مى سمير تكتب: ليلى بختى.. العربية التى سرقت قلوب الفرنسيين

مقالات الرأي




بعنوان «ليلى بختى، الصعود الذى لا يقاوم» خصصت المجلة الفرنسية بارى ماتش هذا الأسبوع غلافها للممثلة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية ليلى بختى، التى سيعرض لها قريبا على منصة نتفليكس فيلم جديد بعنوان «كيف أصبحت خارقة؟».

حسب بارى ماتش يتم وصفها بأنها إيزابيل أدجانى الجديدة، ولكنها تتجنب مثل هذه المقارنة، حيث يصيب الغرور الممثلة ذات الجذور العربية بالخوف، ولحماية نفسها من تأثير الشهرة تلجأ إلى الضحك، ودائرتها الأولى وهى تقول : «لقد غيرت مهنتى حياتى لكنها لم تغيرنى».

1- العربية الجميلة

الفرنسية من أصل جزائرى، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، نجحت فى تأكيد موهبتها وتميزها عبر مشوار طويل ضم مجموعة مميزة من الأفلام والأعمال الدرامية، من خلال أدوار مدروسة بعناية وأفلام تجمع بين الرقى الفنى والنجاح الجماهيرى نجحت ليلى فى تأكيد بصمتها الفنية.

ولدت ليلى عام ١٩٨٤ فى إيسى لو مولينو لأسرة جزائرية من سيدى بلعباس، هى الأصغر بين ثلاثة أطفال، تعود جذورها إلى القبائل الجزائرية العريقة، ذهبت ليلى إلى مدرسة الدراما فى باريس قبل الالتحاق ببرنامج ستيفان جيلداس فى تولبياك، درست بعد ذلك فى برنامج بيرينجير باستى فى استوديو ارت إير، للعيش ودفع تكاليف دراستها التمثيلية عملت فى وظائف غريبة من ضمنها التسويق عبر الهاتف.

الجدير بالذكر أن شركة مستحضرات التجميل لوريال باريس اختارتها عام ٢٠١١ لتكون سفيرة لها ووجهها الرسمى، وانضمت النجمة العربية الفرنسية إلى قائمة المتحدثات باسم الشركة الفرنسية التى تضم الممثلات العالميات مثل جين فوندا وإيفا لونجوريا.

2- حياة مهنية

فى عام ٢٠٠٥ أقنعها أصدقاؤها بالذهاب إلى الاختبارات المقامة من أجل اختيار فريق عمل فيلم «شيطان»، وبالفعل نجحت وتم اختيارها لدور ياسمين، نجح الفيلم بشكل كبير عند صدوره فى عام ٢٠٠٦ ونجح فى البقاء لمدة ١٣ أسبوعا فى دور السينما.

فى نفس العام قدمت فيلم هاريكس الذى يروى قصة عائلة جزائرية تتعرض للاضطهاد من قبل القوات العسكرية الفرنسية رغم أنها قاتلت إلى جانبها فى الحرب الجزائرية، كانت ليلى مهتمة بموضوع الفيلم حيث قاتل العديد من أفراد عائلتها، بمن فيهم جدها فى صفوف جبهة التحرير الوطنى خلال الحرب.

توالت الأدوار المميزة التى قدمتها ليلى، وفى نفس العام شاركت فى بطولة فيلم «باريس أحبك» فى دور فتاة تدعى زرقا، استمرت الأدوار المتميزة التى قدمتها ليلى، وشاركت فى فيلم «نية سيئة» للمخرج الفرنسى المغربى رشدى زى بدور «مونيا»،

وأعقب ذلك فيلم «اختيار الحب» من إخراج رشيد هامى، ثم فيلم من «أجل حب الله»، وهو فيلم تليفزيونى لأحمد بوشعالة وزكية طاهرى، وفيلم «على بابا والأربعين حرامى» من إخراج بيير أكنين.

فى عام ٢٠٠٨، يساهم دوران داعمان فى زيادة ظهورها: دور الفتاة المراهقة فى فيلم «غريزة الموت»، من إخراج جان فرانسوا ريشيه، ودور جميلة فى فيلم «النبى» الذى أخرجه جاك أوديار عام ٢٠٠٩، شارك فيلم «النبى» فى مسابقة رسمية بمهرجان كان السينمائى ٢٠٠٩، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى، خلال حفل جوائز سيزار المعادلة لجوائز الأوسكار فى فرنسا، حصل الفيلم على تسع جوائز، من بينها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج، كما شاركت فى الفيلم الروائى «عن الدمى والملائكة» للمخرجة نورا حمدى بدور «ليا» عام ٢٠٠٩.

