"عذبوها بالماء المغلي وإطفاء السجائر".. أول حوار مع والدة "دولت" ضحية التعذيب ببولاق الدكرور.. والخالة: استلمتها محروقة (فيديو وصور)
"بنتي عملتلهم إيه عشان تتعذب ويطفي في جسمها سجاير، ويدلق عليها ميه مغلي".. بهذه الكلمات عبرت الأم وتدعى "شروق بركات" عن وجعها وحزنها بشأن تعذيب الطفلة "دولت زينهم" البالغة من العمر عامين ونصف العام، بين أيدٍ قاسية، لا تعرف الرحمة، حيث تُركت الطفلة بمفردها لتعيش شهرين من العذاب على أيدي عمها ويدعى "أسامة زينهم" وعمتها "شيماء زينهم"، بعد أن قررت العمة طرد والدة الضحية من منزلها، وكان قلبها يبكي على نجلتها الصغيرة التي لا تعلم مصيرها، لكي تفاجئ الأم، باستلام الطفلة، حينها قلبها فرح لرجوعها لأحضانها، ولكن كانت الصدمة، عندما تشاهد جسدها النحيل معذب بهذا الشكل الوحشي.
عاشت الطفلة شهرين من القسوة، بعد طرد الأم وأخذ نجلتها بالقوة، لا تتوقف المشاهد المؤلمة عند ذلك، ولكن هددوها أنه إذا تحدثت، سيقتلون نجلتها ويتهموها ويتهموا أسرتها، قررت الصمت حينها، ولكن ما ذنب هذه الطفلة البريئة، لتقسو عليها أسرتها.
انتقلت محررة "الفجر" لأسرة الطفلة " دولت" البالغة من العمر سنتان ونصف، لكشف كواليس تعذيبها وحرق جسدها على يد عمها وعمتها ببولاق الدكرور.
التقت بوابة "الفجر" بوالدة الطفلة "شروق بركات" تبلغ من العمر ٢٢ عامًا، لتكشف تعذيب نجلتها على أيدى أسرة زوجها، قائلًا،" اتفاجئت بنجلتي وجسمها كله مطفي به سجائر وملقى عليه ماء مغلية"، مشيرة إلى، أنها تزوجت منذ سنوات من "زينهم زينهم" البالغ من العمر ٣٠ عامًا، واقمنا بشقة في بولاق الدكرور، وانجبنا طفلتنا "دولت" سنتان ونصف، لينقلب الحال، ويختفي زوجي فجأة.
والدة الطفلة: قالولي مسافر وهو كان اتحبس
وتضيف الأم ودموعها تنهمر من أعينها، أن أهل زوجي ابلغوني أن زوجي مسافر، ثم جاءوا يقطنوا في الشقة التي اعيش فيها، ووقتها علمت أن زوجي ليس مسافرًا كما ادعوا أسرته، لأعلم بعد ذلك أنه محبوسًا على ذمة قضايا مخدرات، وحكم عليه ب٦ سنوات
الأم: اضربت أنا وبنتي من العمة
وتابعت والدة الضحية حديثها، أن بعد دخول زوجي السجن، قررت أعيش في الشقة، رغم مجئ والدته وشقيقته للإقامة بالشقة، منذ ذلك الوقت انقلب الحال، وكانت هناك معاملة سيئة من شقيقة زوجي وتدعى (شيماء المتهمة)، تألمت كثيرًا من ما كان يحدث لي ولطفلتي، كانت العمة، تقوم بضربي وإهانتي، بالإضافة إلى اهانة الطفلة والتعدي عليها أحيانًا.
والدة الضحية: أخت جوزي كانت بتضربني وبتجرني من شعري
تتنهد كثيرًا، وتستعيد مايحدث لها، فتقول الأم، شقيقة زوجي (شيماء) في أحد الأيام، كانت تتعدي عليا بالضرب، قائلة،" جبتني من شعري، ومسكتني بيه من الدور التاسع إلى الدور الأول، وانا بقولها سيبيني" ولا تستمع لما أقوله، كانت تهينني كثيرًا.
وتضيف "شروق" ماسأتها مع هذه الأسرة، أن شقيق زوجي ويدعى (سيد) كان ايضًا يهينني، ولكن بشكل بسيط لا يصل مثل "شيماء وزوجها"، مشيرة إلى أنها أيضًا قاسية على والدتها وكانت تتعدى عليها بالضرب، وعندما امنعها من ذلك، تقول "هي كانت بتضربني وأنا صغيرة، وتحلقلي شعري".
الأم: طردوني واخذوا الطفلة
وتستكمل "شروق" في حديثها، يوم الواقعة قبل شهرين، قرروا أسرة زوجي أن اترك المنزل، وأخذوا مني طفلتي بالقوة، وهددوني لو اتكلمت "هيقتلوا البنت ويتهموها في في والدي"، يومها قررت اذهب دون التحدث.
