علاقة البابا تواضروس برجاله السبعة في الكنيسة المصرية
اتخذ البابا تواضروس
الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من اللامركزية، نهجًافي تدبيره
لشؤون الكنيسة المصرية التي تولى رئاستها منذ 2012، حيث سعى لتقسيم المهام على أكبر
عدد من مطارنة وأساقفة المجمع المقدس للكنيسة.
البابا تواضروس
تتلمذ إداريًا على يد رجل الإدارة الأول في الكنيسة ومدرس علم التدبير الكنسي بالكليات
اللاهوتية والمعاهد الدينية، وهو الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن
الليبية الغربية، والذي تولى تدبير شؤون الكنيسة في الفترة الانتقالية، بعد رحيل بابا
الأقباط الأرثوذكس الراحل شنودة الثالث، والذي يعتبر أكبر رجال الكنيسة سنًا كونه باكورة
رسامات البابا الراحل، وبناء عليه فهو كان من القوى الأساسية في دائرة اتخاذ القرار
الكنسي في عهده، إلا أنه يعتبر في هدنه الفترة الحالية نظرًا لكبر سنه ومروره بوعكة
صحية مؤخرًا.
الأنبا رافائيل،
أسقف عام كنائس وسط القاهرة، يعتبر الرجل الثاني في الكنيسة بالنسبة للشؤون التشريعية
والدينية، لاسيما وأنه كان أحد المرشحين الثلاثة للكرسي الباباوي، وحصل على أعلى أصوات
أثناء مرحلة الانتخابات، وبناء عليه فإن البابا تواضروس ولاه مسؤولية سكرتارية المجمع
المقدس لفترة كبيرة مسبقا ، والذي كان يتولاها في عهد البابا الراحل، الأنبا بيشوي
مطران دمياط وكفر الشيخ، ورئيس دير القديسة دميانة للراهبات القبطيات الأرثوذكس، وقال
مصدر كنسي، لـ"الفجر"، إن البابا تواضروس الثاني، فكر جديًا في تكليف الأنبا
رافائيل، بتولي منصب "مطران القدس"، عقب رحيل الأنبا ابراهام مطران الكرسي
الأورشيلمي، إلا أن الأمر أسفر عن تدخل عاجل للأنبا موسى، وهو الأقرب للأنبا رافائيل،
ودائمًا يقول عنه أنه "ابنه" من الناحية الروحية، حيث زار الأنبا موسى البابا
تواضروس في مقره الباباوي بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بمنطقة العباسية بالقاهرة،
ملتمسًا منه الإبقاء على الأنبا رافائيل بالقاهرة، نظرًا لكبر سنه ودعم الأخير له في
تدبير شؤون خدمته لاسيما في وعكته الصحية الأخيرة، الأمر الذي دفع البابا لرسامة الأنبا
أنطونيوس، مطرانًا للقدس.
الأنبا موسى، وهو
رجل الكنيسة المحبوب، صاحب أكبر شعبية على مستوى الكنيسة، وهو أسقف الشباب، ووكيل معهد
الرعاية والتربية، وكان قد عاون البابا الحالي، الأنبا موسى في تدبير شؤون أسقفية الشباب،
في فترة أسقفية الأول، حيث تولى لجنة الطفولة في الأسقفية، بينما أكد مصدر كنسي لـ"الفجر"،
أن قرار البابا تواضروس بتكليف الأنبا بافلي برعاية "شباب الإسكندرية"، دون
مشاورة الأنبا موسى في الأمر، تسبب في وعكة صحية للأخير، لاسيما وأنه أول من تولى رعاية
"الشباب" في مصر، حيث أصبح أسقفًا على الأسر الجامغية، مؤكدًا أن الأمر لم
يود طويلًا، حيث سافر الأنبا موسى للعلاج بالخارج، وعاد مجددًا وعادت العلاقة بين البطريرك
والأسقف مجددًا لطبيعتها، لاسيما بعد ان اطمأن البطريرك عليه أثناء فترة علاجه، مؤكدًا
أن شعبية الانبا موسى تتزايد يوميًا، نظرًا لانخراطه الدائم بالشباب والشعب.
