الاحتلال.. يجبر اليهود على التهجير ويطالب الدول العربية بتعويضهم
احتلال لا يطالب فقط بحقوقه التي لا يستحقها، بل يسعى اليوم للحصول على أموال ضخمة من الدول العربية مبررا ذلك أنها تعويض لليهود المهجرين منذ زمن، بالرغم أن ذلك التهجير كان بسبب عمليات "الترهيب الترغيب" الذي قام به جهاز المخابرات الموساد، لإجبار الإسرائيليين على الهجرة إلى دولتهم المزعومة.
250 مليار دولار كتعويض
وتسعى الحكومة الإسرائيلية، إلى الحصول على ما يقدر بنحو 250 مليار دولار كتعويض عن الممتلكات التي تركها اليهود، بعدما فروا من دول بالعالم العربي والشرق الأوسط، وهاجروا إلى تل أبيب.
وذكر موقع "بلومبرغ" الأميركي عن تلفزيون "هاهادشوت" الإسرائيلي، أن إسرائيل استأجرت شركة إحصاء دولية، لم تكشف عنها، لتقدير الأضرار التي تعرض لها اليهود قبل تأسيس دولتهم، وتابع أن إسرائيل ستسعى للحصول على 50 مليار دولار، هي قيمة الممتلكات اليهودية في تونس وليبيا، بينما من المتوقع أن تصل قيمة المطالبات المتعلقة بأصول اليهود في المغرب والعراق وسوريا ومصر وإيران واليمن إلى 200 مليار دولار.
وتتناسى إسرائيل بهذه الخطوة أنها كانت سببا في تهجير اليهود العرب من دولهم إلى الدولة الوليدة، تحت مزاعم "الإبادة والفناء" التي كان مؤسسو الدولة اليهودية يبالغون في الحديث عنها.
"إرهاب" إسرائيلي
وأقدمت إسرائيل، على عدة عمليات لإجبار اليهود في الدول العربية على الهجرة إليها، ومن أشهر هذه العمليات "عزرا ونحميا" التي دفعت يهود العراق إلى اللجوء عبر وقوفها وراء عمليات تفجير استهدفت معابد يهودية، ومتاجر ومقاه كانت مملوكة ليهود العراق أو يترددون عليها، ثم انتشرت في أنحاء شائعات بترهيب اليهود، أجبرت في نهاية المطاف 123 ألف يهودي عراقي على الهجرة إلى إسرائيل بحلول عام 1951.
أما في اليمن، فقد أدت الفتنة والقلاقل التي أثارها عملاء الموساد إلى نجاح مهمة "بساط الريح" التي تم بفضلها تهجير نحو 50 ألف يهودي يمني إلى إسرائيل بحلول عام 1950.
وماذا بشأن الفلسطينيين؟
وكان الكنيست سن عام 2010 قانونا يلزم السلطات الإسرائيلية بأن تتضمن كل مفاوضات سلام تجريها إسرائيل موضوع تعويض اليهود العرب عن ممتلكاتهم التي تركوها وراءهم، لكن الفحص الشامل لتقدير هذه الممتلكات لم يبدأ إلا في آخر 18 شهرا.
وتأتي خطوة التعويض الحديثة التي أعلنت عنها وسائل إعلام إسرائيلية بالتزامن مع خطة سلام أميركية مزعومة، يتوقع الإعلان عنها قريبا، وتطالب إسرائيل بالتعويضات وتتنكر لمن يطالبها بذلك، فعمليات هدم بيوت الفلسطينيين وتهجيرهم على مدى عشرات السنين، يحتم على تل أبيب دفع الكثير من التعويضات، فضلا عن تعويض مئات العائلات الفلسطينية التي قتلت إسرائيل أبناءها بدم بارد.
ورفضت إسرائيل دفع التعويضات لهم، بعد أن طالبت جهات فلسطينية عام 2008 بدفع مئة مليار دولار ثمن ممتلكاتهم، إبان مغادرتهم بلداتهم وقراهم عام 1948.