"ثمرات 30 يونيو"... هيئة الآثار المستردة أصبحت "بعبع الغرب"
المراقب الجيد لآداء إدارة الآثار المستردة بوزارة السياحة والآثار، يجد تصاعدًا في هذا الأداء، وتناغمًا وانسجامًا مع بقية أجهزة الدولة المعنية، سواء المخابرات، أو النيابة العامة، أو الخارجية، أو الأمن العام، أو غيرها من الجهات التي يتقاطع عملها مع عمل الإدارة.
ويرجع هذا الآداء إلى قوة الدولة المصرية التي استعادت توازنها على الساحة العالمية بعد ثورة 30 يونيو بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أصبحت مصر قادرة على فرض إرادتها.
ما هي إدارة الآثار المستردة؟
وإدارة الآثار المستردة هي جهاز حساس للغاية، يعمل على استرداد الآثار المسروقة من مصر، وتتبعها ومعرفة من المستولي عليها، ثم رفع القضايا أو المطالبات لدى الدولة الموجودة فيها وإثبات أحقية مصر بالقطعة ومن ثم استردادها.
وعمل الإدارة أقرب ما يكون إلى طبيعة رجال المباحث أو المخابرات، فهم "رجال الظل" حيث أن أساس عملهم التتبع والتكتم الشديد لئلا يأخذ السارق حذره، ولا يستطيعون الإعلان عن خططهم إلا بعد نجاحهم في استرداد القطعة، حيث قد يأخذ السارق حذره ويغير خططه فنضطر للبدء من جديد، وكذا فإن عملها شاق للغاية حيث أنه خارج الحدود دائمًا، ويحتاج إلى دولة قوية، أجهزتها متناغمة، تعمل بتناسق مثالي لا مجال للخطأ فيه.
ويدل نجاح تلك الإدارة في آداء عملها، ليس فقط على نجاح وإجادة رجالها وتفوقهم، بل على نجاح الدولة كمنظومة وقيادة، حيث إنها لم تكن لتنجح في استرداد قطعة أثرية واحدة، دون تنسيق قوي ومتناغم مع جميع الجهات المعنية التي من شأنها التعامل مع مثيلاتها في الدول المختلفة لتيسير عمل الإدارة وتنسيقه، والتي تحولت إلى "بعبع" يثير هلع كل من تجرأ وسرق قطعة أثرية مصرية.
ويعتبر نجاح تلك الإدارة هو أحد ثمار ثورة الثلاثين من يونيو، فحالة الاستقرار التي تعيشها مصر، والتناغم والتناسق الذي تعمل به أجهزتها خلال السنوات السبع الماضية، كان أحد نتائجه المباشرة استرداد ما يزيد عن ألف قطعة و21 ألف عملة أثرية.
ونسرد عبر التقرير التالي الذي قام بجمعه وتحقيقه الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، والذي صنف الآثار المستردة منذ عام 2014 وحتى الآن كالتالي:
استرداد الآثار عام 2014م.. (59 قطعة من 5 دول)
استعرض ريحان انجازات عام 2014 في مجال الآثار المستردة حيث نجحت بالتعاون مع الخارجية المصرية في استعادة عدد من القطع المهربة ومنها:
استعادة (3) قطع من ألمانيا بناء على الحكم الصادر من المحكمة العليا (فريبورج) تمثل تمثال جماعى من البازلت ومقصورة صغيرة عليها اسم الأمير خع ام واست ومسلة حجرية صغيرة.
استعادة (27) قطعة من المانيا عاد بها د ممدوح الدماطى من المانيا واتضح أنها خرجت بطريقة غير شرعية،عبارة عن قطع أثرية صغيرة وكسر فخارية
استعادة (8) قطع من الدنمارك كانت مسروقة من منبر جامع جانم البهلوان،والتى تم سرقتها في 2008 يوليو 2014
استعادة قطعة من الكرتوناج الملون من مسروقات المخزن المتحفي بسقارة كانت مهربة إلى فرنسا يوليو 2014
استعادة قطعة من الحجر الرملى كانت مهربة إلى ألمانيا وهى مغطاة بطبقة من الجص عليها رسم يمثل شخصان من حاملى القرابين ملونة مسروقة المقبرة (TT63) (مقبرة سوبكحوتب) بالأقصر ترجع لعصر تحتمس الرابع.
عينة تم استردادها من ألمانيا والمعروفة باسم عينات هرم خوفو.
