من اللايف إلى "البورش".. قصة جديدة عنوانها موكا حجازي تنضم لحكايات فتيات التيك توك
«الاتجار بالبشر عبر الانترنت بهدف تحقيق الشهرة وجمع الأموال ».. أحد أبرز التهم التى وجهت إلى حنين حسام ومودة الأدهم وصدر ضدهما حكم بالسجن 10 سنوات، وفتيات أخريات ممن عُرفن في الفترة الأخيرة بـ "فتيات التيك توك".. في ظاهرة قد تشكل خطرا كبيرا على المجتمع لو استمرت دون رادع اجتماعي وقانوني قوي، فماهي أسرار وحكايات فتيات تيك توك اللاتي تم القبض عليهن خلال الفترة الأخيرة ؟.. وكيف كانت البداية والنهاية.. وهل تحتاج مواجهة قانونية أم مجتمعية أيضا، ملف إعاد فتحه القبض علي فتاة جديدة من فتيات "التيك توك"والتي تدعي موكا حجازي.
"خدش الحياء"
ظهرت مؤخرًا عبر تطبيق "التيك توك" فتاة جديدة تدعي موكا حجازي، ولكنها سرعان ما عُرفت بين المستخدمين لما تبثه من مقاطع فيديوهات خادشة للحياء عبر تطبيقات "تيك توك – إنستجرام"، وموقع "يوتيوب".
وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطها أمس، وبمواجهتها أقرت بقيام أحد الأشخاص بمساعدتها فى تصوير تلك المقاطع وبثها بهدف تحقيق شهرة وتحقيق نسب مشاهدة، وبث إعلانات لبعض المحال تتحصل من خلالها على أرباح مالية، كما اعترفت بممارسة الأعمال المنافية للآداب مقابل مبالغ مالية.
"دعارة وإتجار "
حنين حسام بدأت حكايتها مع نشر مقطع فيديو على «تيك توك» تطلب فيه من الفتيات إنشاء حسابات على «تيك توك»، وفتح الكاميرا والدردشة «لايف» مع بعض المستخدمين، ووعدتهن بالحصول على مقابل مادي 36 دولارا ويصل إلى 3 آلاف دولار،، وهو ما أثار الرأى العام ضدها، حيث قدم البعض بلاغات ضدها وتم القبض عليها وتقديمها للمحاكمة التي عاقبتها بالسجن 10 سنوات، فيما كان قد تصدر اسم مودة الأدهم محرك البحث جوجل مؤخرا، بعد معاقبتها بالسجن 6 سنوات سجن، بسبب الفيديوهات التي تنشرها وتظهر فيها بملابس جريئة، وكانت قوات الأمن ألقت القبض عليها واتهمتها بالتعدي على المبادئ والقيم المجتمعية، عن طريق حسابها على تيك توك، وخلال التحقيقات اعترفت «مودة» بالتهم الموجهة إليها وبررت ذلك بحاجتها للمال.
"فعل فاضح"
أما في يوليو 2020، فقد انتشرت قصة "هدير الهادي " بعد نشرها مجموعة من الفيديوهات والصور على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها تطبيق «تيك توك»، وجهت إليها النيابة 5 تهم، بعد إلقاء القبض عليها، وهي نشر صور ومقاطع فيديو خادشة للحياء العام، والقيام بفعل فاضح بشكل علني، والإعلان عن طريق حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع مرئية تتضمن الدعوة إلى لفت الأنظار الى اعمال خادشة للحساء ومخلة بالآداب العامة، وهي التهم التي نفت «هدير» صلتها بها جميعًا، وقضت المحكمة الاقتصادية، بعد تداول القضية في عدد من الجلسات، بالسجن لمدة عامين وغرامة قدرها 100 ألف جنيه، بعدما وجهت لها تهمة التعدي على قيم المجتمع والتحريض على الفسق، وتقدمت هدير الهادي باستئناف على الحكم، وبعد تداول القضية في عدد من الجلسات، أيدت محكمة جنح مستأنف القاهرة الاقتصادية، الحكم الصادر ضدها بالحبس عامين.
" منار وريناد"
أما منار سامي، اتهمت بتقديم فيديوهات خادشة للحياء، وذلك من خلال حسابيها على موقعي إنستجرام وتيك توك، وبعد القبض عليها أصدرت المحكمة الإقتصادية حكما بالحبس 3 سنوات وغرامة 300 ألف جنية.
وهناك أيضا ريناد عماد، وجهت لها النيابة تهم تقديم فيديوهات خادشة للحياء وتم القبض عليها أثناء وجودها في كافيه بمنطقة الدقي، وقالت في التحقيقات إنها تقوم بالترويج لبعض شركات تسويق الملابس والأحذية، ومنذ أيام عاقبتها المحكمة الإقتصادية بالحبس 3 سنوات.
"ردع القانون"
فيما قال ميشيل حليم المحامي، في تصريح خاص لـ "الفجر": أن التشريعات المصرية عام 2018 نصت علي قانون يجرم بعض الأفعال التى ترتكب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التعدي علي حرمه الحياة الخاصة والتعدي على مبادئ المجتمع المصري، فقبل هذا العام لم يكن هناك أي نص يجرم ذلك، وهو ما نص عليه قانون 175 لسنة 2018 المادة 25، والمادة 27 بشأن إنشاء موقع مثل المواقع المخالفة والمتواجدة حاليًا، فجاء هذا القانون ليجرم ذلك وفقًا لقاعدة لا عقوبة إلا بنص، ووضع عقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنتين أو بالغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، إما إنشاء المواقع فعقوبتها الحبس والغرامة.
وتابع "ميشيل" قائلا: قبل هذا القانون لم تكن هناك أي عقوبات وكان هناك من يخطىء ولكن لم تكن هناك أي عقوبة حتي جاء هذا القانون كرادع.
ونوه لضرورة الفصل بين الجنح والجنايات، فالجنح أقصي عقوبة لها من 5 إلي 7 سنوات مثلما إشرنا بجرائم الأنترنت، بينما الجنايات وهي "استعمال الغير" فيعاقب عليها بالسجن تكون للقاضي الحرية المطلقة في اختبار سنوات الحبس حتي ولو كان مؤبد.
"تحقيقات مجتمعية"
ومن جانبهم اتفق خبراء علم الاجتماع على ضرورة تحقيق ودراسة مجتمعية بجانب التحقيقات الجنائية، لانها بالضرورة ستكشف أمورا لم يكشف عنها التحقيق الجنائي، لمنع تكرار ذلك وخاصة أن تلك الفتاة قامت بالإعلان عن ذلك وقد يكون هناك فتيات تفعل ذلك في الخفي.
فيما أشارت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، في تصريحات صحفية، أن المجتمع إلى أن الفن الهابط له دور رئيسي في تدني السلوك العام والحوار المجتمعي، مؤكدة على أنه رغم اهتمام الحكومة بالتطوير أهملت الجزء الأهم المرتبط بثقافة الشعب ووطنيته.
فالمجتمع بحاجة إلى النماذج القدوة حتى لا يتخذوا من أمثال محمد رمضان وحنين حسام قدوة لهم، على أن تكون القدوة من النماذج العلمية التي حققت نجاحا في أحد مجالات الحياة.
وأوضحت أن علاج ظاهرة فتيات التيك التوك يتطلب مواجهة الأسباب الجذرية التي دفعت لهذا، ألا وهي الفقر والجهل، وإعادة نشر الأخلاق والفضيلة والمثل العليا وفرض المبادئ التي كادت تختفي، موضحة أن الأحكام الرادعة وحدها غير كافية.