"الصيف" .. هل يعتبر موسم استقطاب شباب الأرثوذكس؟

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

بحلول فترة الاجازة الصيفية تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية- ذات الأغلبية العددية في مصر والشرق الأوسط- في تحذير رعاياها، من الحملات التبشيرية التي يقوم بها بعض الكنائس الأخرى لاستقطاب عدد كبير من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية، ولاسيما الذين يعانون العوز والاحتياج.

 

تأخذ تلك التحذيرات شكل "ودي"، بين الكاهن ورعاياه، حيث قلما يجاهر أحد العمم السمراء بالتحذير من الكنائس الأخرى؛ للحفاظ على الإطار العام للتعامل بين الكنائس المصرية وبعضها البعض، والممثلة في علاقة الود المتبادلة بين رؤساء الكنائس الثلاث الأبرز في مصر وهم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا ابراهيم اسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، والدكتور القس أندرية زكي رئيس الكنيسة الإنجيلية في مصر.

 

لعل أبرز العمم السمراء التي هاجمت حملات الكنائس الأخرى بشكل مباشر، لاستقطاب أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كان الأنا موسى أسقف الشباب الأقباط الأرثوذكس، ووكيل معهد الرعاية والتربية، والتي شبه الإيقاع الذي تجري عليه الترانيم الإنجيلية بـ"الديسكو تايب"، وكذلك الأنبا رفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس، والذي قال إن الشباب الذي لا ينشأ على الصوم والزهد والسهر داخل الكنيسة لا يقوى على مواجهة الموت والاستشهاد، وكذلك القمص داوود لمعي، راعي كنيسة القديس مرقس الرسول، مؤسس الكنيسة المثرية، بمنطقة كليوبترا بمصر الجديدة- القاهرة، والذي اشتهر بالرد على اسئلة المشككين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والمنحازين للكنيسة الإنجيلية.

 

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تؤكد لرعاياها أن أوقات فترتي الصيف والاعياد، تعتبر أرض خصبة لرجال الكنائس الأخرى، لخطف الفقراء منهم والذين يعانون العوز والاحتياج، ولاسيما الكنسية البروتستانتية، والذين يعتبر أغلب شعبها من ابناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذين اجروا طقوس المعمودية والزيجة داخلها، نظرًا لعدم وجود مثل تلك الأسرار بالكنيسة البروتستانتية، كما طالبت الكنيسة رعاياها بالحذر اثناء استقبال رجال الكنائس الأخرى ولاسيما الكنيسة البروتستانتية.

 

الكنيسة الأرثوذكسية ورجالها يؤكدون أنها تقوم بنفس النشاطات، ولكن عدم وجود طقوس بالكنيسة الإنجيلية وضع رجالها في "فراغ أكبر من رجال الكنيسة الأرثوذكسية"، سمح لهم بزيارة أكبر عدد من المنازل التي تتبع الكنيسة الأرثوذكسي لجذبها اليهم، كما أوضحت أن المورد المادي الذي تتمتع به الكنيسة الإنجيلية أكبر من الذي تتمتع به الكنيسة الأرثوذكسية، ويُقسم على عدد أقل بكثير من رعايا الكنيسة الأرثوذكسية، فمثلًا الكنيسة الأرثوذكسية التي ترعى 50 الف شخص، بينما 10 الالاف شخص من الفقراء، يقابلها كنيسة إنجيلية ترعى 10 الالاف شخص بينهم 3 الاف شخص فقط من الفقراء، وهنا يحدث الفرق حيث أن المورد المادي المقسم على 50 الف يصاب الهزل والضعف امام الذي يقسم على 10 الالاف فقط.

 

تؤكد الكنيسة الأرثوذكسية، أن الكنيسة الإنجيلية تلعب على وتر الاحتياج الخاص برعاياها، حيث أنها توفر العون المادي للفقراء، والرحلات والأيام الترفيهية والهدايا الثمينة للشباب، مؤكدة أن الاقتراب لله وإن كان يقابل المادة فلا قيمة له، لان الاقتراب لله لايجب أن يبنى على اي شئ الا محبة الله فقط.

 

أوضحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الأصوام والطقوس والأسرار الكنسية والتي يرى البعض أنها "ثقيلة" هي السبب في أن الكنيسة مستمرة منذ 2000 عامًا، إلى الآن، وأكد القمص داوود لمعي، علانية أن البلدان الأوروبية والتي لا تعتنق الأرثوذكسية تعاني من اجتياح الإلحاد، مشيرًا إلى طقوس التناول والاعتراف والتوبة والأصوام الكثيرة والصلوات حمت أبناء الكنيسة شر الإنجراف إلى الإلحاد وغيره من أفات العصر الحديث.