استعادة (15) قطعة من انجلترا عبارة عن: 6 قطع كانت لدى صالة كريستى –لندن، و3 قطع كانت لدى صالة بونهامز، وعدد (2) من الكرتوناج الملون تم سرقتها من المخزن المتحفي بسقارة، وقطعة زجاجية مسروقة من المخزن المتحفي بالقنطرة شرق خلال الأحداث التى أعقبت 25 يناير 2011 اكتوبر 2014
استعادة تمثال اوشابتى من جنوب افرقيا مصنوع من مادة الفيانس
الآثار المستردة عامي 2015 2016 (77 قطعة أثرية)
كما استعرض ريحان الآثار المستردة عامي 2015 و2016م، والتي تشمل استرداد غطائين لتابوتين من العصر المصري القديم على شكل آدمى ومصنوعين من الخشب والكارتوناج الملون وعليهما عدد من النقوش والزخارف الملونة من إسرائيل.
ومجموعة من الحشوات الخشبية بعد إيداعها في صالة مزادات بونهامز في مدينة لندن، وكان قد تم سرقتها من قبة الخلفاء العباسيين في جبانة السيدة نفيسة.
تمثال عاجي من برلين يعود إلى القرنين السابع أو الثامن الميلادي، وإناء حجري من برلين، إلى جانب لوحة الزيوت السبعة المقدسة من سويسرا، والتي تعود إلى عصر الدولة القديمة.
ومن سويسرا أيضا استردت مصر لوحة أثرية من الجرانيت الأسود تعود لعصر الأسرة الثلاثين.
7 قطع أثرية من أمريكا والإمارات وسويسرا عبارة عن مشكاتين كانتا مسروقتين من مخازن متحف الحضارة.
لوحة جنائزية للمدعو "سشن نفرتوم"مصنوعة من الحجر الجيرى.
استرداد تابوت من الخشب من العصر المتأخر.
تمثال مزدوج مصنوع من حجر الأستاتيت الأسود لرجل وسيدة تم استعادتهم من بروكسل.
استرداد 44 قطعة أثرية من فرنسا تنتمي إلى عصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة عبارة عن تمثال لامرأة من الحجر الجيرى يعود للعصر الرومانى بالإضافة إلى رؤوس مغازل، وأقراط، وصلبان، وقطع خشبية، وأيادى كانت تستخدم كالآلات موسيقية تعود جميعها للعصر القبطي، ولوحة حجرية تعود إلى عصر الملك "نختنبو الثاني"، وتمثال أوشابتى صغير الحجم من المكسيك.
تسلم 4 قطع أثرية كانت مهربة داخل الولايات المتحدة، وذلك في حفل كبير أقامته السفارة المصرية في واشنطن في 2 ديسمبر 2016 علما بأن القطع الأثرية هي آثار مصرية قديمة تضم تابوتين خشبيين، وكفنا من الكتان لمومياء مع القناع، بالإضافة إلى يد مومياء.
الآثار المستردة عام 2017م (586 قطعة)
وأشار ريحان إلى الآثار المستردة عام 2017 والتي شملت عودة لوحة حجرية تعود لعصر الملك نختنبو الثاني (الأسرة الثلاثين) كانت معروضة بإحدى صالات المزادات بباريس.
استرداد ثـمانية حشوات خشبية من لندن.
وتسلمت الوزارة 440 قطعة أثرية قام بردها سمو الشيخ سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بعد ضبطها في الإمارات العربية المتحدة والتحفظ عليها.
استرداد 8 قطع أثرية من فرنسا منها أجزاء توابيت وقطتين ورأس آدمية من البازلت>
كما قامت وزارة الداخلية بضبط عدد كبير من الآثار المصرية المسروقة في وقت سريع، يذكر منها على سبيل المثال:
استعادة المشكاوات التي سُرقت من جامع السلطان حسن بعد أقل من ثلاثة أسابيع من سرقتهم وعرضهم في إطار معرض "مصر مهد الديانات السماوية" في المتحف المصري.
إعادة الباب الخشبي لمقصورة السلطان الكامل والحشوات الخشبية التي سُرقت من قبة الإمام الشافعي بالقاهرة بعد أسبوعين من سرقتها.
الآثار المستردة عام 2018م، (222 قطعة و21660 مسكوكة)
وأضاف ريحان إلى أن إدارة الآثار المستردة من عام 2018 إلى 2020 استطاعت أن تسترد 222 قطعة أثرية و21 ألف عملة من 5 دول.
