تأثير الأشقاء والشقيقات في حياة الشخص من طوله الى بدانته وعمره

الفجر الطبي

تأثير الأشقاء والشقيقات
تأثير الأشقاء والشقيقات في حياة الشخص من طوله الى بدانته وع

تشير أدلة متزايدة الى ان عدد ما للشخص من أشقاء وشقيقات وما إذا كانوا أكبر أو أصغر منه يمكن ان يؤثر في أشياء كثيرة ، من طوله الى خطر إصابته بالحساسية ومقدار وزنه في سنوات عمره اللاحقة.

وإذا كان الشقيق أو الشقيقة مصابا بمرض ما فان هذا يزيد احتمالات إصابتك به أيضا.

نقلت صحيفة ميل اونلاين عن الدكتور سانجاي كينرا من كلية لندن للصحة والطب المداري ان الأشقاء والشقيقات لا يشتركون بالجينات فقط بل بعوامل ذات علاقة بالوضع الاجتماعي ونمط الحياة ايضا. كما انهم يتعلمون انماط السلوك من بعضهم البعض. وأضاف انهم أصبحوا أداة مفيدة لفهم الأمراض .

ويمكن ان يحمل الرجال الذين لديهم عدد كبير من الأشقاء جينا يجعلهم أكثر خصوبة ، بحسب دراسة أجرتها جامعة شفيلد البريطانية. وأظهرت الدراسة التي أُجريت على 500 رجل وجود علاقة بين سرعة الحيوان المنوي للشخص وعدد أشقائه. وكلما كان الحيوان المنوي أسرع زادت فرص وصوله الى البويضة وتلقيحها. كما وجدت الدراسة ان احتمالات انجاب صبيان تكون أكبر مع الرجل الذي لديه عدد كبير من الأشقاء. وقال المحاضر في جامعة شفيلد الدكتور الن بايسي ان نتائج الدراسة يمكن ان تساعد في المستقبل على علاج العقم لدى الرجال.

من جهة أخرى توصلت دراسة أجرتها كلية لندن الجامعية على 14 الف عائلة ان المولود الأخير في العائلة يكون أقصر من أشقائه وشقيقاته الذين رأوا النور قبله. وبحسب الدراسة فان الأطفال الذين لديهم ثلاثة اشقاء وشقيقات يكونون ببلوغهم سن العاشرة 2.5 سنتم أقصر من متوسط طول الأطفال في هذه السن. وأوضح الدكتور ديفيد لوسن رئيس فريق الباحثين الذين أجروا الدراسة ان الأطفال الذين لديهم عدد كبير من الأشقاء والشقيقات قد تكون حصتهم أقل من الطعام والنقود والوقت الذي يقضونه مع الوالدين. ويعني هذا ان صحة الأشقاء والشقيقات الأكبر سنا تكون عموما أحسن. والطول مؤشر مقبول الى الحالة الصحية العامة. فالى جانب المؤثرات الوراثية يتحدد الطول بمستوى التغذية والحالة الصحية العامة.

دراسة أخرى أجرتها جامعة شيكاغو وجدت ان احتمالات ان يعمر المولود البكر الى سن المئة أكبر من احتمالات تعمير أشقائه وشقيقاته. ويرتبط هذا بحقيقة ان الأم كانت في سن اصغر عندما حملت به ، ويعني هذا ان بيوضها ربما كانت تحمل طفرات أقل.

وأظهرت دراسات ان احتمالات الاصابة بالاكزيما والحساسية بمختلف أشكالها وحمى القش تكون أكبر بين الأطفال الأكبر في العائلة والأطفال الذين ليس لديهم أشقاء أو شقيقات.

كما ان للأشقاء والشقيقات علاقة بالبدانة. إذا توصلت دراسة اميركية في عام 2006 الى ان خطر البدانة ينخفض بنسبة 14 في المئة مع كل شقيق أو شقيقة يضافان الى العائلة. واكتشفت دراسة أُجريت العام الماضي على 12700 طفل من بلدان اوروبية ان احتمالات البدانة او الوزن المفرط تزيد بنسبة 50 في المئة إذا كان الطفل بلا اشقاء أو شقيقات بل الوحيد في العائلة. فالطفل الوحيد يكون على الارجح لديه جهاز تلفزيون في غرفته ولا يمارس نشاطا بدنيا مثل الطفل الذي لديه اشقاء وشقيقات.

ولكن خطر البدانة لا يهدد الطفل الوحيد في العائلة فقط بل وجدت دراسة اجرتها جامعة كوبنهاغن هذا العام ان احتمالات البدانة في مرحلة الطفولة والبلوغ تكون أكبر لدى المولود الأخير في العائلة. وأوضح باحثون ان المولود الأخير يرى النور عندما تكون أمه اكبر سنا وتكون هي نفسها أكثر تعرضا لخطر ارتفاع الوزن والبدانة.

