوثي اليمنية المدعومة من إيران محمد علي الحوثي في يونيو الماضي استعداد الميليشيات لاحتضان قيادات الإخوان الإعلامية الفارة من مصر إلى تركيا.

التنسيق الإيراني الإخواني خلال الفترة الأخيرة ليس بجديد، فقد كشفت وثائق مسربة عن اجتماعات سرية بين الحرس الثوري وقيادات في التنظيم الدولي للإخوان في تركيا، من أجل وضع إطار عمل للتعاون فيما بينهما بالمنطقة خاصة في اليمن.

ومن جانبها أكدت الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف، أن علاقة جماعة الإخوان بالقيادات الإيرانية أمر واقع كما أنها تجددت بعد إعلان طهران خوضها "الثورة الإسلامية" وهذا أمر مشترك مع الإخوان المسلمين  بمعنى اتخاذ  الدين ستار لتبرير أهداف مشروعهم لإلغاء مفهوم الدولة أينما حلوا ولتحقيق غايتهم في السيطرة على الحكم تحت شعار "غاية الفتنة تبرر وسيلة التعاون".

وأضافت "معلوف" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الكل يتذكر الواقعة الشهيرة عندما انتفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من قلب معقل الجماعات المتطرفة للدفاع عن تنظيم الإخوان الإرهابي؛ حيث انتقد ظريف سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيف جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًا، قائلاً: "الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية، ونحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر".

وشددت "معلوف" على أن اجتماع الإرهاب الدولي المتمثل بـ (إيران – الإخوان) لبث الفتنة والفوضى ونشر الانقسام بالمنطقة العربية حاليًا ليس بجديد إنما يعود إلى عام 1938 عندما زار الخميني مقر جماعة الإخوان المسلمين، وعقد لقاء خاصًا مع المرشد الأول للجماعة الإرهابية حسن البنا، لتبدأ علاقة بث الفتنه في الوطن العربي.

وأوضحت الإعلامية اللبنانية أن علاقة الإخوان مع إيران ظهرت فعلياً عام 1979، في أعقاب إعلان طهران لما يسمى بـ"الثورة الإسلامية"، وهو ما كان ينادي به تنظيم الإخوان في دعوتهم لاتخاذ الدين كستار لغايتهم، وهو السيطرة على مقاليد الحكم لبث فكرهم المتطرف، مؤكدةً أن هذه العلاقة قائمة على أساس المصالح المشتركة وليست وليدة اليوم.