منال لاشين تكتب: رجال لكن خونة 3.. التطور الطبيعى للزوج الندل

صديقتى (ه..) جميلة تذكرك بزهرة العلا فى فيلم رد قلبى.. عيون بريئة ملونة مثل قطة لم تعرف الشقاوة، وبشرة بيضاء مشوبة بحمرة خفيفة وقوام متزن، وكانت تخشى فى حياتها حاجتين.. العمليات الجراحية والطلاق.من حسن حظها أنها أنجبت ولدًا وبنتًا دون عمليات قيصرية، ولكن الحظ تخلى عنها فى زواجها.. قابلتها بعد سنوات فحكت لى حكاية زوج ليس خائنا فقط بل (واطى). حكايتها ليست غريبة أو مثيرة فقط، ولكنها تكشف أن رعب المرأة من الطلاق يوقعها أحيانا فى أسوأ حالات الاستغلال والقهر.

1- مرحلة هيفاء وهبى

تقول صديقتى: كان زوجى دائم التغزل فيها، ما أن تظهر على الشاشة حتى تخرج عيناه مثل أفلام توم وجيرى.. ويردد: شوفى أنوثتها، شوفى عيناها، شوفى قوامها.. بالنسبة له هيفاء وهبى هى المرأة كاملة الجمال والأوصاف.

لم أهتم فمن هى الزوجة القادرة على منافسة هيفاء وهبى، لم أشعر بالخطر لأن النجمة الشهيرة بعيدة عن متناول يد زوجى، فرغم ثرائه إلا أنها فى منطقة بعيدة عنه.. نجمة فى سابع سما.

ولكن حالة زوجى تدهورت، وإعجابه بهيفا تحول إلى مرض. بدأ يطالبنى بأن أكون نسخة من هيفاء وهبى، ويهددنى إذا لم استجب له بالطلاق، والزواج من امرأة فاتنة.. امرأة تتفجر بالأنوثة..امرأة مثل هيفاء وهبى، تساءلت صديقتى فى حزن وحيرة: كيف تتحول شبيهة زهرة العلا لهيفاء وهبى. فى البداية تحججت بأن هذه العمليات حرام، ولكن زوجها جاءها بفتوى أن إجراء الزوجة لعمليات تجميل من أجل متعة زوجها حلال. رفضت أن تأخذ بكلامه.، وتوجهت إلى دار الإفتاء، فجاءت النتيجة أن تغيير طبيعة المرأة أو الرجل حرام، ولكنها مضطرة.. والذنب يقع على زوجها. مع ضغط زوجها عليها، ومع رعبها من الطلاق وتشريد طفلين.

ومع ضعفها استسلمت لأكبر مخاوفها وبدأت تبحث عن عملية جراحية تحولها إلى هيفاء وهبى.

ذهبت لجراح تجميل شهير عيادته فى باب اللوق.. شهرته جعلته مشغولا، وتطلب الأمر تدخل صديقة لها للحجز لدى الطبيب الشهير. صدمها الرجل حين سمع طلبها..ضحك بصوت عالٍ وسألها: متزوجة. ردت وهى على وشك البكاء: أيوه وزوجى مصمم أعمل عملية جراحية أو حتى عشرة.. المهم أبقى شبه هيفاء وهبى. رد الدكتور الشهير: يا مدام حضرتك زى القمر ولا يوجد لديك أى (ديفو) أو عيب لكى أجرى لكى عملية جراحية، قولى لزوجك عيب اللى هو بيعمله.

تركته وهى تجر أذيال الخيبة، وحين واجهت زوجها بما قاله الدكتور الشهير، غضب، وحلف بالطلاق إذا لم تسافر إلى لبنان وتجرى العمليات اللازمة ليرميها هى وأولادها فى الشارع.

لمت الشطنة وسافرت إلى لبنان، وساعدتها صديقة لبنانية فى الذهاب إلى جراحى التجميل.. عرفت أنه يمكن بعمليتين صغيرتين أن تحصل على شفايف وعين هيفاء. ويمكن أن تكمل بعملية تكبير صدر، ونصحتها خبيرة تجميل عالمية بالماكياج الذى يقرب وجهها من هيفاء.

بعد أشهر عادت إلى مصر، وفحصها زوجها كتاجر يطمئن على البضاعة قبل استلامها، وقال لها متحسرا: يعنى أحسن من الأول، وأضاف المهم تعرفى تبقى زى هيفا.

كانت تنام ودموعها على خدها وعلى وسادتها، أنها تشعر بالخجل من شكلها الجديد، ومن تساؤلات أولادها وعائلتها. تشعر بالقهر من معاملة زوجها لها. لا تريد أن تتقمص شخصية أحد.. تريد أن تكون هى كما خلقها الله. تشعر بالكسرة فى قلبها، ولولا خوفها من الطلاق لما انصاعت لطلبات زوجها المريض. تشعر بالرهبة والخوف مما ينتظرها.

