د. بهاء حلمى يكتب: ٣٠ يونيه ٢٠١٣ يوم الخلاص

مقالات الرأي

بوابة الفجر



بدأت الحكاية يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ بانطلاقة شعبية ودور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق وطموح لتحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

إلا أن الجماعة الإرهابية كان لها رؤية وأهداف أخرى إذ اعتبرتها فرصة ذهبية لتحقيق الحلم التاريخى للسيطرة على الحكم، فتحالفوا مع القوى الثورية واندمجوا فى الأحداث وكان ٢٨ يناير عنوانا لأسلوب حكم جماعة الإخوان.

ولم يفطن كثير من المواطنين إلا أن تدبير وتنفيذ الأحداث فى «جمعة الغضب» سيكون نهج وأيديولوجية الجماعة على مدى تاريخها منذ أنشأتها بريطانيا العظمى.

فحكموا البلاد وتآمروا ضد مصالح الوطن والمواطنين، وأعلنوا انهم مستمرون فى الحكم ٥٠٠ سنة، وشهد الشعب كل أشكال المعاناة على كافة الأصعدة سواء كان من حيث تردى الخدمات والمرافق وندرة الوقود أم من حيث الأزمات اليومية وعدم القدرة على تأمين الاحتياجات الضرورية لمعيشة المواطنين، أم من حيث النهج الإقصائى للجماعة التى نقضت تعهداتها وزادت حجم المظالم.

تأكد المصريون من فشل الجماعة فى إدارة البلاد، وأن شاغلهم الأول هو تحقيق آمالهم الخفية وأجنداتهم السرية، والسعى لتقسيم البلاد، والبدء فى تكوين وتدريب ميليشيات على غرار الحرس الثورى بإيران وتنسيقا معها لحماية الجماعة، وضرب المؤسسات الوطنية، ونشر الفتن وإثارة الصراعات الداخلية، بالتزامن مع إصدار رئيسهم وقتئذ إعلانهم الدستورى المستبد فى نوفمبر ٢٠١٢م.

اعتمدت الجماعة على استعراض القوة وبناء تحالف هم والتكفيريون والمتطرفون والخاطفون والجماعات الإرهابية لتنفيذ استراتيجيتهم واستخدامهم للعنف والتعذيب فى مواجهة احتجاجات القوى السياسية وإرهاب المواطنين.

فجاء الخلاص فى ٣٠ يونيه ٢٠١٣ اليوم الذى قرر فيه الشعب استعادة مصر وطنا لأبنائها وليس للأهل والعشيرة كما أعلنت الجماعة إبان حكمها البلاد.

إذ احتشد المصريون بميادين مصر فى حدث أبهر العالم كله، إذ شاركت الجده مع الجد وأحفادهم، والمرأة مع الرجل وأبنائهم، والشباب من الذكور والإناث رافعين علم مصر يهتفون الشعب والجيش والشرطة ايد واحدة، وعلى قلب رجل واحد فى مواجهة ظلم الجماعة. ردد المواطنون «يسقط حكم المرشد، مصر بتضيع يا بديع».

وتشبث أعضاء الجماعة الإرهابية بشرعيتهم الزائفة وحشدوا أتباعهم وأنصارهم وبعض المغرر به مقابل أجرة يومية ووجبة غذائية، يمارسون جهاد النكاح والقتل وكل أشكال العنف ضد كل من يخالفهم الرأى كنهج داعش قبل أن تلفظهم الإنسانية والأديان السماوية.

كانت تردد الجماعة على أنصارها شعارات جوفاء وهتافات كاذبة وتهديدات بإحراق البلاد والعباد، ورفضوا المساعى الوطنية والمبادرات الدولية لانصياعهم إلى رغبة الشعب بمكوناته ومؤسسات الدولة الأمنية التى انحازت وتعهدت بحماية أرض وشعب مصر وتأمين تطلعاته.

فطالب الشعب أبناءه بالجيش والشرطة والقضاء بسرعة تطبيق سيادة القانون ومواجهة انتهاكات الجماعة الإرهابية للقانون والإنسانية وخيانة الأمانة والذمة والشرف.

وأصر المواطنون وكافة طوائف وممثلى المجتمع والقوى السياسة على مطالبة قائد الجيش وقتئذ المشير عبد الفتاح السيسى بالترشح لتولى المسئولية وتحقيق الأمان والتأمين المادى والمعنوى وحماية البلاد، وتحقيق التنمية الاقتصادية للأجيال القادمة.

ومنذ توليه المسئولية بدأت عجلة التنمية والتطوير لتشمل كافة المجالات وتحققت إنجازات غير مسبوقة ومستمرة مما أثار دهشة وحيرة العالم فيما يتم وكيف ومن أين.

فتحية للقيادة وللمصريين الذين ضربوا أروع الأمثلة والنماذج فى الدفاع عن الوطن والحضارة والتاريخ ومستقبل الأبناء بكل روح وحس وطنى مصرى خالص. لقد شرفت أن أكون مسئولا عن المتابعة وشاهدا على هذه الأحداث.

www.bahaahelmy.com