د.حماد عبدالله يكتب: " قصور " في الحصول على الحق !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



ميزة تميزت بها المحروسة وأهلها – وإنتقلت هذه الميزة من أقدم شعوب الدول العربية ( المصريين ) إلى كل الشعوب العربية – حيث قصرنا – تقصيراَ شديداَ في حصولنا على حقوقنا سواء على المستوى المحلى أو المستوى الإقليمى أو المستوى الدولى – ميزة التكاسل أو ميزة ( نام وأرتاح يأتيك النجاح ) أو
( أجرى يا بنى أدم جرى الوحوش غير رزقك لن تحوش ) !!
– كلها أمثله من الفولكلور المصرى – والعربى – يدفع الناس للتباطؤ والإتكال على الله دون سعى أو دون كد – للحصول على رزق أو على حق – وهكذا ضاعت من العرب حقوقنا في فلسطين – وضاع على العرب حقوقنا في العراق – وقبلها ضاعت حقوقنا في الكويت ولولا التحالف الغربى – ماكانت عادت الكويت لأهلها – وطل الديكتاتور صدام جاثم على صدر الكويت وصدر الأمة العربية – ولعل تقصيرنا في حصولنا على حقوقنا في العالم العربى قد أضاع فرص كثيرة لتكون أمة يشهد لها وسط الأمم .
فكرنا في السوق العربية المشتركة منذ إنشائنا لجامعة الدول العربية مقصوصة الأجنحة والإوردة والشرايين -ومع ذلك قامت الأمم الأوربية بتشكيل تجمع الإتحاد الأوربى – ووحدوا حدودهم – ووحدوا قوانينهم – ووحدوا عملتهم – ووحدوا دستورهم رغم تنابذ أجناسهم – ألمانى وفرنسيون وإيطاليون وشرقيون وغربيون - أجناس 



وملل مختلفة – لغتهم مختلفة – طبائعهم مختلفة – أسمائهم ودياناتهم مختلفة – ولكن لم يقصروا في الحصول على حقوقهم – في الوقت الذى نحن أمه واحدة ذات دين واحد – ولغة واحدة – وثقافة واحدة – دولة واحدة – ورسول واحد – مؤمنين بالكتب السماوية والرسل جميعاَ .. إلا أننا نطلق كلمة 
( ماقصرنا ) أو باللهجة العربية ( ماجصرنا ) ونحن في الواقع مقصرون جداَ جداَ جداَ – في حقوقنا وفى حقوق أوطاننا وبلادنا – وينتقل القصور في الحق بين الأمم إلى القصور في الحق بين الأفراد و لعل بالنظر إلى المحاكم على سبيل المثال في مصر – تجد أكثر من خمسون مليون قضية – بين أفراد الشعب المصرى بواقع قضية لكل مواطن – شيىء غير معقول – الشعب كله يتجه للحق بالطريق الأسهل – أرمى بالشكوى عند المحكمة – وموت يا... حتى يأتى الحق أو حتى لايأتى مش مهم !! المهم أننا نمتلك موهبة فريدة في العالم وهى التقصير في الحصول على الحق !!
ولعل من مظاهر السلبية المفرطة لدينا –هو حال الشارع المصرى وسلوكيات المواطنين المصريين نحو بيئتهم –ونحو واجباتهم الإنتخابية –حيث لا يذهب إلى صناديق الإنتخابات أكثر من 15% إلى 20% من الأعداد المسجلة فى كشوف الإنتخابات .
وأخيراً نندم لأن فئة منظمة(قلة) تستطيع أن تقلب حياتنا من أبيض إلى أسود فى ظل عدم حصولنا أو تقصيرنا فى الحصول على حقوقنا –لا إله إلا الله!!

                                     Hammad [email protected]