أمير رمسيس: تعلمت من يوسف شاهين من يخاف لا يصنع أفلامًا ولا أخاف من تقديم موضوعات شائكة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


النجاح فى المهرجانات يعنى القدرة على توزيع الفيلم بشكل جيد

المخرج أمير رمسيس منذ بدء مسيرته السينمائية وهو يتمتع بحس خاص سواء فى إخراجه أو تأليفه للأفلام، وهو ما يجعله دائماً ينجح على المستويين التجارى والجماهيرى، وأيضاً على المستوى النقدى والمهرجانات، وشارك أمير فى العديد من المهرجانات داخل مصر وخارجها، وفاز بكثير من الجوائز المصرية والأجنبية، واَخر هذه التجارب فيلمه «حظر تجول» الذى فاز بـ ٤ جوائز دفعةً واحدة فى مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما بدورته الـ ٦٩، وعدة جوائز فى مرجانات أخرى، وكان لنا معه هذا الحوار.


■ ما فكرة الفيلم؟ وكيف جاءت؟

- فكرة الفيلم ظهرت بالنسبة لى فى ٢٠١٧ مع تزايد قضايا الاعتداء الجنسى على الأطفال فى إطار العائلة وما لفت نظرى بشكل أساسى هو الصمت العائلى المعتاد حول تلك الجريمة وظهورها للنور فقط مع حدوث جريمة أخرى كالقتل أو الإجهاض، أصبت بالفزع من قدرة المجتمع على التواطؤ والصمت مع تلك الجرائم وأردت صنع فيلم عنها.

■ فكرة الفيلم تدور فى زمن يعود إلى عام ٢٠١٣.. لماذا تأخر تنفيذ الفيلم كل هذا الوقت؟

- الأحداث تدور فى ٢٠١٣ لكنى بدأت فى كتابة الفيلم عام ٢٠١٧، حين بدأت فى الكتابة احتجت لأن أستعير حالة حظر التجول من فترة ٢٠١٣ لخلق حالة المواجهة الإجبارية بين الشخصيات، أصابنى حظر التجول وقتها بما يشبه رهبة الأماكن المغلقة خاصة مع الخوف من فكرة أن يتم حبسك فى مكان أنت مضطر لمواجهة شخص لاتريد مواجهته وجمعت الفكرتين ببعض، أما عن تأخر الفيلم لثلاثة أعوام فهو ناتج عن انشغالى بمهرجان الجونة بجانب صناعة الأفلام بحكم منصبى كمدير فنى للمهرجان.

■ فيلمك الأخير «حظر تجول» عرض فى مهرجان القاهرة، ثم عرض جماهيرياُ وحقق نجاحًا ومؤخرا يشارك فى مهرجان شنجهاى فى الصين وحصل على جوائز من المركز الكاثوليكى، كيف تستطيع تقديم فيلم متوازن بين كونه فيلم «مهرجانات» وبين أنه ناجح جماهيرياً؟

- لا أؤمن بفكرة فيلم المهرجانات.. المهرجانات هى وسيلة لتسويق وتوزيع الأفلام قبل أى شىء.. نجاحك فى مهرجان يعنى قدرتك على توزيع الفيلم بشكل جيد فى بلد المهرجان أو منطقته وهو ما حدث فى السويد مع جائزة مالمو مثلا التى تساهم فى الدعاية للفيلم وقت عرضه التجارى المرتقب هناك، المهرجانات تحتفى بالفيلم الجيد فنيا ولا تعارض مع أن يكون الجيد فنيا تجاريًا كذلك، لابد وأن نفصل بين الفيلم الذى يشارك فى المهرجانات عموماً وفيلم الآرت هاوس المخصص للنخبة من متذوقى نوع خاص من السينما.

■ رغم منصبك فى مهرجان الجونة كمدير فنى للمهرجان لماذا لم تفكر أن يعرض فيلم «حظر تجول» فى المهرجان؟

- تحديدا بسبب منصبى كان هذا مستحيلا، فكيف أكون المسئول الأول عن برنامج أفلام المهرجان واختار فيلمي؟ عادة ما يكون مشاركة فيلم لأحد أعضاء أى فريق لمهرجان ما فى ذات المهرجان محرماً كعرف.. ولم أفكر فيه للحظة واحدة.

■ لماذا اخترت فترة ٢٠١٣ تحديدا؟ وكم من الوقت استغرق الفيلم فى تحضيره خاصة أنك المؤلف والمخرج؟

- احتجت لاستعمال حظر التجول كإطار للأحداث وهو ما جعلنى أختار فترة ٢٠١٣ كان لابد من هذه المواجهة الإجبارية للشخصيات بحكم الحظر كى تتفجر دراما الفيلم.. استغرق تحضير الفيلم عامًا ونصف العام أو أكثر قليلا قطعهم انشغالى النسبى بمهرجان الجونة.

