أزمات اقتصادية تعصف بلبنان.. ومحلل سياسي: نعيش في جحيم
على وقع الأزمات الاقتصادية الطاحنة في لبنان، خرجت منظمة اليونيسف للتصريح بأن 30 في المئة من الأطفال في لبنان ناموا في فراشهم الشهر الماضي ببطون خاوية، يأتي ذلك بالإضافة إلى مسيرة احتجاجات بسبب تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق فضلًا عن النقص الحاد في الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة ونقص الأدوية وألبان الأطفال وعدد من السلع الأساسية.
جملة أزمات
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة أدت إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى تراجع قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون الأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات وعدم توفر بعضها وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، وعدم توفر المواد الغذائية المدعومة.
ولا يعد الركود الاقتصادي الذي يسيطر على لبنان ليس سوى أزمة واحدة من جملة الأزمات التي تعصف في البلاد، التي تترنح تحت تأثير جائحة كوفيد-19 ونتائج التفجيرين الهائلين اللذين عصفا في مرفأ بيروت في أغسطس 2020، يُضاف الى ذلك عدم الاستقرار السياسي المستمر.
محلل سياسي: نعيش في جحيم
ويقول فادي عاكوم، المحلل السياسي اللبناني، إن سعر الدولار الأمريكي في لبنان وصل حاليًا وصل إلى 18 ألف ليرة، وهذا يحدث تضخمًا، وهناك معلومات شبه مؤكدة تقول إن البنك المركزي يقوم بطبع العملة اللبنانية وتنزيلها بالسوق، مضيفًا أن ذلك سيؤثر بشكل سلبي بالإضافة إلى حجم التضخم، وأن القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني أصبحت شبه معدومة، قائلًا: "هذا هو الانهيار الذي كان الجميع يتخوف منه".
"أغلب المحللين الاقتصاديين لا يتوقعون انتهاء الأزمة الحالية في لبنان خلال سنتين أو ثلاثة، بل يشيرون إلى الخمس والعشر سنوات، والأزمة الاقتصادية في لبنان تتزامن مع أزمة سياسية خانقة بسبب عدم تشكيل الحكومة التي تؤخر إيصال المساعدات".. يضيف عاكوم.
وعن الأوضاع الحالية في لبنان، يؤكد المحلل السياسي: "نعيش جحيم في لبنان الآن، وهذا نفق أسود لن نخرج منه إلا بحل سحري، وهناك إقبال شديد على الهجرة، خصوصًا من القطاعات الطبية والهندسية، وذلك يؤثر على الأمن الاجتماعي، ويولد احتقانًا ونفورًا بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين، ومن الممكن أن يتحول لصدامات عنيفة في كثير من المناطق، وقد نصل إلى مرحلة الانفجار وهذا ما حذر منه قائد الجيش منذ أيام".
هل يوجد مخرج؟
وبخصوص الحل الوحيد للفترة القادمة، أشار عاكوم إلى ضرورة إقامة حكومة عسكرية بقيادة قائد الجيش اللبناني، وقد يكون الوزراء مدنيين، ولكن القيادة ستكون تحت الجيش، لأنها القيادة الوحيدة التي تحظى بدعم داخلي وخارجي.
وطالب المحلل السياسي اللبناني، الحكومة المرتقبة وبالعمل على ضبط الأوضاع الداخلية وإجراء بعض الإصلاحات لجذب الاستثمارات من الخارج والمساعدات وإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابة المقبلة.
وعلّق عدد من الكتّاب آمالا للخروج من الأزمة الحالية عبر الانتخابات القادمة وقوى التغيير، وكذلك من خلال دور يلعبه المجتمع الدولي والجيش اللبناني.