المد السلفى فى الكنيسة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


 كشفها مقال بالمجلة الناطقة باسمها

الكنيسة رغم أنها مؤسسة دينية محافظة على تعاليم العقيدة، إلا أن ذلك لا يتعارض مع العلم الحديث والتقدم الطبى، خاصة كل ما يهتم بعلوم الصحة الإنجابية حيث إنها من أبرز المشاكل التى تواجه بعض الأسر، لكن بعض الاتجاهات العلمية التى ظهرت فى العالم أثارت لغطًا داخل الأوساط الكنسية خاصة بمصر باعتبارها خلط أنساب وتلاعب وتغيير فى إرادة الله.

الأنبا سرابيون مطران لوس آنجلوس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحدث فى هذا الشأن عبر مجلة «الكرازة» الناطقة باسم الكنيسة ليعلن عن ٣ حالات للإنجاب ترفضها الكنيسة تماماً وهى التبرع بالحيوانات المنوية وتأجير الأرحام والإنجاب بالتبنى.

 وقال إن الكنيسة الأرثوذكسية لا تقبل بفكرة التبرع بالحيوانات المنوية بهدف الإنجاب «والسبب فى ذلك هو أن الإنجاب ثمرة لعلاقة مُقدسة قدسها الله شخصيًا بين طرفين فقط، لا ثالث بينهما، وفكرة أن يقوم طرف غير الزوجين بالتبرع بالحيوان المنوى لزوجة شخص آخر يعتبر «زنى»، مضيفاً أن التصاق رجل بامرأته دون آخر بينهما هو السبيل الوحيد الذى سمح به الله، للحصول على ثمرة الإنجاب، موضحًا أن الأمر لا يتعلق بمدى موافق الزوج ورضاه، فحتى إن وافق زوج على تلقيح بيوضة من زوجته بحيوان منوى لرجل آخر، فذلك لن يُغير من الأمر شيئًا، فيبقى هناك طرف ثالث دخل علاقة بين زوجين، فأصبح الأمر «زنى»، موضحًا أن الخطية فى مفهوم الكنيسة والمسيحية هى تعد وكسر لوصايا الله وليس وصايا الزوج.

ورفض المقارنة بين التبرع بالحيوانات المنوية والأعضاء مثل الكلى أو الكبد والقرنية وغيرها، واصفاً أن الحيوان المنوى له وظيفة واضحة ومحددة وهى تلقيح بويضة المرأة، بهدف الإنجاب، إنما «الكلية» على سبيل المثال وظيفتها تنقية الدم من السموم وتلك الوظيفة لم تحددها وصية إلهية.

كما رفض سرابيون فكرة تأجير الأرحام، قائلاً وهى تأجير رحم امرأة مؤهل لحمل الجنين لتلده فى حالة وجود مشاكل فى رحم المرأة الأم، وهو ما يُسمى بتأجير الأرحام، وهو ما أعلن الأنبا سيرابيون كذلك تحريمه.

 وقال الأنبا سيرابيون، إن الأم التى قبلت بوضع الجنين بداخلها تُسمى بالأم البديلة، وهو ما يتسبب فى حالة من التشتت بالنسبة للطفل فهل سينجذب لأمه التى تربيه أم أمه التى احتوته فى بطنها ٩ أشهر، وهو ما يشوه الأطفال نفسيًا، كما أن الأمر لا علاقة له بشريعة زواج الأبوين، فحتى إن كان الأب صاحب الحيوان المنوى، والأم صاحبة البويضة متزوجين شرعيًا فهذا لن يغير من حقيقة وجود «أم بديلة».

 وعلى نفس منهج الطرف الثالث، المحرم دخوله فى العلاقة بين الزوجين، التى تحدث عنها فى التبرع بالحيوانات المنوية، اعتبر الأنبا سيرابيون الأم البديلة طرفًا ثالثًا كذلك. كما وضع نقطتين تجعلان فكرة تأجير الرحم خطأ دينيًا ومجتمعيًا وقانونيًا وهما التربح المالى وراء هذه الفكرة كذلك استغلال المثليين للحصول على طفل.

أما المحور الثالث فى رفض الأنبا سرابيون كان الإنجاب بالتبنى باعتبار أن الكنيسة سمحت بفكرة التبنى باعتبارها جوهر العقيدة فى الحصول على طفل ومنحه كل احتياجاته من اهتمام ومحبة ومال. مضيفاً إن الإنجاب بالتبنى هو تطور فى مجال مكافحة العقم، وفيه يتم نقل بويضة مخصبة إلى داخل رحم الأم لتحمل بها، وتلد الجنين بعد اكتماله كالمعتاد، وأزمة ذلك النوع أن مصدر الحيوان المنوى والبويضة فردان آخران.

الراحل البابا شنودة الثالث كان قد أنهى الجدل حول فكرة الحقن المجهرى وأطفال الأنابيب وأجاب عنها فى اجتماعه الأسبوعى كل أربعاء للتأكيد على أن التقدم الطبى منحه الله للناس لإنهاء مشاكلهم الصحية وحلها وأن أى وسيلة لعلاج العقم بأى طريقة محللة باعتبار أن الحقن المجهرى إحدى وسائل العلاج والتدخل الجراحى. وقد تناول تلك القضية فى كتابه أسئلة مع سنوات الناس باعتبارها مسألة تؤرق الأقباط خاصة مع التطور الهائل الذى شهده الطب خلال القرن الماضى.