سارة جمال تكتب : لياقتك الروحية

ركن القراء

بوابة الفجر



قال الحكيم الشاعر:
يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته ... أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها ... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

الإنسان نصفه جسد ونصفه الآخر روح، فجزء ظاهر وجزء خفي، الظاهر هو الجسد أما الخفي هي الروح ولكل منهما غذاؤه الخاص به، فغذاء الجسد: الأكل والمشرب وغيره. وبما أن الجسد هو الجزء الظاهر فالكل يبحث عن جمال وكمال هذا الجسد ليأخذ نصيبه كاملا من العناية والاهتمام وربما وصلنا لمرحله المبالغة في تدليل هذا الجسد حتى أصبح لا يكتفي بالقليل من العناية.

وفي الجانب الآخر أهملنا الجانب الروحي وهو الأجدر بالاهتمام والعناية. نحن كجبل الجليد 20 % ظاهر و80 % تحت البحر لا نراه مع أن حقيقة الإنسان ترتكز على المقومات المخفية فيه. الروح والمشاعر والعواطف، هي من تؤثر بشكل مباشر في نظام الجسد والعقل أيضاً، حتى علاقاتنا تحتاج إلى لياقة كاملة وتفصيلية. اللياقة الروحية تعني كل التفاصيل من مشاعر وأحاسيس وكيفية التعامل معها، لعلاقات صحية، ليس فقط مع الآخرين، ولكن حتى مع الجسد والعقل.

لياقتنا الروحية تحتاج منا إلى وقفة لترتيب الأولويات، بالتخطيط الصحيح، وبذلك تكون خطوتنا الأولى أن نعرف ما نريد، من مشاعرنا التي نشعر بها بداخلنا تجاه كل شيء، وبداية وأهمها تجاه أنفسنا، لأنها المفتاح الحقيقي لجميع الأبواب التالية، لتكون خطواتنا المتتالية بتلك الصفات التي ستساعد على لياقتنا الروحية، فهي كالجسدية تحتاج إلى تطبيق وتمرين واستمرارية.

لياقتك الروحية هي مركب نجاتك من أي تحد، فلو وضعنا نصب أعيينا تجميل هذه الروح فحتما سينعكس هذا على كل تفاصيل الحياة، وأي تجارب تمر بها، وكاللياقة الجسدية، بين الحين والآخر تحتاج إلى تغيير الطريقة والتطبيق حتى لا تشعر بالملل. الحياة مراحل مختلفة ومتنوعة، وفي كل مرحلة يكون التغيير مطلباً أساسياً، ربما يكون صعباً، لكن هو قرار واختيار.

فأبدأ من الداخل مستشعرا حديث النبي عليه أفصل الصلاة والسلام: (إن الله لا ينظر إلى وجوهكم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).