فن صناعة الفضيحة فى أزمة شيرين عبد الوهاب

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


داخل منزل الفنانة شيرين عبد الوهاب، يعم الصمت ويسود الهدوء أركان المكان، لا شىء سوى صوت موسيقى من بعيد، تجلس شيرين على أريكة واسعة وعلى الجانب الآخر زوجها حسام حبيب، أمامهما طاولة جمعت هواتفهما وبعض «ريموتات» الأجهزة الكهربائية، فجأة تعلو رنات هواتفهما من أصدقاء وغرباء يشتركون جميعا فى أسئلة عن فضيحة التسريب المنسوب لـ حسين حبيب والد حسام، ترتبك شيرين وتتلاقى عيونها مع عيون زوجها فى ذهول بحثا عن إجابة سؤال واحد من أين أتت الخيانة؟

ربما هذا سيناريو تخيله جمهور الفنانة شيرين عبد الوهاب عقب انتشار التسريب الصوتى المنسوب لوالد زوجها عبر موقع مجلة الجرس اللبنانى.

فى التسريب تحدث الأب عن علاقة ابنه حسام بشيرين التى تزوجها منذ ٣ أعوام تقريبا والخلافات الدائرة بينهما، وأكد الأب أيضا أن نجله يتحكم فى كافة الحسابات الشخصية لشيرين، ويسحب منها ما يشاء فى أى وقت، ووالدة حسام لا تحب شيرين وترى أنها «بيئة» وليست من مستواهم الاجتماعى لأن ابنها خريج مدارس أجنبية وشيرين حاصلة على دبلوم، والأم تعيش دور المليونير الفقير، بعد أن صرفت أموالها وكل الأموال التى تركها لها أبوها كذلك أموال حسام على حد قوله.

تضمن التسريب أيضًا بعض الكواليس ومنها أن شيرين قامت بطرد والدة حسام وشقيقته أثناء إحدى السفريات معا خارج مصر، وعايرته أنها تتحمل تكلفة سفرهم وقالت له أمام أسرته «أنا مش طايقاهم ولا طيقاك وعايزة اتطلق»، وغادر حسام حينها عائدا إلى مصر برفقة والدته وشقيقته.

التسريب الصوتى أثار جدلا واسعا لكن والد حسام نفى كل ما أثير واعتبر أن ما جاء فى التسجيل كذب وافتراء والصوت المسجل ليس صوته، لكن المستمعين لتفاصيل التسجيل تباينت تحليلاتهم ما بين مكذبين للتسجيل ومحذرين لشيرين من المؤامرة التى تحاك ضدها ومنتقدين لها بالإشارة إلى أنها وراء هذه الفضيحة بمساعدة شياطين رسموا لها الخطة وكتبوا لها السيناريو وأخرجوها حتى كتابة النهاية على التتر.

هل برد شيرين فى تسجيل صوتى وتصويرها فيديو مع زوجها فى اليوم التالى، يمكن أن تكون هى نفسها وراء الأزمة بعد اكتشاف المؤامرة أو المكيدة بنفسها، لتجعل من الأزمة صفعة على وجه زوجها حسام ووالده وعلى الجانب الآخر تخرج بيد بيضاء بالدفاع عن زوجها أمام الجمهور بأنه أفضل رجل فى الدنيا على حد قولها.. بلغة السوق «بتضرب وتلاقى»؟ لا أحد يستطيع أن يجزم ذلك لكن المتابع لشيرين عبد الوهاب وعلاقتها بالصحافة اللبنانية يعلم أنها علاقة جيدة جدا، منذ أن وقفت معها فى كثير من أزماتها السابقة لدرجة أن شيرين عندما هاجمتها صحف مصرية فى إحدى أزماتها السابقة، عايرتهم بالصحافة اللبنانية وكيف تتعامل معها بشكل جيد، ومن بينها مجلة الجرس اللبنانية نفسها التى أثارت أزمتها الأخيرة.

رد الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية صاحبة مجلة الجرس اللبنانية يؤكد نواياها من الأزمة، فقالت إنها لا تكن أى ضغينة لشيرين وهدفها أن تستفيق شيرين، وتدافع عنها كمظلومة، وأنه تم الحصول على هذا التسجيل بعد مجموعة اتصالات كان يتحدث فيها والد حسام بطريقة عادية وكان يستخف بشيرين، فمن الجانى ومن المجنى عليه إذن؟ وهل نضال بتاريخها الكبير فى هذا النوع من الصحافة شريكة فى صناعة هذه الفضيحة.

رد شيرين نفسه فى التسجيل الصوتى الذى طرحته على جزأين أثار الكثير من التساؤلات، منها أين شيرين التى يعرفها جمهورها بعفويتها وذلات لسانها، التى أدخلتها فى كثير من الأزمات، هل ردودها والهدوء والدقة والرسائل الموجهة المحددة التى قالتها تشبه شخصية شيرين، هل فى هذه الأزمة وبعد كل ما احتواه التسجيل المسرب من تشويه شيرين لديها القدرة على تجاهل والد زوجها فى ردها وفى نفس الوقت تزيد من الثناء على زوجها حسام وتصفه بأفضل رجل فى الدنيا، وأنه لا يملك توكيلات أو يتعامل بكروت مشترياتها، لأنها كلها ملكه.

الفيديو الذى ظهرت فيه شيرين مع زوجها حسام وبنتها فى صباح اليوم التالى، ربما أسدل الستار تماما على الأزمة ونهاها وكان ردا واضحا على علاقتهما الجيدة، وأنهما على ما يرام جدا، لكن يبقى السؤال من صنع الفضيحة؟