■ الفيلم استغرق منك وقتا طويلا فى التصوير، ماذا كان سبب التأخير؟

- استغرقنا ما يقارب الشهر ما بين يناير وفبراير ٢٠٢٠ والتأخير كما أوردت سابقا كان نتاجاً لانقسامى ما بين عالم المدير الفنى والمخرج.

■ فكرة «حظر تجول» شائكة وتدمج بين الحياة السياسية لمصر فى تلك الفترة وبين المسكوت عنه والاعتداء الجنسى والتحرش الأسرى هل واجهت أى مشاكل رقابية؟ ولم تخش من تقديم العمل؟ وماذا يريد أن يقول أمير رمسيس من خلال الفيلم؟

- لم أواجه أى مشاكل رقابية مع فكرة الفيلم ربما لتقدير الرقباء لأسلوب التناول، وعادة لا أخاف من تقديم مواضيع شائكة، تعلمت من يوسف شاهين أن من يخاف لا يصنع أفلامًا ومن يصنع أفلامًا لا يخاف وأننا نصنع أفلاماً بالذات عما يؤلمنا أو ما يخيفنا فى المجتمع ولهذا كان حظر تجول.. لا أريد توصيل رسالة بقدر ما أردت أن أتصادم من خلال الفيلم مع الصمت المحيط بتلك القضايا والخوف من الحديث فيها، كنت مشغولا كذلك بصناعة فيلم عن القدرة على التسامح مع الآخر وقبوله من خلال تلك العلاقة المشتبكة بين الابنة والأم التى يتعلمان خلال ليلة واحدة كيف يثق كل منهما فى الآخر.

■ دائماً من يتابع أعمال أمير رمسيس يعرف أنه حريص على التواصل بين أجيال مختلفة فى نفس العمل هل ذلك مقصود أم صدفة، مثل جيل إلهام شاهين وأمينة خليل وقبلهما جيل نور الشريف وميرفت أمين وشريف رمزى ودرة فى فيلم «بتوقيت القاهرة»؟ هل يفيدك ذلك فى العمل؟

- أظن أن العملين جاءا من قبيل الصدفة بحكم الأحداث.. لا أتعمد ذلك بدليل أننا نتحدث عن عملين من أصل ٦ أعمال فخانة إليك، وورقة شفرة مثلا كان الرهان فيهماً بالكامل على الشباب.. هناك إطار عمرى للشخصيات يفرض عليك اختيار الممثلين المناسبين.

■ نريد التحدث عن التعاون مع إلهام شاهين واختيارك لها؟ وسر اختيارك للفنان الفلسطينى كامل الباشا؟

- الحقيقة كنت أرغب فى العمل مع إلهام شاهين منذ زمن.. أقدر جدا اختياراتها كممثلة تنتصر دائما للسينما الفنية وعدم لهثها وراء السوشيال ميديا واختيار أدوار ترضى جمالها فقط فمن من ممثلات هذا الجيل كانت تجرؤ على أدوار بحساسية قضايا واحد صفر أو خلطة فوزية أو يوم للستات.. هى ممثلة جريئة محبة للسينما ووفية لها، أما عن كامل الباشا فاكتشفته مع فيلم قضية رقم ٢٣ وأحببته شخصيا فى مهرجان الجونة حين تعارفنا فى ٢٠١٨ ووجدت فيه الكثير من صفاء الشخصية وشجعنى كثيرا المنتج صفى الدين محمود الذى كان يرغب فى التعاون مع كامل وطرح الفكرة بجرأة وذلل الكثير من العقبات لكى يكون كامل معنا.

■ منذ أول أعمالك كمخرج فى ٢٠٠٦ فى فيلم «اَخر الدنيا» وحتى الاَن حصيلة الأفلام التى قدمتها عددها ليس كبيراً هل ذلك بسبب الظروف الإنتاجية؟ أم ما سبب قلة أعمالك؟

- صنعت ٦ أفلام روائية ومسلسلاً فى المغرب وفيلمان تسجيليان طويلان فى ١٥ عاماً واعتبر هذا إنتاجا غزيرا بحكم انشغالى كذلك بمهرجان الجونة لـ٥ سنوات من تلك الفترة، أيضا أظن أن نجاح فيلم «ورقة شفرة» كان معوقا كبيراً لى.. صنعت ٣ أفلام فى سنتين لكن بعد نجاح «ورقة شفرة» المدوى طاردنى المنتجين راغبين أن أكرر نفس نوع الكوميديا والتجربة فى حين أننى كنت أرغب فى التغيير، ولهذا قررت أخذ إجازة من الفيلم الروائى وصنع «عن يهود مصر».