الأنبا دانيال،
أسقف المعادي، رجل الكنيسة القوي في الفترة الحالية، نظرًا لتوليه مسبقا أقوى وأهم
ملف شائك في الكنيسة وهو ملف الأحوال الشخصية والمجلس الإكليريكي، المنوط به البت في
قضايا الانفصال ومنح تصاريح الزواج الثاني، وذلك بعد أن انفرد الأنبا بولا، أسقف طنطا،
بذلك الملف لمدة ربع قرن، خلال فترة رئاسة البابا الراحل شنودة الثالث للكنيسة، حيث
قسم البابا تواضروس مسؤولية ذلك الملف إلى 6 مجالس اكليريكية بدلًا من واحد، ليحمل
مسؤليتها 6 أساقفة بدلًا من الأنبا بولا بمفرده، نال منها نصيب الأسد "الأنبا
دانيال"، الذي حمل مسؤولية أقباط القاهرة، بينما يتولى الان منصب الرجل
الثاني في الكنيسة وهو منصب سكرتير المجمع المقدس.
الأنبا بولا، أسقف
طنطا، عهد اليه البابا تواضروس الثاني، بتولي مسؤولية الملف السياسي بالكنيسة، نظرًا
لخبرته وشبكة علاقاته الواسعة، حيث يتولى مهمة فرز الشخصيات المقرر دعمها في مراحل
الانتخابات، أو تقديمها في حالة وجود "كوتة"، ويعتبر الأنبا بولا رجل مواسم
حيث يظل في هدوء تام لا يسمع أحد عنه، إلا في أوقات معينة، حيث ارتبط اسمه بملف الأحوال
الشخصية، وكذلك بأوقات الانتخابات سواء كانت كنسية او غير ذلك، كما عهد اليه الباباوين
الراحل والحالي، تمثيل الكنيسة في لجنتي العشرة والخمسين لوضع الدستور المصري.
الأنبا ارميا،
الأسقف العام، وهو من أقدم رجال الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، نظرًا لتوليه لفترة
طويلة مهمة سكرتير البابا الراحل شنودة الثالث، بصحبة الأنبا يؤانس الذي كان متوليًا
مهمة أسقفية الخدمات الاجتماعية، إلى أن عهد اليه البابا الحالي مهمة تدبير شؤون كنيسة
أسيوط، خلفًا للراحل الأنبا ميخائيل شيخ مطارنة مصر، بينما ظل الأنبا ارميا رئيسًا
للمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وقناة مارمرقس والتي تعتبر أهم وأقوى قناة قبطية
على الإطلاق، كونها القناة الناطقة باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية.
الأنبا بيمن، أسقف
نقادة وقوص، وهو أحد رجال الكنيسة الذين يصفهم الأقباط بـ"الحكمة والوداعة"
في آن واحد، وبناء عليه ولاه البابا تواضروس الثاني، لجنة "الأزمات" في الكنيسة
والتي تولت عدة قضايا هامة جدًا، ابرزها قضية "سد النهضة"، حيث سعت الكنيسة
في أكثر من موقف للتدخل نظرًا للعلاقة الشقيقة التي تربط الكنيسة القبطية بالحبشية.
الأنبا مكاريوس،
أسقف كنائس المنيا، والذي نال نصيب الأسد من الاعتداءات التي طالت الكنائس، عقب فض
اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بالعاصمة المصرية القاهرة، وتولى الأنبا مكاريوس رئاسة
تحرير مجلة الكرازة، خلفًا للبابا شنودة الثالث، وهي لمجلة الناطقة باسم الكنيسة القبطية،
كما اشتهر الأنبا مكاريوس بأنه خليفة البابا الراحل في مجال الادب، حيث له عدد من المؤلفات
الأدبية والقصصية والتي يقبل عليها الشباب مثل "أجراء وأبناء"، و"عين
الماء"، وغيرهم من الكتب التي لا يكتب عليهم اسمه الا انه اشتهر باسم "راهب
من دير البراموس".