الأطباق الطائرة تهدد أمن الكوكب

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


قال تقرير للحكومة الأمريكية بشأن الأجسام الطائرة المجهولة صدر يوم الجمعة إن محللى الدفاع والاستخبارات يفتقرون إلى بيانات كافية لتحديد طبيعة الأجسام الطائرة الغامضة أو ما يعرف باسم الأطباق الطائرة التى لاحظها الطيارون العسكريون الأمريكيون، حسبما أفاد تقرير لرويترز. 

1- تقرير البنتاجون

يتضمن التقرير غير السرى المكون من تسع صفحات، والذى تم إصداره للكونجرس والجمهور، ١٤٤ مشاهدة - معظمها من أفراد البحرية الأمريكية - لما تسميه الحكومة الأمريكية «ظاهرة جوية غير محددة»، يعود تاريخ هذه الملاحظات إلى عام ٢٠٠٤.

تم تصنيف التقرير باعتباره تقييمًا أوليًا، وقد تم تجميعه من قبل مكتب مدير المخابرات الوطنية بالاشتراك مع فرقة عمل بقيادة القوات البحرية أنشأها البنتاجون العام الماضى، وذكر التقرير «من الواضح أن الظواهر الجوية المجهولة تشكل مشكلة تتعلق بسلامة الطيران وقد تشكل تحديًا للأمن القومى للولايات المتحدة».

يمثل التقرير نقطة تحول بالنسبة للحكومة الأمريكية بعد أن أمضى الجيش عقودا فى تمويه وتكذيب وتشويه أى تقارير تتناول الأجسام الطائرة المجهولة و«الأطباق الطائرة» التى يعود تاريخها إلى الأربعينيات من القرن الماضى.

يتضمن التقرير بعض حالات لظهور الأطباق الطائرة التى تم الكشف عنها فى السابق عندما أصدر البنتاجون مقطع فيديو لطيارين بحريين يظهر طائرات غامضة قبالة السواحل الشرقية والغربية للولايات المتحدة تتمتع بسرعة وقدرة على المناورة تتجاوز تقنيات الطيران المعروفة.

وقال التقرير إن جميع المشاهدات المدرجة باستثناء واحدة - وهى حالة تعود إلى بالون كبير مفرغ من الهواء - لا تزال غير مفسرة، وتخضع لمزيد من التحليل، بالنسبة للحالات الـ ١٤٣ الأخرى وجد التقرير أنه يوجد القليل جدا من البيانات لاستنتاج ما إذا كانت تمثل نظام طيران غريب تم تطويره إما من قبل الحكومة الأمريكية أومؤسسة مالية خاصة، أو من قبل قوة أجنبية مثل الصين أو روسيا.

وقال التقرير إنه فى بعض المشاهدات، كان يبدو أن الأطباق الطائرة تظهر «أنماط أو خصائص طيران غير عادية»، لكن هذه قد تنبع من خلل فى أجهزة الاستشعار أو تصورات خاطئة لدى الشهود وبالتالى «تتطلب تحليلًا إضافيًا يتسم بالصرامة».

وقال مسئولون أمريكيون كبار للصحفيين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن المحللين لم يستبعدوا بعد احتمال أن أصول هذه الأطباق الطائرة تعود إلى كائنات فضائية خارج الأرض، حسب رويترز، تجنبت لغة التقرير الإشارة الصريحة إلى مثل هذه الاحتمالات.

وردا على سؤال حول التفسيرات المحتملة بشأن المخلوقات الفضائية، قال أحد المسئولين: « لم يكن من ضمن أهداف فريق العمل تقييم أى نوع من البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، هذا ليس ما تم تكليفنا به»، وأضاف : «من بين المشاهدات الـ ١٤٤ التى نتعامل معها هنا، ليس لدينا مؤشرات واضحة على وجود أى تفسير غير أرضى لها - لكننا سنذهب حيثما تأخذنا البيانات».

ووثقت الدراسة ١١ حالة شبه قريبة من الأطباق الطائرة أبلغ عنها الطيارون، وقال التقرير إن فرقة العمل ركزت على الظواهر التى شاهدها مباشرة الطيارون العسكريون، مع ٨٠ تقريرًا تضمن الكشف عن طريق أجهزة استشعار متعددة، وضع التقرير خمس فئات تفسيرية محتملة: الفوضى المحمولة جوا، وظواهر الغلاف الجوى الطبيعية، وبرامج الحكومة الأمريكية أو برامج تطوير الصناعة الأمريكية، وأنظمة الخصوم الأجنبية، وفئة «أخرى» شاملة.

