مصطفى عمار يكتب: ٣٠ يونيو.. ٨ سنوات مما يعدون

مقالات الرأي




٨ سنوات مرت من عمر ثورة المصريين العظيمة فى الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣

.. ٨ سنوات كاملة مرت دون أن نشعر بها لكثرة الأحداث والتضحيات والصعاب التى مرت علينا خلال هذه الأعوام.. أشعر أن عمر الثورة ١٠٠ عام .. ولكن فى الحقيقة أن ٨ سنوات رقم يستحق التأمل فى عمر شعب بتاريخ الشعب المصرى.. هل نسينا مشاهد الفوضى والاقتتال فى شوارع القاهرة وباقى المحافظات.. هل نسينا غياب القانون وحالة الرعب التى كنا نعيش فيها بعد انهيار جهاز الشرطة عقب ثورة يناير.. كم من الوقت كان يعتقد الجميع أن مصر تحتاجه لتعود على الأقل كما كانت قبل ٢٠١١ وليس للأفضل.. أكثر المتفائلين كان يراهن نفسه أن مصر تحتاج ما بين ١٠ سنوات إلى ١٥ عاما لتعود على وضعها السابق قبل ثورة ٢٥ يناير.. ولكن أنا أكتب لكم هذا المقال قبل أيام قليلة من الاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة ٣٠ يونيو.. ٨ سنوات مرت وكأنها عمر كامل.. تابعنا فيها بأعيننا لحظات انتصار وانكسار ، حزن وفرح.. يأس وأمل.. حتى وصلنا إلى هذه اللحظة الذى لا يوجد شخص اشترك فى هذه الثورة العظيمة إلا ويشعر بالفخر أنه راهن على جيش وطنه العظيم لإنقاذ مصر وإعادة بنائها من جديد.. بالطبع ستمتلئ الصحف والبرامج التليفزونية بالمواد التى تتعلق بحجم الإنجاز الى تحقق على مدار ٨ سنوات كاملة من عمر هذه الثورة على كافة المستويات سواء السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية ، ولكن ما يشغلنى هو أن هذه الثورة بكل ما قدمته وبكل ما ننتظر أن تقدمه للوطن حققت انتصارًا عظيمًا للإنسان والقانون فى نفس الوقت.. الإنسان الذى يتحدث الجميع باسمه دون أن يهتموا بتقديم يد العون له أو توفير أبسط احتياجاته من مأكل ومشرب ومسكن وعلاج.. عشنا سنوات طويلة على فكرة تقبل الإحسان من رجال الأعمال من الحزب الوطنى الحاكم أو جماعة الإخوان المسلمين فى شكل هدايا انتخابية وكراتين زيت وسكر ومرتبات للأرامل والأيتام وكبار السن.. يخرجها كل رجل أعمال فى دائرته الانتخابية من فوائد القروض التى حصل عليها من البنوك.. لم يفكر نظام مبارك أو حتى جماعة الإخوان فى فكرة الاستثمار فى الإنسان وبنائه وتوفير أبسط متطلبات الحياة ليحيا حياة كريمة.. وهو ما حققه نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أخذ على عاتقه نسف ظاهرة العشوائيات فى محاولة منه لتوفير مسكن آدمى يحتوى أهلنا ممن كانوا يسكنون هذه العشوائيات المميتة.. ليبدأوا حياة آدمية لم يستطع أى نظام مصرى سابق على توفيرها لهم منذ قيام الجمهورية الأولى عام ٥٢.. تبقى مسألة احترام القانون والتى نجح نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ترسيخها لدى جميع فئات الشعب.. الكبير قبل الصغير.. القانون يتم تطبيقه على الجميع.. الغنى قبل الفقير.. والمسئول قبل المواطن العادى.. لم يعد هناك شخص فوق القانون.. واختفى من حياتنا الجمل الشهيرة «أنت مش عارف بتتكلم مع مين؟ .. ولا أنت عارف أنا ابن مين ؟.. لم تعد الثورة مبرر لا، تدوس القانون بقدميك.. ولا مبرر لأن تخبر أبناءك أنهم فوق الحساب.. نجح نظام ثورة ٣٠ يونيو أن يجعلنا جميعاً أمام القانون سواسية.. كل هذا تحقق فى ٨ سنوات فقط وأعتقد أنهم بـ١٠٠ عام مما يعدون.