دكتور خالد صلاح يكتب: متقدرش ......

مقالات الرأي

بوابة الفجر


متقدرش ليس آفيه الفنان الكوميدي حسن عبدالسلام في مسرحية الهمجي للفنان العظيم محمد صبحي؛ حتى أصبحت هذه المقولة آفيه لكل موقف يكون فيه الصراع بين القوي الصامت الواثق من نفسه والضعيف الذي لا يملك إلا الكلام الكثير تعبيرًا عن ضعفه وضعف موقفه.
وكلمة متقدرش مصدرها لغة قَدَرَ عليه فهو قدارة أي تمكن منه.
وبعيدًا عن القدرة والمقدرة واستعمالاتها في اللغة والافلام والمسرحيات.
إنما كلمة متقدرش هنا المقصود منها  تعبيرًا  للمسرحية الهزلية الواقعية التي تمارسها السلطات الأثيوبية في موضوع سد النهضة وتعنتهم الشديد تجاه كل الحلول المطروحة من الجانب المصري والسوداني وصيحات جنرالتهم وساساتهم باستعراض القوة الكلامية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.وانهم جاهزون للخيارات العسكرية من الجانب المصري والسوداني وكأننا أمام مشاجرة في أحدى الحارات بين الضعيف المستفز  والقوي الصبور الصامت الواثق من نفسه والذي يعلم جيدًا متى ينهي الموقف مع الفنان حسن عبدالسلام بطل مقولة متقدرش........... عفوا.... مع هذا الضعيف الذي لا يملك إلا الكلام والصياح
  وموضوع ملف سد النهضة وتعنت الجانب الاثيوبي ليس  وليد أحداث هذه الايام وإنما وليد سنوات عشر مارس فيها الجانب الاثيوبي كل وسائل  المكر والدهاء والخبث السياسي في ملف سد النهضة ؛ فهم لم يتفاوضوا طيلة السنوات العشر من أجل الحل وانما كانت الغاية من مفاوضاتهم من أجل المفاوضات لتضييع الوقت وكسبه لاتمام مخطاطاتهم الخبيثة في فرض سياسة الأمر الواقع على مصر والسودان والرضا في آخر المطاف بما يمليه الجانب الأثيوبي من شروط مجحفة لا تراعي أدني حق من حقوق الانسانية ولا الدبلوماسية حتى بين أعداء الحروب.
وأكثر ما لفت انتباه كل المهتمين بملف سد النهضة في مشارق الأرض ومغاربها تلك العجرفة الأثيوبية والتي لا تبالي بحقوق الغير في الحياة وخاصة مصر أو السودان ولا مهتمين بعواقب فشل المفاوضات وأثر ذلك على الأمن والسلم الأقليمي والدولي.
وربما كثرت التساؤلات في الشارع المصري قبل الشارع السوداني ماذا بعد فشل المفاوضات مع الجانب الأثيوبي وما الخيارات المتاحة لدينا كمصريين أو سودانيين أو عرب؟
وما الحلول البديلة المتاحة والاوراق التي نعتمد عليها محليا واقليميا ودولياً؟
ولكن الذي يطمئنا جميعا؛ هو ثقتنا في قادتنا وادارتهم لملف سد النهضة وأن القادة الذين جعلوا الجانب التركي يغير من موقفه من الادارة المصرية في الآونة الاخيرة وجعل الجانب التركي يأتي إلى مصر ليبدأ مفاوضات صفحة جديدة مع المصريين وتبادل الاراء والمقترحات الأمنية والدبلوماسية قادرًا على ايجاد حلول لملف سد النهضة بالرغم من تعنت وخبث نوايا الجانب الاثيوبي, وأن المصريين يملكون أوراق قوية ستنتهي في نهاية المطاف بحلول مرضية لكل مصري حتى لو كان الملئ الثاني لسد النهضة الاسبوع القادم.
وسنجلس يوما لنتذكر موقف الجانب الاثيوبي ونحن نشاهد مسرحية الهمجي
ومقولة  الفنان حسن عبدالسلام وعبارته المشهورة متقدرش