2- مخاوف أمنية

لعب السيناتور الأمريكى ماركو روبيو دورًا أساسيًا فى التكليف بإعداد التقرير، الذى أمر به الكونجرس قبل ستة أشهر كجزء من تشريع استخباراتى أوسع نطاق، وقال روبيو: «لسنوات، ذكر الرجال والنساء الذين نثق بهم للدفاع عن بلادنا أنهم واجهوا طائرات مجهولة ذات قدرات فائقة، ولسنوات تم تجاهل مخاوفهم والسخرية منها». «هذا التقرير هو خطوة أولى مهمة فى فهرسة هذه الحوادث، لكنه مجرد خطوة أولى».

بعد إصدار التقرير، أعلن البنتاجون عن خطط لـ«إضفاء الطابع الرسمى» على مهمة التحقيق فى ظاهرة الأطباق الطائرة التى يتولاها حاليا فريق العمل، كما حذرت مجموعة من كبار السياسيين الأمريكيين من أن الأجسام الطائرة المجهولة تشكل «مخاوف تتعلق بالأمن القومى» بعد الحصول على إحاطة سرية حول هذا التقرير الخاص بالظواهر الجوية المجهولة.

قال تيم بورشيت، عضو الكونجرس الجمهورى عن ولاية تينيسى، لـ TMZ: «من الواضح أن شيئا ما يحدث ولا يمكننا التعامل معه».

وقال مارك وارنر، الرئيس الديمقراطى للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لقناة فوكس ٨: «إذا كانت هناك أشياء تطير فوق منشآت عسكرية يمكن أن تشكل تهديدًا أمنيًا، يجب رفع السرية عنها والكشف عنها للجمهور الأمريكى»، «إذا كان هناك شيء ما هناك، فلنبحث عنه، وربما تكون قوة أجنبية». 

ووجد التقرير، الذى صدر يوم الجمعة، أنه فى حين أن مسئولى المخابرات لا يعتقدون أن الحياة الفضائية هى المسئولة عن العشرات من الظواهر الجوية مجهولة الهوية، إلا أنهم لا يستطيعون شرح ماهيتها بالكامل.

قال ماريك فون رينينكامبف، الذى خدم فى البنتاجون و عمل كمحلل فى مكتب وزارة الخارجية للأمن الدولى ومنع الانتشار، إنه إذا كانت هناك قوة أجنبية وراء الظواهر الجوية التى شاهدها الطيارون والرادار الأمريكيون، فهذا يعنى أن هناك دولة حققت قفزة تكنولوجية مذهلة، كما يعنى أيضا أن المخابرات الأمريكية قد عانت من فشل ذريع، يعتقد فون رينينكامبف أن كلا الأمرين غير محتمل، مما يعنى أنه يميل لفكرة أن المخلوقات الفضائية هى المسئولة عن هذه الظاهرة. 

أضاف فون رينينكامبف: «لدى الصين مشاكل موثقة جيدا فيما يتعلق بالطائرات، فهم يعتمدون على التجسس لتطوير أنظمة أسلحتهم الأكثر تقدمًا، لذلك من الصعب تصديق أن الصين هى المسئولة عن ظاهرة الأطباق الطائرة». وأضاف: «روسيا لديها ميزانية دفاعية تشكل جزءًا صغيرًا من ميزانية الولايات المتحدة، والكثير من بنيتها التحتية العسكرية تنهار، لذا فأنا أعانى من صعوبة فى تصديق أن روسيا قد تكون مسئولة عن هذه الظاهرة». 

قال جاك وينشتاين، أستاذ الأمن الدولى فى جامعة بوسطن وملازم سابق فى القوات الجوية الأمريكية: «إذا كانت دولة أجنبية تختبر بالفعل معدات عالية التقنية حقا، فإنها ستختبر معدات عالية التقنية فى منطقة محمية داخل حدودها لا تستطيع الولايات المتحدة أو القوى الأجنبية الأخرى رؤيتها»، «إذا حصلت على شيء بهذا السرية و يمكن أن يعمل بشكل جيد، فلن تكشفه لأى شخص حتى تحتاج لاستخدامه».

ويبدو أن أغلب الخبراء والمسئولين الأمريكيين يميلون لفكرة أن هذه الظواهر الجوية مجهولة المصدر أو الأطباق الطائرة مرتبطة بشكل مباشر بالمخلوقات الفضائية.