كما تسلمت السفارة المصرية في امستردام تمثال مصنوع من الحجر الجيري كان يُعرض في إحدى دور المزادت في هولندا، وذلك بعد أن نجحت وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية في إثبات ملكية مصر للقطعة الأثرية وخروجها بطريقة غير شرعية من منطقة آثار سقارة منذ تسعينات القرن الماضي
كما نجحت جهود وزارتي الآثار والخارجية المصرية في إثبات أحقية مصر في استعادة تابوت أثرى مُذهب كان اشتراه متحف المتروبوليتان بالولايات المتحدة الأمريكية من أحد تجار الآثار الذي كان حاملا لتصريح خروج للقطعة صادر من مصر ويرجع لعام 1971.
وشهد عام 2018 استرداد 9 قطع من فرنسا، تم استردادها من باريس، وهم 8 قطع عبارة عن 5 أجزاء من توابيت وتمثالين لقطتين ورأس آدمية من البازلت، بالإضافة إلى لوحة قناع فرعوني من الخشب المغطى بالجص رصد عرض بيعه بأحد صالات المزادات الفرنسية نهاية عام 2016م.
استرداد 14 قطعة من قبرص، عبارة عن مزهرية من "الألباستر" عليها اسم الملك "رمسيس الثاني" من الأسرة التاسعة عشر، ولقبيه النسوبيتي "وسر ماعت رع ستب إن رع "، و"السا رع"، و"رع مس سو مري أمون"، بالإضافة إلى 13 تميمة مختلفة الأشكال والأحجام ومادة الصنع من بينها تمائم على شكل بعض المعبودات مثل "سخمت ونيت وإيزيس"، وأخرى على شكل بعض الرموز المقدسة مثل "عمود الجد وعين الوجات"، وبعضها على شكل تماثيل "الأوشابتي"، بالإضافة إلى تمائم تأخذ أشكال مختلفة مثل أشكال سيدات، وأشكال الجعران.
استردت مصر 3 قطع من الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد هُربت خارج البلاد تلك القطع عبارة عن أجزاء من مومياء تتكون من رأس ويدين آدميتين تم سرقتها من منطقة وادي الملوك بمدينة الأقصر مهربة منذ 91 عامًا.
وسلمت الكويت في 8 أكتوبر 2018 غطاء تابوت خشبي ذي قيمة أثرية كبيرة بحضور ممثل وزارة الخارجية الكويتية حمد المطيرات وسفير مصر لدى الكويت طارق القوني
كما تسلمت مصر 195 قطعة أثرية وعدد 21660 قطعة عملة معدنية من إيطاليا والتي سبق وأن تم تهريبها إلى مدينة ساليرنو الإيطالية إلى مطار القاهرة، عبارة عن 195 قطعة أثرية صغيرة الحجم و21 ألفًا و660 قطعة عملة معدنية ترجع للحضارة المصرية وعدد 23 قطعة من مواقع مختلفة، ليصل إجمالي عدد القطع المستردة منذ يناير 2018 وحتى نهاية نوفمبر 2018، 222 قطعة أثرية و21 ألفا و660 عملة معدنية.
عام 2021م.. (117 قطعة)
وتابع الدكتور ريحان بأنه في 23 يونيو 2021 قام المستشار حمادة الصاوي النائب العام ووفد رفيع المستوى برفقته باسترداد 114 قطعة أثرية مصرية تم نهبها من الداخل وتهريبها إلى فرنسا، تمثال للملك أمنحتب الثالث منقوش علية باللغة المصرية القديمة "سيد عدالة رع"، تمثال "البا" أو تمثال الروح المصرية القديم مكتوب عليه باللغة الهيلوغرافي سيد عدالة رع، تمثال مصنوعة من الحجر الفينانس والذى تشتهر به المتاحف المصرية، تمثال من الكرتوناج وعليها نقوش، تمثال مصنوعة من الحجر الجيري، تمثال لرأس ملكة، تمثال للإله حورس، تمثال للإلهة باستت،-تمثال للإله أيبس، تمثال للإله بتاح سوكر، أواني وقطع من الفخار.
وأشار الدكتور ريحان إلى أنه في 24 يونيو 2021 أعلنت وزارة السياحة والأثار عن استرداد ثلاث قطع أثرية مصرية من بريطانيا خرجت بطريقة غير شرعية وهي عبارة عن تمثال مصنوع من الألباستر فاقد الرأس والقدمين يرجع إلى العصر اليوناني الروماني، والقطعة الثانية هي جزء من تابوت خشبي ربما يرجع إلى العصر المتأخر، أما القطعة الأخيرة فيرجح أنها جزء من تابوت.