"من الإهمال ما قتل".. الفجر تروي القصة الكاملة لـ ضحية حمام السباحة بملوى..والد الضحية : محمد كان النور اللى بشوف بيه
أواجه موتك وحدي وأجمع كل ثيابك وحدي وأصرخ مثل المجانين وحدي وكل الوجوه أمامي نحاس وكل العيون أمامي حجر، فكيف أقاوم سيف الزمان؟ وسيفي انكسر.. بتلك الكلمات هَجَا "أشرف فرغل" نجله "محمد" ضحية حمام السباحة فى ملوي، بكلمات تسبقها دموع رجل أوجعه فرق نجله ومدى الإهمال الذي طاله من قبل مسئولى مركز ناصر ملوي، على حد قوله.
محمد أشرف فرغل، شاب يبلغ من العمر 15 عاما، طالبًا ثانوية حلم كثيرًا بإنهاء دراسته عقب مرحلة الثانوية العامة ليلتحق بكلية الهندسة التى دومًا تلاحقه فى خيالة،على الرغم بأنه كان محبًا للرسم والكتابة والتخطيط، ماتت كل تلك الاحلام بعدمًا تعرض لحادث أهمال واضح داخل حمام سباحة ناصر ملوي.. هذا ما قاله الرجل الأربعيني " أشرف فرغل " والد محمد، حينما ألقينا معه داخل منزله، رأويًا لنا ماذا حدث فى تلك الليلة التى أودت بحياة نجله الأكبر.
" كان النور اللي بشوف فى كل أحلامي اللى مقدرتش أحققها ".. بتلك العبارة أستكمل والد ضحية حمام السباحة حديثه مع " الفجر"، مضيفًا تلقيت إتصال من أحد أقاربي بأن نجلى محمد توفاه الله وهو الان فى مستشفى دار الشفاء الموجود بالقرب من حمام السباحة، فور وصولى الى المستشفى رأيته " ملفوف في ملاية" منظر أدعي ربي بأن يزيحه عن تفكير، ذاك المنظر الذي يراودني في كل وقت حتى أحلامي، وأثناء تواجدي بالمستشفى علمت بأنه توفي داخل حمام السباحة غرفًا أثناء التدريب.. عقب ذلك وصل فريق البحث وتوجهت الى قسم شرطة ملوى، لاستكمال التحقيقات.
ويتحدث "علاء فتحي محمد"، خال ضحية حمام السباحة، أن محمد إنسان جميل جدًا.. طيب الطبع.. مؤدب..يشهد الجميع على حسن خلقه، جاء من القاهرة لمضي وقت إجازته الصيفية هو وأسرته المكونة من شقيقتي ووالده وشقيقه الأصغر وأشقائه الفتيات "، مثل أي أسرة لها مرسي في الصعيد، وأثناء وجوده في ملوي، تحدث مع زوجة خالته طالبًا منه بأن يصطحبه الى حمام السباحة معه، أخذ زوج خالته موافقه أسرته وبدأ محمد يتدرب داخل حمام السباحة قضي محمد 6 أيام تدريب داخل الحمام واليوم السابع راح محمد نتيجة إهمال القائمين على حمام السباحة.. القانون لازم ياخد مجراه وتنهي حديثة معنا قائلا: تحس أن محمد جاي على قدره
أثناء حديثنا مع خال الضحية لم تتوقف الأم المكلومة والدة الضحية عن البكاء، متمته بكلمات " حسبنا الله ونعم الوكيل.. لله الامر من قبل ومن بعد.. عوضنا عليك يارب.. روحي ضاعت مني" على حد تعبيرها، هنا بدأت والدته الحديث مع "الفجر" شارحة ذات التفاصيل التى رواها والده، مضيفة بأن محمد كان دومًا يشارك في الأعمال الخيرية والخدمية في محافظة القاهرة بالمجان محبًا للجميع، شارحة مدى الحزن والأسى الذي طال أصدقائه فور سماعهم خبر وفاته، أصحابه كانوا هيموتوا عليه، على حد تعبيرها، لدرجة أنها تلقت أتصال عزاء من معلمة محمد فى الحضانة التى كانت تدرس له منذ الصغر.
وبدأت مراسلة "الفجر" تتجول داخل شقة محمد لترصد الملابس الأخيرة التى توفي بها محمد أثناء التدريب، الدولاب الخاص به والرسومات فنية الخاصة به، وأثناء تجولها أنهارت الأم باكية فى حضن زوجها متأثرة بوفاة نجلها وذكرياته التى لم تنساها مطلقا.. وأنهت والدتة حديثها معنا قائلة: كنوز الدنيا متكفيش حياة محمد، ولدينا كامل الثقة فى الله سبحانه وتعالى والنيابة فى بندر ملوي والقضاء العادل فى أن يأتي بكل من سولت له نفسه أهملوا فى حياة الأطفال حتى طال ذلك الفساد حياة محمد.