والتقطت الحديث خالة الطفلة وتدعى "نور"، قائلة،" أن الطفلة (دولت) كان جسمها ملئ بالحروق والإصابات، منظر صعب لأول مرة بشوفه"، مضيفة أن الطفلة كانت تعيش برفقة أسرة زوج شقيقتها بمنطقة بولاق الدكرور، إثر ظروف عائلية تعرضت لها شقيقتها.
خالة الطفلة: كنا فاكرين الطفلة عايشة كويس
وتابعت خالة الضحية، أن الطفلة (دولت) كانت مثل الأطفال تعيش برفقة والدتها ووالدها بمنزل الأسرة ببولاق الدكرور، ولكن تغير الحال فجأة، ليرتكب والدها (زينهم) أفعالا ضد القانون، ويحكم عليه لمدة ٦ سنوات.
بدموع تغمر أعين الخالة على الطفلة الصغيرة على ماحدث لها بعد فراق أسرتها، لتقول،" كانت عايشة معاهم، وفاكرين أنها عايشة كويس"، ولكن تغير الحال فجأة من مكالمة هاتفية تلقيناها من عم الطفلة، ليخبرنا "تعالو خدوا (دولت) لأني مسافر خارج القاهرة، وهستناكم عند سلم المريوطية"، بالفعل ذهبنا لاستلام الطفلة منه لقضاء بعض الوقت معنا حتى يعود العم من جديد.
خالة الضحية: كان جلدها طالع مع لبسها
"كان منظر قاسي"..تتنهد "نور" لتستكمل كلامها، ذهبت لاستلام الطفلة من عمها عند سلم المريوطية، وبركوبي لأحد الميكروباص بدأت (دولت) تصرخ من البكاء، وكقلب الأم (الخالة في مقام الأم)، بدأت احاول اعرف ماسبب بكاءها، وبالتفتيش في ملابسها، اكتشفت المفاجأة.
"جلدها طالع مع اللبس".. بهذه الكلمات، تصف الخالة ماشاهدته، " أول مافتشت في لبسها، وأنا برفعلها اللبس لقيت لاسعة كبيرة عند السرة، وبالكشف على ظهرها كان جلدها طالع مع اللبس جلدها طالع معاه، وكان جسدها محروق"، لتضيف، منذ أن رأيت ذلك لا استطيع اتحمل هذا، فتقدم سائقي الميكروباص الذي اركبه، بنصيحة" لازم تاخدي حق الطفلة، واحنا معاكي، وهنشهد باللي شوفناه"، مشيرة إلى، عند بكاء الطفلة وتعريتها شاهدا سائقي الميكروباص وأحد الركاب ما كان بجسد الطفلة، فقومت بالتصوير بهاتفي لاثبات الحالة.
الخالة للعم: سلمتني الطفلة وجسمها محروق
وتستطرد خالة "دولت"، أول شئ فعلته، أنني قومت بالاتصال بعمها "أسامة" لأعرف ما حدث للطفلة، قائلة له،" دا منظر تديني بيه الطفلة، جسمها كله محروق، الطفلة كانت معاك ٣ أيام ازاي دا يحصل"، ليرد العم قائلًا،" الطفلة كانت معايا بس أنا مكنتش اعرف فيها ايه، أنا ممكن ابعتلك صورة تثبت اللي بقوله"، لترد الخالة على كلامه،" أنا هبعتلك صورة الطفلة وتشوف بنفسك المنظر اللي أنا شايفاه دلوقتي"، ليدافع عن نفسه،" البنت كانت سليمة معايا".
العم للخالة: الطفلة سليمة ولم أفعل بها شئ
واوضحت خالة الضحية في حديثها إلى "الفجر"، أن (أسامة) عمها ظل ينكر، ويدافع عن نفسه" الطفلة كانت معايا بالفعل ٣ أيام، بس أنا سلمتهالك سليمة" لترد الخالة" ازاي سليمة أنا اللي عملت فيها كدا ولسه مستلماها" لتكشف عن ما شاهدته،"أن الطفلة من عند الرقبة حتى القدم وكان جسمها ملئ بالحروق، ومسكوب عليه ماء مغلي، بالإضافة إلى أن جسدها مطفي به سجائر، فقررت أن أذهب للمنزل لأخذ البطاقة وتحرير محضر بما حدث.
العم والعمة ينكران التهمة ويلقوها للعم الثاني
وتتابع "نور" خالة الطفلة، أنه عند التحدث مع العم، أنكر ما حدث لها، وقال أنا استلمتها من عمها الثاني بهذا الشكل، ولا اعلم ما يحدث، قومت بالاتصال بالعم الثاني لمعرفة ماذا حدث، لينكر هو الآخر ما حدث ويقول "الطفلة كان ذراعها وارم وفي عض في جسدها"، ويلقي التهمة على شقيقته (شيماء) عمه الطفلة، لنهاتف أيضًا العمة، لتخبرنا أن لديها فيديوهات أثناء استحمام الطفلة وتثبت أن جسمها كان به حروق، والطفلة كانت بهذا الحال عند استلامها من الأم"، لترد الخالة، العمة فعلت ذلك لتلقي التهمة علينا أننا فعلنا هذا الجرم بحق الطفلة.
