القاهرة الخديوية مشروع لصفحة من التاريخ.. الإسكان: عهد جديد داخل العاصمة.. وصندوق مصر شريك التطوير

الاقتصاد

بوابة الفجر


تولي وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اهتمامًا كبيرًا لإعادة رونق القاهرة الخديوية الحضاري، وتمكينها من ممارسة دورها التاريخي والثقافي والسياحي والأثري، وتحسين مستوى جودة الحياة للمواطنين، وإتاحة مناطق حضارية حضارية تتيح للمواطنين التنزه وممارسة الأنشطة المختلفة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتتمتع منطقة القاهرة الخديوية بقيمة حضارية كبيرة، وموقع متميز وسط القاهرة، حيث تتضمن عملية تطوير القاهرة الخديوية 5 محاور هي؛ تطوير العمارات والواجهات الخاصة بها، إعادة توزيع وتغيير الاستعمالات الموجودة وسط البلد، المرور، تطوير الشكل الحضاري وتنسيق الشوارع والميادين والحدائق، وخامسًا تطوير الإدارة.

تفاصيل مشروع تطوير القاهرة الخديوية

وكشف الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشؤون الفنية، تفاصيل تطوير عملية القاهرة الخديوية، موضحًا أن القاهرة الخديوية هي واحدة من مشروعات تطوير القاهرة الكبرى، حيث تم تطوير القاهرة الكبرى على عدة محاور هي؛ محاور الطرق، والمناطق غير الآمنة "العشوائية"، ومحور تطوير الأمان ذات القيمة، والقاهرة الخديوية جزء من هذا المحور، حيث يتم تطوير المناطق ذات القيمة العالية أو الحضارية.

وأضاف مساعد وزير الإسكان، خلال تصريحات خاصة، أن نقل الوزارات خارج القاهرة في العاصمة الإدارية سيعطي فرصة لتطوير وسط القاهرة، لافتًا إلى أن وسط القاهرة عانى كثيرًا من عدة مشكلات خلال الفترات الماضية، مؤكدًا أنه يجب حل مشكلات وسط القاهرة بالتوازي مع بعضها البعض، لافتًا إلى أنه تم تطوير "ميدان التحرير" كمرحلة أولى، والمرحلة الحالية تشمل الميادين الأخرى منها؛ ميدان طلعت حرب، وشارع قصر النيل، وميدان الأوبرا، موضحًا أن هذه هي المرحلة الجاري العمل فيها، وأنه سيتم الانتهاء من هذه المرحلة مع نهاية العام الحالي 2021، وبعدها سيبدأون في المرحلة التالية.

مخطط تطوير القاهرة الخديوية

وذكر "إبراهيم"، أن مشروع تطوير القاهرة الخديوية هو مشروع دولة وليس وزارة الإسكان فقط، موضحًا أن وزارة الإسكان هي أحد الأطراف المشاركة في العمل، ولكن هناك جهات أخرى رئيسية مثل المحافظة، وجهاز التنسيق الحضاري، وجهات أخرى، لافتًا إلى أن وسط القاهرة يوجد بها بعض الشركات التي تمتلك بعض العقارات، وهذا يخص إدارة القاهرة الخديوية.

وقال إن هناك مخطط للقاهرة الخديوية ومكوناته هي؛ الحركة "أي حل مشكلة الحركة في القاهرة"، الاستعمالات بداخل القاهرة الخديوية "أي نقل الأنشطة التي لا تتناسب مع قيمة القاهرة الخديوية في مكان آخر"، وحلول مرورية، وحلول للأنشطة الموجودة، مؤكدًا أن سيكون هناك تشريعات خاصة للمحافظة على المكان، منوهًا بأن هذه المشروعات تستهدف عائد اجتماعي وليس عائد اقتصادي.

تطوير الممشى والكورنيش

وأوضح مساعد وزير الإسكان، أن مثلث ماسبيرو ومربع الوزارات امتداد للقاهرة الخديوية، وتعتبر جزء من النطاق الأكبر لوسط القاهرة، وبعد تطوير منطقة مثلث ماسبيرو ومربع الوزارات سيكون وسط القاهرة جديدًا، ويستوعب نشاطات جديدة، وبالتالي تعود القاهرة الخديوية لعهدها الجديد.

كما كشف عن أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير "الممشى والكورنيش"، موضحًا أن المرحلة الأولى كانت تستهدف 1.8 كيلو متر، وخلال أسابيع قليلة سيتم تشغيلها، مضيفًا أن المرحلة الثانية مقسمة إلى شمال المرحلة الأولى وجنوبها حتى وسط القاهرة، وستنتهي المرحلة الثانية في العام الجاري أيضًا.

دور صندوق مصر السيادي في تطوير القاهرة الخديوية

بينما قال أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، إن صندوق مصر السيادي أحد شركاء تطوير القاهرة الخديوية، حيث أنهم يقومون ببحث الشكل الذي سيكون عليه القاهرة بعد نقل الوزارات إلى العاصمة الجديدة.

وأشار "سليمان"، خلال تصريحات خاصة، إلى أن تطوير منطقة القاهرة الخديوية يستهدف إعادتها إلى رونقها، مؤكدًا أن التطوير مبني على أساس دراسة وخطة شاملة، مشددًا على أن القاهرة هي القلب النابض للعاصمة ولمصر بالكامل، وأن تطوير القاهرة الخديوية يتضمن استغلالًا لمنطقة في النشاط السياحي.

القاهرة الخديوية تضاهي المدن العالمية

في حين ثمّن الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث، توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي الخاص بتكثيف جهود تطوير القاهرة التاريخية، مؤكدًا أنه توجيه مستحق، ومطلوب في هذا التوقيت لتضاهي مدن العالم، موضحًا أن القاهرة الخديوية أو التاريخية هى التي تتركز فيها الحركة التجارية الآن بحكم أن شوارعها واسعة ومرتبطة ببعضها وتؤدي إلى ميدان التحرير.

وشدد "الشربيني"، خلال تصريحاته، على أن القاهرة مدينة من أهم المدن والعواصم العالمية، كما أنها معروفة تاريخيًا، حيث شهدت نقلة نوعية منذ القرن الـ 19، موضحًا أنه تم توسعتها، إلى جانب إنشاء عدد من القصور.

ومن الجدير بالذكر أن القاهرة الخديوية، هي منطقة قلب القاهرة في فترة الخديوي إسماعيل، حيث تبدأ من كوبري قصر النيل، حتى منطقة العتبة، بما حوته من دار للأوبرا والتي احترقت في عام 1971، ميدان التحرير، مبنى للبريد، ومقر لهيئة المطافئ، إلى جانب ما تفرع منها من شوارع وطرق.