الدكتور خالد صلاح يكتب: بلدتي......

مقالات الرأي

بوابة الفجر


   البلدة بفتح الباء هي مركز تجمع سكاني أكبر من القرية وأصغر من المدينة.
     وبعيداَ عن المعاني اللغوية وليس بعاد الخصام بل بعاد المقاربة والمتتابعة أقصد الاستفاضة في المعنى أن البلدة لكل فرد فينا بجميع طوائفة وعمره ووظيفته هي الحنين إلى مسقط الرأس وجذوره النفسية والاجتماعية.
    والتعلق بالأرض أحد أبرز السمات الكائن البشري؛ فالناس على مختلف فئاتهم العرقية والحضارية والعقائدية يرددون أو يصرحون بذلك الشعور على الدوام وهو ظاهرة صحية؛ حتى أصبح ذلك من بين أكثر القيم رسوخاً لدى كل واحد منا.
  وهذا التعلق بمسقط الرأس يتباين في نوعه ودرجته بين فرد وآخر تبعا لعوامل نفسية أو اجتماعية ولذلك نرى تأثير كل مكان في سلوكيات كل فرد ودرجة حنينه؛ فالفرد ضمن منطقة حضرية شعبية أو غير شعبية قد لا يتأثر كثيراً بعوامل النسب والعشيرة في ميله أو توجهه نحو ابناء محلته إذا قورن بفرد آخر في منطقة ذات طابع عشائري, وقد نلمس أيضاً تاثيرا لعوامل أخرى لها أهميتها في موضوع مسقط الرأس كالمستوى الاقتصادي ونوع المهنة والمنزلة الاجتماعية والتحصيل الاكاديمي؛ فالفرد الذي نشا في البلدة غير الفرد الذي نشأ في المدينة من حيث الشعور والتعبير عن هذا الحنين للمكان الذي ولد فيه حيث أول كلمة وأول صديق وأول موقف وأول مدرس أو مدرسة وأول مدرسة تعلم فيها.
  ولذلك فإن مواقف مرحلة الطفولة المبكرة تأخذ حيزاً كبيراً من ذاكرة ابن البلدة وخاصة المدرسة الابتدائية التي تعلم فيها خاصة أن المدرسة الابتدائية كانت من حوالي عشرين عاما ذات طابع خاص يتميز باجتهاد مدرسيها وجميع عناصرها التي لا تُنسى ولا يتناساها إلا كل جاحد بسبب الجهد غير العادي الذي كان يبذله مدرسيها في ذلك التوقيت وافتقاده بعض الشئ في الوقت الحاضر جعلنا نتذكره ولا ننساه باستثناء بعض الصور المتميزة في الوقت الحاضر والنماذج المشرفة التي رأيتها في معهد فتيات الفيوم رياض الأطفال الأزهري ومدرسي رياض الاطفال المتميزين والجهود المتواصلة والمستمرة لمدرسي الصف الأول الابتدائي؛ مما يجعلنا نتفاءل خير فيما هو قادم طالما هذه النماذج متواجدة بيننا.
  وشعور الحنين للبلدة التي نشأ الفرد فيها تجعل كل فرد غيوراً على بلدته الغيرة المحمودة وليست غير ذلك؛ الغيرة التي تجعل الفرد يتمنى أن تكون بلدته أفضل بلدة وأفضل مكان وانعم وأكمل بلدة في الخدمات المتوفرة لاهل البلدة حتى لو كنت بعيدا عنها البعد المكاني بالطبع.
  وأي تقدم بها يسعدني وأي نقص في الامكانات فيها يحزنني, ولذلك سعدت بالطفرة الأمنية التي حدثت ببلدتي سنهور القبلية البلدة القاطنة بمحافظة الفيوم والجهد المتميز لرجال الأمن ومركز شرطة سنهور والضربات الأمنية لبؤر الجريمة والمجرمين والتمركزات الأمنية في البلدة جعلني أشعر بالسعادة وأقدم الشكر لهولاء الرجال وما يقومون به وما سوف يقومون به.
   وهذه السعادة جعلتني أتمنى أن يكون الجهد المبذول من جانب الأمن يمتد لجميع الخدمات وخاصة وسائل النقل والمواصلات الخاصة بطريق الفيوم سنهور والعكس والسيطرة على مخلفات السائقين والاهتمام بعض الشئ من إدارة المواقف بهذا الطريق نظرا لكثرة الشكاوى من أهالينا وأخواننا وابنائنا.
  والحنين للبلدة يجعلنى أتمنى أن تنعم بلدتي بتوفير الامكانات والخدمات الأخرى من صرف وري ومياه شرب والاهتمام بعض الشئ بالخدمات الصحية والمحلية التي تجعل من أهل بلدتي ينعمون ويحمدون ويشكرون لمن وفر لهم هذه الخدمات حتى ولو بالاهتمام بذكرها.
لان بلدتي جزء من وطني الأكبر؛ فهي وطنا الأصغر
لأنها بلدتي بالمعاني اللغوية والمعجمية