أمريكا وأوروبا تدخلان على خط النار وتحذران إثيوبيا. . والأخيرة تستفز مصر
على ما يبدو فإن العالم الغربي قد بدأ يدخل وبشراسة على خط النار في المعركة الدائرة بما يخص أزمة سد النهضة، فكان العالم في صمت أو ما يمكن القول أن هناك بعض التدخلات على مدار العشر سنوات الماضية في المفاوضات فقط لا غير.
ولكن مع إطلاق مصر المحروسة الإنذار الأخير لأديس أبابا وإعلان كلا من القاهرة والخرطوم أي دولتي المصب أن السياسة المتبعة من الجانب الإثيوبي وهي سياسة النفس الطويل والذي يعقبه سياسة الأمر الواقع هو أمر مرفوض وذلك في أعقاب إعلان الأخيرة بدء الملء الثاني والعالم لم يهدأ.
فالقاهرة والخرطوم منذ البداية وهم يتبعون الطرق السلمية من أجل التوصل إلى قرارات ترضي الجميع، وكذلك كانت قد أعلنت مصر أنها لا ترفض على الإطلاق أن تقوم إثيوبيا بتنمية بلادها ولكن ذلك لا يتخطى حقوق مصر والخرطوم المائية، أي أن القاهرة لم تمانع في بناء سد النهضة ولكن رفضت أن يتم انتهاك حقوق الشعب المصري المائي.
وبعد مرور 10 سنوات من المفاوضات والتي ظلت فيها إثيوبيا متعنتة على أرائها، نجد أن مصر والسودان قد نفذت طاقتهما وبالتالي لجأوا للجهات الدولية المعنية بالأمر مرورا من الاتحاد الأفريقي وحتى مجلس الأمن لنتفاجأ برسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مجلس الاتحاد الأوروبي والرد من الطرف الآخر.
أمريكا تدخل على خط النار
وفي سياق متصل، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد دخلت على خط النار في أزمة سد النهضة الإثيوبي ولم تكتف برعاية المفاوضات ولكن خرجت وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء من أجل أن تعقب على كل ما يحدث في هذه القضية.
وفي السياق ذاته، كان ق أوضح جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة أن أمريكا تعي جيدا جدا الأهمية الكبيرة للأمن المائي المصري، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية بدورها تدعم الحل التفاوضي بين مصر وإثيوبيا والسودان.
تصريحات نارية
وخلال لقاء للسفير الأمريكي مع جريدة " إيجيبت دايلي نيوز" الناطقة باللغة الإنجليزية، أكد " كوهين" على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعي جيدا مدى أهمية الأمن المائي لمصر، مؤكدا على دعم أمريكا للحل التفاوضي بين أديس أبابا ودولتي المصب وذلك من أجل تسوية الخلاف بشأن سد النهضة.
ولفت السفير الأمريكي إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عين مبعوثا خاصا للولايات المتحدة لمنطقة القرن الإفريقي، هو جيفري فيلتمان، مؤكدا بأنه سوف يكون في أولوياته حل الخلاف حول السد الإثيوبي، وهو ما تقوم به الإدارة الأمريكية من جهود في هذا الصدد.
وأكد السفير الأمريكي خلال تصريحاته مدى عمق واستراتيجية العلاقات بين كلا من مصر والولايات المتحدة الأمريكية، مشددا على أن التعاون والشراكة بين البلدين يعمل على تحقق فائدة مشتركة لكل من مصر والولايات المتحدة على حد سواء.
وشدد السفير الأمريكي على أن الولايات المتحدة حريصة كل الحرص على تعميق التعاون مع مصر في المرحلة المقبلة على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وهذا الأمر أيضا كان قد تم تأكيده في جميع اتصالات الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع القيادة المصرية.
رد ناري من الاتحاد الأوروبي
وفي السياق ذاته، كان قد رد الاتحاد الأوروبي على الرسالة التي وجهها لهم الرئيس عبد الفتاح السيسي على لسان وزير الخارجية سامح شكري والتي يتم التحدث فيها عن أزمة سد النهضة والتعنت الإثيوبي الموجود في هذا الأمر.
فيما جاء رد الاتحاد الأوروبي على رسالة الرئيس نارية، حيث أكد أنه يتفهم مخاوف مصر والسودان فيما يخص قضية " سد النهضة" الإثيوبي، وذلك بشكل خاص بعدما أعلنت أديس أبابا بدء الملء الثاني.
بالإضافة إلى ذلك، كان قد دعا جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خلال الرد على رسالة الرئيس إلى وجود الحوار والتفاهم السياسي في قضية " سد النهضة" ، حيث أكد أن بلاده تتفهم جيدا ما تشعر به مصر والسودان من مخاوف وقلق.
والجدير بالذكر أن سامح شكري وزير الخارجية المصري كان قد سلم بالأمس الإثنين رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، خلال زيارته الحالية لبروكسل، والتي تناول فيها العديد من الأشياء من بينها العلاقات الثنائية وكذلك أزمة سد النهضة الإثيوبي وغيرها من القضايا.
تصريحات إثيوبيا الجديدة
وفي سياق متصل، كانت قد خرجت أديس أبابا اليوم الثلاثاء تدلي بالتصريحات الجديدة فيما يخص أزمة سد النهضة الإثيوبي مع دولتي المصب " مصر والسودان" والتي أفادت فيها بأنها
تسعى لإنهاء مفاوضات سد النهضة، بنتائج مقبولة، بشكل متبادل.
وخلال البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية دعت فيه دولتي المصب " مصر والسودان" إلى التفاوض بحسن النية لتحقيق هذه العملية، فيما هاجمت أيضا ما يحدث ووصفته بـ " التسيس" جراء تدخل كلا من مجلس الأمن.
واستكملت الخارجية الإثيوبية تصريحاتها الاستفزازية، فبدلا من أن تقوم بالرجوع عن أسلوب التعنت المتبع فهي تهاجم خطوة مجلس الأمن على الرغم من تأيديها تبني الاتحاد الإفريقي للخطوات ذاتها، واصفة تولي الاتحاد للأزمة بأنها وسيلة مهمة لمعالجة مخاوف كل طرف، وقد تمكنوا من التوصل إلى فهم بشان عدد كبير من القضايا من خلال هذا الإعداد.
بالإضافة إلى ما سبق، كان قد أكد البيان التزام إثيوبيا بتحقيق العملية الثلاثية بقيادة الاتحاد الأفريقي بهدف الوصول إلى نتيجة مقبولة بشكل متبادل.