وأظهرت دراسات ان الأمهات الأكبر سنا وأعلى وزنا ينجبن اطفالا يولدون بوزن أعلى من المتوسط. وأظهرت دراسات عديدة ان الطفل البكر يكون أذكى وأحسن أداء في المدرسة. ومن أوسع الأبحاث التي أُجريت لتأكيد هذه النظرية دراسة نرويجية شملت 250 الف مجند في عام 2007. واكتشفت الدراسة ان معامل الذكاء العام للطفل البكر في العائلة يزيد في المتوسطة 2.3 نقطة على اولئك الذين كانوا الطفل الثاني في العائلة. ولوحظ الاتجاه نفسه مع المولود الثاني الذي كان معامل ذكائه أعلى من الثالث وهكذا.

وقال الباحثون ان السبب هو عوامل اجتماعية اكثر منها بيولوجية لأن الطفل البكر يبدأ حياته مستأثرا بكل اهتمام والديه.

وفي دراسة اجرتها المستشارة التربوية الاميركية كاترين شومان وجدت ان 80 في المئة من الأطفال الذين ولدوا في الوسط بين اشقاء وشقيقات ولدوا قبلهم وآخرين بعدهم ظلوا اوفياء للوالدين بالمقارنة مع 65 في المئة من الأطفال البكر و53 من الأطفال الذين كانوا آخر المواليد في العائلة. وقالت شومان لعل السبب ان الأطفال الوسطيين صبورون أكثر ومفاوضون أفضل ومعتادون على عدم الحصول على ما يريدون.

وأظهرت دراسة نُشرت العام الماضي ان شقيقك الذي أُصيب بجلطة يرفع خطر اصابتك بنسبة 60 في المئة وأكثر منها إذا كان دون سن الخامسة والخمسين حين أُصيب بالجلطة.

وقال الباحثون الذين اجروا الدراسة ان للعوامل الوراثية دورها ولكن نمط الحياة المشترك بين الأشقاء قد يكون له دور ايضا. وينظر كثير من الأطفال الى شقيقهم أو شقيقتهم الأكبر باعجاب وحتى كمثل يُقتدى ويعتقد بعض العلماء ان هذا يمكن ان يوفر طريقة ناجعة لمكافحة البدانة. وقال العالم مارك باتشوكي من معهد مورغان للسياسة الصحية في جامعة هارفرد ان دراسة شملت آباء وامهات 3663 عائلة وجدت ان احتمالات البدانة أو ارتفاع الوزن تزيد نحو 6 مرات بين الأطفال الذين كان اشقاؤهم وشقيقاتهم بدينين. واضاف ان التماثل مع الأشقاء والشقيقات اقوى حتى منه بين الوالدين والطفل. وهناك علاقة مماثلة في احتمالات الاصابة بمرض السكري.

ولكن الدكتور باتشوكي لاحظ ان الشقيق أو الشقيقة الأكبر اللذين يتخذان خطوات لخفض الوزن يمكن ان يشكلا دافعا قويا للشقيق أو الشقيقة الأصغر الى الاقتداء بشقيقه أو شقيقته الأكبر.

واظهرت دراسة أخيرة اجرتها جامعة ميسوري ان المراهقين الذين كانوا يختصمون مع اشقائهم وشقيقاتهم حول قضايا تتعلق بالمساواة والعدالة مثل على مَنْ الدور لأخذ نفايات البيت الى برميل القمامة في الخارج ، يُصابون بالاكتئاب لاحقا. والذين كانوا يتشاجرون على الفضاء الشخصي الخاص كانوا أشد قلقا وأقل احتراما لأنفسهم. وتوصلت دراسة مماثلة اجرتها جامعة نيو هامبشر الى ان المشاجرات بين الأشقاء والشقيقات قد تكون لها آثار نفسية مماثلة لآثار التنمر في المدرسة.

وأظهرت دراسة واسعة نشرتها جامعة آرهوس الدنماركية ان احتمالات الاصابة بمرض التوحد تزيد 7 مرات بين الأطفال الذين لديهم اشقاء أو شقيقات أكبر مصابون بالمرض بالمقارنة مع الأطفال الآخرين. وتزيد هذه الاحتمالات بين الأطفال الذين لديهم اخوة غير اشقاء وأم مشتركة.

ومن الأمراض الأخرى التي يشترك بها الأشقاء والشقيقات مرض السكري من النوع الأول وبعض الأمراض السرطانية وتجلطات الدم.

وقالت ديانا ايكلز استاذة وراثيات السرطان في جامعة ساوثمبتون البريطانية ان الأشقاء والشقيقات يشتركون بعوامل بيئية أكثر من اشتراكهم بها مع الوالدين. ونرى احيانا عائلات شهدت اصابات عديدة بمرض السرطان في جيل واحد بحيث لا يمكن تفسيرها بعوامل وراثية وبالتالي فان البيئة قد تكون السبب.