عالم ومؤرخ: مقال ساسة بوست عن "استمناء ملوك مصر القديمة وعبيد العسل" وهم وتزييف للحقائق

أخبار مصر

بوابة الفجر


تنتشر بين الحين والآخر بعض المقالات التي تتعرض لمشاهد من التاريخ المصري القديم، ومن هذه المقالات ما يكون مفبرك أو معتمد عن ما ورد في الدراما أو بعض المراجع غير المتخصصة لاستقاء معلوماته.

وفي مقال منشور منذ عام 2018 على إحدى المنصات الإلكترونية وتدعى "ساسة بوست"، وردت عدد من المعلومات عن التاريخ المصري القديم، انتقدها علماء ومهتمين ووصفوها بالتدليس والتزييف.

ملك الذباب
والمقال جاء تحت عنوان "5 مواقف جنونية" لملوك قدماء المصريين، وبدأ بسرد أول موقف عن الملك ببي الثاني، ووصفه بأنه محارب الذباب الأول، حيث كان يدهن العبيد بالعسل كي يتجمع الذباب حولهم فيستطيع هو أن يأكل في هدوء.

وتعجب بسام الشماع المؤرخ المعروف من تلك المعلومة وقال أين وردت وعلى أي جدارية أو بردية جاءت هذه الحكاية.

وأوضح أن المقال أخطأ في اسم الملك حيث أطلق عليه "بي باي" في حين أن اسمه ببي، ثم جاء بقصة لا أصل لها من الصحة.

ومن ناحيته قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف مكتبة الإسكندرية الأثري، إن ما ورد في المقال عن الملك ببي الثاني هو محض تزوير، حيث لم يرد عن أي ملك مصري أن استخدم العبيد في مثل هذا الغرض.

وأوضح عبد البصير أن هذا كان يحدث في العراق القديم وليس مصر مع بعض الأعداء كعقوبات حيث يتم دهانهم عسلًا ووضعهم في مركب فيتجمع حولهم النحل، وهذا عقاب ونوع من الردع للأعداء، ولكن في العراق القديمة وليس مصر.

استمناء الملك أمام المصريين
وأوردت المقالة قصة أخرى عجيبة عن أن الملك كان يقف في وسط النيل ويقوم بعملية الاستمناء وسط تهليل الجماهير وذلك تقليدًا لفعل الإله آتون، الذي كان وحيدًا وبدأ الخلق بهذه الطريقة.

وحول هذه النقطة قال الدكتور حسين عبد البصير إن هذه الخزعبلات حول التاريخ المصري القديم يجب أن فالأسطورة المصرية القديم تتحدث عن الإله آتوم وليس آتون أنه بدأ الخلق في هذه الحياة عن طريق حيواناته المنوية، ولكن لم يقم ملك مصري قديم بالوقوف أمام الناس وممارسة الاستمناء، فهذا ضرب من الخزعبلات.

فيما شدد بسام الشماع المؤرخ المعروف أن هناك خلط واضح لدى كاتب المقال بين آتون وآتوم، ولا ندري أي مرجع أو مصدر قال مثل هذه الحكاية التي هي إهانة للحضارة المصرية القديمة.

سجادة كليوباترا
ثم استرسل المقال قائلًا عن الملكة كليوباترا، "أطلق عليها في ما بعد بسبب تلك الواقعة «ملكة السجادة»، عُرف عنها استغلالها الدائم لجمالها المميز وسنها الصغير بين حكام البلاد الآخرين من الرجال. السبب وراء تسمية الملكة المصرية كليوباترا بـ«ملكة السجادة» يعود إلى موقف جنوني وغريب فعلته مع يوليوس قيصر حينما أرادت معاونته العسكرية"

وعلق بسام الشماع قائلًا يبدو أن كاتب المقال متأثر بفيلم كليوباترا لإليزابيث تايلور، فكليوباترا لم تكن جميلة، وهذا ما أثبتته عملاتها المكتشفة، كما أنها لم تلتف بسجادة، بل بملائة قماشية.

وأضاف الشماع، يبدو أن كاتب المقال اتخذ من فيلم كليوباترا مرجعًا، وشدد على أن الدراما التاريخية لا تصلح نهائيًا كمرجع تاريخي.

خنجر الملك توت عنخ آمون
وأورد المقال قصة عن خنجر الملك تون عنخ آمون وأنه من معدن فضائي.

وقال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف مكتبة الإسكندرية الأثري، إن هذه المعلومة قد تكون صحيحة، لأن المصري القديم عرف المعادن، والمعدن استخدم في عهد أختاتون على نطاق ضيق، والمعدن المستخدم في صناعة الخنجر جاء من نيزك سقط على الأرض، ولم يسافر أحد للفضاء كي يأتي به.

فيما قال بسام الشماع المؤرخ المعروف، إن عدة دراسات قد أجريت على هذا الخنجر والتي أثبتت أنه مصنوع من نيزك فضائي، سقط على الأرض.

باسبور رمسيس الثاني
وأورد المقال معلومة عن أن مومياء الملك رمسيس الثاني قد تم عمل باسبور سفر لها أثناء سفرها فرنسا للترميم.

ونفى الشماع هذه المعلومة، وقال إن الباسبور المزعوم ليس له وجود، وببساطة، الباسبور المنشور في المقال من الجوازات المميكنة، في حين أن جوازات السفر حتى عام 2012 كانت يدوية، والمفترض أن جواز سفر مومياء رمسيس الثاني صدر في السبعينيات، وهذا الوقت لم تكن الجوازات المميكنة قد ظهرت بعد.

فيما أكد الدكتور حسين عبد البصير أن رواية جواز سفر الملك رمسيس غير مؤكدة ولم نر مثل هذا الباسبور في أي مكان ولو كان موجودًا لتم عرضة بقاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة المصرية.