كانت تخاف أن تنظر لنفسها فى المرآة، لا تعرف هذه المرأة التى تطالعها فى المرآة بعينى القطة وشفاه غليظة وصدر يخطف الأنظار.

فى غرفة النوم تتقمص شخصية هيفاء وهبى، أما خارجها فتتعمد أن تخفى التغييرات التى أحدثها الجراحون فى وجهها وجسدها.

دخلت فى اضطراب نفسى.. لم تستطع أن تحسم الصراع بين شخصيتها الطبيعية ودور هيفاء وهبى التى يجبرها زوجها على تمثيله كل ليلة. أحيانا تنتابها موجة غضب وتجرى إلى المطبخ وتمسك بسكين لتشوه وجهها. اضطرت للذهاب لطبيب نفسى سرا، وبدأت فى تعاطى الحبوب المنومة والمهدئة. كان أولادها هم القوة الوحيدة التى تستند إليها لتكمل حياتها، ليس حياتها الزوجية فحسب، بل حياتها فقد فكرت كثيرا فى الانتحار.

2-مرحلة نانسى عجرم

عاشت حياتها بقوة الدفع الذاتى كما يقولون وبحبها لأولادها. لا تدرى كم عامًا مر على مأساتها، ولكنها بدأت تنتبه إلى انطفاء إعجاب زوجها بهيفاء وهبى، فرحت وتصورت أنه اكتفى بها، وبدأت تتسامح مع ما فعلته بنفسها لإرضائه.تحسنت حالتها النفسية، بدا لها أن تضحيتها أتت ثمارها.. أنقذت زواجها وبيتها وأولادها.

ولكنها فوجئت أن زوجها يحدثها عن جاذبية التضاد..سألته ببلاهة: يعنى إيه جاذبية المضاد.. ضحك: يا متخلفة التضاد مش المضاد..يعنى الست اللى بتجمع ما بين أنوثة المرأة مع بحة صوت رجولى، أو الست اللى جسمها أنوثى ووجهها فيه براءة الأطفال. مش بتشوفى ممثلات عالميات فى منتهى الإثارة بس فيهن (تتش) رجالى.. أنت عارفة ليه مارلين مونرو نموذج السكس فى العالم، لأن لها وجه طفلة وجسد أنثى مثيرة.

ردت: مارلين مونرو.. أنت وصلت للعالمية. قال لها غاضبا. بلاش برة عندك مثلا نانسى عجرم.. آهى لبنانية زى هيفاء.. بس نانسى فيها جاذبية التضاد، وجه طفلة وقوام أنثوى مثير. تعرفى أنا نفسى كنت أتزوج واحدة زى نانسى عجرم.

باتت ليلتها فى غم وهم..لأول مرة تشعر بأن زوجها غير طبيعى، فكره شاذ وتافه، وأنه لا يستحق التضحية التى ضحت بها من أجله.. ندمت لأنها غيرت من طبيعتها. بل إنها تنبهت أنها قبل العمليات كانت أقرب إلى نانسى عجرم التى أصبح زوجها مهووسًا بها الآن.

عاد الصراع فى سرير الزوجية من جديد، هو يحلم بالزواج من امرأة تشبه نانسى عجرم وينعى حظه العاثر لأنه لم يعثر على شبيهة محبوبته.

دخل فى حالة التدهور وبدأ يطالبها بأن تحاول أن تصبح شبه نانسى عجرم، وافقت بشرط واحد.. سألها بلهفة: أى شرط أأمرى.. قالت له: تسافر معايا وتعمل أنت كمان عمليات.. صرخ يعنى: أعمل عمليات ليه؟ ردت بابتسامة: عشان تبقى رشدى أباظة أو أحمد عز أو عاصى الحيلانى أو آسر ياسين.. أصلى كان نفسى أتزوج شابًا جذابًا وشبه واحد من الأربعة دول..بس رضيت بك وأنت شبه عبد الفتاح القصرى، ودمك مش خفيف زيه.

وعلى فكرة قبل ما تدور على امرأة زى هيفاء ولا نانسى.. اسأل نفسك هل أنت الرجل اللى يملى عين زوجته أم لا.. قال لها: أنت طالق بالثلاثة. طلقها وتركها وتزوج بشابة تشبه نانسى عجرم.. أما هى فدفعت مؤخر الصداق لتعود إلى طبيعتها.. الآن تعمل وتشارك فى مصروفات أولادها، وتشعر بالانتصار لأنها واجهته بالحقيقة، تضحك وهى تقول لى: كل ما أفتكر شكله لما قولتله أنت شبه عبد الفتاح القصرى، ومش كل راجل أقرع يبقى جذاب أشعر أننى خلصت منه الجديد والقديم.

سألتها: بصراحة بتحنى ليه أحيانا؟ ردت ضاحكة: مش مسألة شوق.. أنا بفكر ها يتزوج مين بعد شبيهة نانسى عجرم؟.