د.حماد عبدالله يكتب: الانفعال " ورد " الفعل !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



حياتنا للأسف الشديد أصبحت " رد فعل " لأفعال الآخرين أو للأحداث الجارية فى حياتنا اليومية – وهذه ليست ظاهرة زمنية فى عصرنا الحالي – فنحن تعودنا على ألا نفعل شيئاً إلا برد للفعل نفسه حسبما قالت النظرية الهندسية " لكل فعل رد فعل موازى له فى عكس الاتجاه " – ولعل الأحداث تذكرنا بأننا لم ننشىء سور للنيل وسط القاهرة – إلاحينما سقط "تروللى باص" رقم 44 "الجيزة – العتبة " فى نيل العجوزة حوالى عام 1964 – حيث كان يجرى بالقاهرة – ( تروللى باص ) بسنجة أعلاه – يتحرك بالكهرباء إستبدلته الإدارة فى مصر المحروسة بعد أن أخرجت( الترام) للمعاش – وجاء بفكرة "التروللى باص" من دول أوروبا الشرقية التى كانت حبيبة القلب وبهجة الفؤاد فى العصر الإشتراكى – وأثناء سير أحد هذه المركبات والتى كان يقودها سائقى الترام بعد دورة تدريبية لمدة شهر -فقد أحد السائقين التحكم فى عجلة القيادة ونزل إلى نهر النيل بالعجوزة وهو يحمل طلاب جامعة القاهرة مع زملائهم من المصريين المستخدمين لهذا الخط (44- العتبة جيزة ) – وهنا فكرنا فى إنشاء سور الكورنيش وبدأ تعميمه !! رد فعل – لمصيبة إنسانية – رغم أن السور على كورنيش النيل ليس بإختراع فقد سبقتنا اليه جميع دول العالم التى حاباها الله بالأنهار أو البحيرات أو البحور على شواطىء المدن أو 

حتى القرى – وعلى فكرة مازالت بعض مجارى النهر دون أسوار حتى اليوم فلدينا أهم منطقة للمرور – هى منطقة المنصورية – و المريوطية – لا يوجد أسوار حول هذه ( الترع ) وهى طرق تجرى فيها السيارات ما بين الطريق الدائرى المقطوع عند أهرامات الجيزة – و الطريق الصحراوى – مروراً بشارع الهرم – وما زالت السيارات تسقط فى هذه ( الترع ) لكن محافظ الجيزة– إنتهى عمره الافتراضى فى إدارة شئون محافظة الجيزة ولكن هكذا الحال – تسقط المدد اللازمة للعمر – حسب نوع المنتج – ونحن أمام منتج بشرى نادر – و بالتالى – فإن العيوب التى أمام عيونهم – وتسبب قتل للمصريين – غير مرئية – لأن "عمى الألوان" شيىء أصبح موروث فى الادارة – نتيجة عيب فى "جينات" الإدارة المصرية – التى مرضت ( بفيروس ) "العفن" – لطول مدة البقاء فى المنصب الإدارى – وهكذا فإن هذه المجارى المائية التى يمر عليها كل من يأخذ حظه بإستخدامه الطريق الدائرى الى الإسكندرية – من سائحين و أجانب و مصريين – فى أنه يمكن سقوطه فى الترعة – حيث تستحم الحيوانات الأليفة ( بقر و أحصنة و حمير و جاموس ) ومعهم الكلاب – طبعاً – و أصحابهم هم أصحاب الحق الطبيعى فى استخدام الطريق و الترعة – أما بقية المستخدمين فهم ( غزاه ) يجب إيجاد طريق أخر لهم ...!! أو فليذهبوا إلى (بطن الترعة) غرقاً... وكمداً !!

            أ[email protected]