3- الأم قبل النجمة

توالت أعمالها بين السينما والتليفزيون والمنصات الإلكترونية ونجحت فى صناعة اسم لها بين نجمات الصف الأول فى فرنسا.

على مدار مسيرتها الفنية، التى تمتد حتى الآن ١٥ عاما فقط، حققت ليلى العديد من الإنجازات، بالإضافة إلى انتقالها من الأدوار الثانية إلى الأدوار الأولى، حصدت ليلى الكثير من الجوائز من ضمنها: جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان سيلويت السينمائى، عن دورها فى فيلم «اختيار الحب» عام ٢٠٠٨، الترشيح لجائزة «سيزار» كأفضل ممثلة عن دورها فى فيلم «عن الدمى والملائكة» عام ٢٠٠٩، جائزة «الأوزة الذهبية» لاكتشاف المواهب النسائية عام ٢٠١٠ فى مهرجان كابور سيتى للسينما الفرنسية، جائزة سيزار لأفضل ممثلة واعدة عام ٢٠١١ عن دورها فى فيلم «كل شىء يلمع»، جائزة ثانية عام ٢٠١١ عن دورها فى فيلم «ينابيع النساء» من جولدن ستارز للسينما الفرنسية، ثالث سيزار لأفضل ممثلة مساعدة عام ٢٠١٩، عن دورها فى فيلم الحمام الكبير.

ووصفت مجلة لو فيجارو ليلى بختى بأنها «ألمع ممثلة فى جيلها»، التقت بزوجها الممثل طاهر رحيم خلال مشاركتهما فى فيلم «النبى»، هذا هو الدور الذى فاز به رحيم بجائزة «سيزار» كأفضل ممثل، منذ ذلك الفيلم، لم يظهر الزوجان معا على الشاشة، حتى تعاونا مؤخرا فى مسلسل «عائلة إيدى»، من إنتاج منصة نتفليكس للمخرج الفرنسى الأمريكى داميان جازيل، فاز جازيل بالفعل بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلم «لا لا لاند».

على الرغم من كل نجاحات ليلى بختى، إلا أنها تحب أن تعلن أن السينما ليست محط اهتمامها، بل عائلتها الصغيرة، وتعنى زوجها و أطفالها الثلاثة.

تؤكد ليلى أنها تعيش طفولتها من جديد مع أبنائها حيث تسعى إلى تربيتهم على أن يكونوا متسامحين ومحبين للحياة، وتضيف: «أخشى كل هذا القدر من الكراهية والرفض للآخرين الذى ابتلى به مجتمعنا، لذلك أريد أن ينشأ أبنائى فى بيئة اجتماعية مختلطة».

كما تشير ليلى إلى أن الأمومة ساعدتها على التخلى عن مخاوفها وشكوكها، وجعلها أكثر هدوءًا من ذى قبل، وتعلم اتخاذ القرارات الصحيحة لعائلتها، تضع ليلى أسرتها فى المرتبة الأولى فى قائمة اهتماماتها، ولهذا كانت حريصة على إخفاء خبر حملها الثالث، حيث أنجبت طفلها الثالث هذا الشهر، وقد حرصت على إبقاء الخبر سرا فى إطار حرصها على حماية حياتها الشخصية من فضول وسائل الإعلام.

4- تصريحات سياسية

فى أغلب أحاديثها الصحفية تؤكد ليلى على جذورها العربية وتعرف نفسها بأنها مسلمة وتتحدث العربية باللهجة الجزائرية أيضا بسبب جدتها.

فى أكتوبر ٢٠١٩، خلال واحدة من تصريحاتها السياسية القليلة، نشرت على صفحتها على انستجرام رسالة مكتوبة بخط اليد، بعد جدل حول الأمهات المحجبات المصاحبات لأطفالهم خلال النزهات المدرسية، تدافع فيها عن الإسلام والحق فى ارتداء الحجاب وتشجب كراهية الآخر.

جاء رد الفعل هذا فى أعقاب الحادث الذى وقع فى المجلس الإقليمى التابع لمنطقة بورجون فرانش كونتيه فى ١١ أكتوبر عام ٢٠١٩، فى ذلك اليوم، استهدف المسئول المنتخب فى التجمع الوطنى جوليان أودول أم مسلمة، وطلب منها خلع حجابها.

وكتبت ليلى: «لست معتادة على التعبير عن نفسى فى القضايا الاجتماعية، لكن من الصعب على أن أبقى صامتة فى وسط هذا الجو المشحون»، وأضافت «أشعر بالفزع من الكراهية ورفض الآخر الذى ينتشر فى المجتمع، لم أعد أريد أن يتم رفض النساء لأنهن يرتدين الحجاب أم لا، ليس لدى بالضرورة الحل».