وراء كل رجل «ملعون» زوجة مخدوعة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الإسكان الاجتماعى يكشف طلاق سعاد غيابيا منذ عام  

الكلية طالبت ابن «عبير» بقيد عائلى فاكتشفت أنها مطلقة

الاغتصاب الزوجى لا يقتصر فقط على مواقعة الزوجة دون رضاها، بل إن الزوجة قد تكون حياتها كلها دون إطار شرعى أو زواج وبدون أن تعلم، فتقودها الصدفة إلى اكتشاف حقيقة صادمة وهى أنها تعيش مع شخص غريب ومحرم عليها حياة الأزواج دون أن تدرى، فهى زوجة أمام الجميع ولكن على الورق مطلقة وتكون آخر من يعلم.

من بين الوقائع التى أثارت دهشة وجدلاً واسعاً مؤخراً الزوجة التى قادتها المصادفة إلى اكتشاف أنها تعيش مع زوجها خمس سنوات رغم كونها مطلقة على الورق فذهاب السيدة لاستخراج بطاقة رقم قومى قادها لاكتشاف أنها مطلقة منذ فترة كبيرة دون علمها وخلال هذه المدة أسفرت عن حمل لم يقدر له الله أن يكتمل وانتهى بالإجهاض.

الوقائع صادمة ولكنها متكررة فلم تكن سيدة المنصورة الأولى من نوعها التى تتعرض لهذا النوع من الخداع غير المبرر، حيث إن «سعاد» قادتها الصدفة أيضا خلال تقديم الأوراق المطلوبة لحجز شقة بالإسكان الاجتماعى والتى كان من بينها استخراج شهادة قيد عائلى، لتكتشف أنها مطلقة غيابيا منذ عام وهى لا تدرى وتعيش حياة طبيعية مع زوجها، لتشعر بعدها بصدمة كبيرة لم تنته عند حد طلاقها دون أن تعلم بل إن زوجها متزوج بالخارج من أجنبية، وبعد مواجهة الزوجة لزوجها اكتشفت أنه قام بردها مرة أخرى دون أن يسجل ذلك فى مصلحة الأحوال المدنية خوفاً من علمها بزواجه من أخرى وتعرضه للمساءلة القانونية طبقاً للقوانين المعمول بها فى هذا البلد، والغريب أن المأذون تواطأ مع الزوج لإخفاء هذه الحقيقة بعدم تسجيله لرد الزوجة مرة أخرى، فالزوجة فى هذه الحالة قد طلقت وتم ردها مرة أخرى وهى لا تعلم أى شىء عن هذا سوى عن طريق الصدفة.

وعند مواجهة الزوج برر ذلك برغبته فى الحصول على الجنسية من أجل العمل بالخارج ليستطيع تربية الأولاد وخلق لهم مستوى معيشى أفضل، وللأسف لم تتمكن الزوجة من سجن الزوج لاتهامه بالجمع بين زوجتين ومخالفة قانون البلد الذى يعيش فيه لأنه خلال هذه الفترة كان متواجدا بالقاهرة أثناء مقاضاة زوجته له.

الوقائع من هذا النوع متكررة ومؤسفة لأنها تجعل المرأة تشعر بأنها بلا قيمة، فهى لا تملك مصيرها فتطلق وترد دون حتى أن تمتلك حق معرفة ذلك، وهو ما حدث مع «منى» التى أصيبت بسرطان الثدى بعد ولادة طفلها الأول وكانت تتوقع أن يقوم زوجها بتطليقها ويتخلى عنها، إلا أنه لم يفعل ذلك، فظنت أنه ملاك وأنه رجل حقيقى وزوج يحتذى به، إلا أنها فوجئت بطلاقها غيابياً وزواجه بأخرى فى إيطاليا وتركها على عصمته أمام الناس ليظهر بمظهر الزوج المخلص، ولكنه كان يعيش حياته بشكل طبيعى فى الخارج مع زوجته الإيطالية لتعرف الزوجة الحقيقة بالصدفة البحتة، وعند مواجهة الزوج تعلل بمرضها وأنه من حقه الشرعى الزواج، بل أنه كرم منه بقاءها على عصمته أمام الناس، لتقاضيه الزوجة بعد ذلك إلا أنها لم تستطع أن تحصل على شىء من حقوقها فى ظل وقوف القانون والشرع فى صف الزوج.

هروب الزوج من سداد حقوق الزوجة فى ظل رغبته بالانفصال عنها تدفع الكثير منهم إلى تطليق الزوجة دون علمها وبالتالى لا يكون لها أى حقوق، لأنها لا تعلم من الأساس أنها مطلقة  فتكون زوجة بلا أى حقوق وتظل سنوات مخدوعة حتى يسوق القدر لها حقيقة طلاقها أو قد لا تدرك هذه الحقيقة على الإطلاق وهو ما تعرضت له «عبير» فخلافها المستمر مع زوجها دائماً ما كان ينتهى بالصلح وتحولت هذه الخلافات إلى جزء من حياتهم الزوجية، إلا أنها استيقظت فى إحدى الليالى على كابوس عندما علم نجلها خلال تقديمه بإحدى الكليات التى تطلب صورة من شهادة القيد العائلى بأن والدته مطلقة منذ ثلاث سنوات وأن ما منع الزوج من طلاقها واستمراره معها وهى مطلقة خوفه من استرداد الزوجة للممتلكات الخاصة بها والتى يديرها الزوج، بالإضافة إلى خوفه من قائمة المنقولات التى تتعدى نصف مليون جنيه وخوفه من نظرة المجتمع لأولاده حال الطلاق.

الغريب فى هذه القصص كان ما حدث مع «هدى» وهو الأمر الذى عكس ما تتعرض له المرأة من تنكيل باسم الشرع، فهدى تقطن فى إحدى المدن الريفية وزوجها يعمل بالقاهرة ويسافر فى غالبية الوقت ويقوم بزيارتها من آن لآخر كل شهر وخلال تجديدها لبطاقة الرقم تالقومى اكتشفت أنها مطلقة منذ عامين، والأغرب أنها كانت حاملًا ولا تعرف ما هو مصير هذا الطفل، وكيف عاشت عامين فى «الحرام» -على حد تعبيرها - فقامت فوراً بالذهاب إلى أحد الشيوخ بالقرية لتسأله عن كيفية التصرف فى هذا الوضع خاصة أنها حامل لتكون الصدمة أن ما حدث ليس حرام شرعا وأن أصل الزواج الإعلان والإشهار وأن ما دام الجميع يعلم أنها زوجته فلا إثم عليها.