التقرير الطبي: الطفلة تتعرض للتعذيب منذ شهرين
"دمي هاج".. لتتابع الخالة حديثها، قومت على الفور بتحرير محضر بقسم الشرطة، والقسم حولنا لمستشفى الدمرداش لعمل تقرير طبي، وبالفعل التقرير أثبت، أن الطفلة (دولت)، كانت تتعرض للتعذيب منذ شهرين، وأن جسدها محروق بماء مغلي، بالإضافة إلى، إطفاء السجائر بجسدها.
وأوضحت خالة الضحية، أن التقرير أيضًا، اثبت أن الطفلة كان ذراعها مكسورًا منذ شهر، قائلة،" ياريتها جاتني مكسورة، وأنا اعالجها، بدل ما تجيلي محروقة ومطفي في جسمها سجائر".
الخالة: العمة اخدوا الطفلة وركبوا الأم تاكسي عشان تمشي
وتستعيد الخالة ماقبل الواقعة كلامها، أن الأم عندما طلقت من زوجها، أخذت الطفلة لترك المنزل، ولكن أثناء ذلك، قامت العمه بأخذ الطفلة بالقوة بين ذراعيها، وتترك الأم في التاكسي بمفردها بعد أخذ الطفلة بالقوة، ويتقوم بتهديد صاحب التاكسي بأن يذهب فورًا بالأم حتى لا يقوموا بضربه.
"الأم بسيطة".. وتواصل "نور" حديثها، أن والدة الطفلة بسيطة لا تتعلم، تنفذ الاوامر، ولا تفعل المشاكل، وذلك لصغر سنها، ولعدم معرفتها بالحياة، حتى عند استجوابها من وكيل النيابة، كانت لا تعرف أن ترد وكل ماكان على لسانها "معرفش يابيه"، وعند سؤالها عن ماذا يكون في التقرير الطبي قالت،" كل مااعرفه ان البنت بتتعذب بقالها كتير".
ويلتقط الحديث "أحمد شعيب" منسق شباب الجيزة، ومؤسسة دعم مصر، أن خالة الطفلة على معرفة بها، وتلقيت اتصال هاتفي منها، لتكشف عن ماحدث لنجلتهم، وتطلب تحرير محضر، لأنها لا تعلم الإجراءات اللازمة، وبالفعل قومت بمساعدتها، ويطالب في حديثه، أنه يجب على كل أسرة أن تراعي الله في أبناءها، لأنهم أطفال في النهاية، لا ذنب لهما بما يحدث من خلافات ومشاجرات بين الأسرة، قائلًا،" في الآخر الأطفال هي اللي بتتأذي".
وتختم الأم والخالة حديثهن، ماذنب هذه الطفلة، قائلين، " لو حد شافها ومعندوش قلب هتصعب عليه بالمنظر دا احنا عايزين حق دولت من كل واحد اذاها بالشكل دا، حسبي الله ونعم الوكيل
تحقيقات النيابة
قرر قاضي المعارضات، بمحكمة جنوب الجيزة، استمرار حبس المتهمين، ١٥ يوم على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بتعذيب نجلة شقيقهما واصابتها بحروق في جسدها ببولاق الدكرور
كشفت تحقيقات النيابة، بجنوب الجيزة، تفاصيل تعذيب طفلة تبلغ من العمر ٣ سنوات، على يد عمها وعمتها ببولاق الدكرور، أن العم يدعى "أسامة.أ" والعمة تدعى "شيماء.أ"، قاما بتعذيب نجله شقيقهما نتيجة لخلافات أسرية.
وادلت والدة الطفلة بأقوالها، أن والد الطفلة مسجونًا منذ فترة في قضية مخدرات، وأن الطفلة كانت مقيمة برفقة أسرة والدها، وأنها تسلمت الطفلة لظروف سفر العم والعمة، وفوجئت باصابات وحروق بجسد الطفلة، وكان وراء ارتكاب ذلك عم وعمه الطفلة، فقومت بتحرير محضر، لأخذ حق نجلتي.
تباشر النيابة العامة، بجنوب الجيزة، التحقيق في واقعة تعذيب طفلة وتدعى "دولت" تبلغ من العمر ٣ سنوات على يد عمها وعمتها ببولاق الدكرور.
وافادت التحقيقات الاولية، أن والدة الطفلة المجني فوجئت بحروق واصابات بجسد طفلتها على يد عمها وعمتها.
تمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من ضبط العم والعمة المتهمين بتعذيب الطفلة دولت في بولاق الدكرور.
كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور من والدة الطفلة بتعرض طفلتهم لتعذيب على يد عمها وعمتها، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وبالفحص تبين إصابة الطفله "دولت"، بحروق في أماكن متفرقة من جسدها بجانب تعذيبها.
تمكنت القوات من ضبط المتهمين، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وجارٍ التحقيق معهم.