على طريقة منة شلبى فى مسلسل «ليه لأ».. «سينجل مازر».. حكاية متمردات قررن تحقيق حلم الأمومة دون زواج

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


«فاطمة»: وجدت نفسى أمًا بعد ٤١ عاماً.. و«هبة» كنت فاكرة الكفالة للمتزوجين فقط

تولد كل فتاة وبداخلها حلم الأمومة بالفطرة حتى ولو لم تتزوج، فكل بنت منذ نعومة أظافرها تتقمص دور الأم فى لعبة مع عروستها ولم يكن أبداً الزواج من عدمه شرطاً لكى تشعر بإحساس «الأم» الذى تظل تبحث عنه بكل الطرق حتى لو بدون زواج.

«سينجل مازر» شعار رفعته الفتيات اللاتى لم يتزوجن من خلال الاحتضان، وهو يعنى ببساطة كفالة طفل من دور الرعاية، والتى أصبحت لا تشترط الزواج كما كان من قبل، فيمكن للآنسات أيضاً أن يكن أمهات بشروط أهمها وجود راتب ثابت ومسكن، وأن يتعدى أعمارهن ٣٠ عاماً.

وعلى طريقة الموسم الثانى لمسلسل «ليه لأ» الذى قدمت خلاله الفنانة منه شلبى تجربة سينجل مازر، وكيف واجهت أهلها والمجتمع بفكرة كفالة طفل تستعرض «الفجر» من خلال العديد من الحكايات تجارب عديدة لسينجل مازر قررن خوض التجربة من خلال التواصل مع مؤسسة «يلا كفالة» التى كان لها الفضل فى نشر الفكرة وتوسعها ومساعدة العديد من النساء فى كفالة طفل وتغيير حياتهن للأبد.

تحكى «مروة» التى تعتبر نفسها ولدت منذ ٣ أشهر فقط، أنها ولدت فى اللحظة التى نام ابنها بالكفالة فى حضنها، ولما سمعت دقات قلبه، ساعتها كنت خايفه وفعلا أول شهر كان صعب جدا بالنسبة لى.

وتعبر «مروة» عن فرحتها بقولها عرفت الفرحة اللى غابت عن حياتى.. «يحيى بقى كل حياتى وييجى بعده كل شىء ولقيت نفسى بعد ٤١ سنة».

حكايتى بدأت من ٢٥ سنة عندما كنت فى الثانوية وزرت دار للأيتام ودار حديث بينى وبين نفسى كل هؤلاء الأطفال بلا بيت أو عائلة، وكنت عايزة فعلا أساعدهم وبالفعل بعد تخرجى من الجامعة داومت على زيارة نفس الدار، وعندما طلبوا متبرعين لكفالة الطفل مادياً قررت كفالة طفلة بأول راتب لى، ومرت السنوات وعلاقتى أصبحت أقوى بالأطفال رغم إنى كنت أرى أن مهما كان دعمى لهم إلا أنه لن يكون بديلاً للبيت والعائلة الحقيقية، وظلت علاقتى بثمان بنات قوية وبنتين بالتحديد حتى التحاقهما بالجامعة، وحاولت مراراً أن أكفلهما مع وزارة التضامن لكن أهلى كانوا دائمى الرفض كونى فى سن صغيرة وغير متزوجة، وكانوا دائماً يقولون لى: «ليه وجع القلب كفاية اللى بتعمليه»، وبعد وصولى لعمر الـ٤١ قدمت لكفالة طفلة «أون لاين» ووفرت سكن لها فى منزل جدى، وكان رد فعل أبى: «طبعاً لأ»، بعدها أجريت مقابلة وكانت إيجابية وبعد ما أنهيت الورق زرت ٧ دور أيتام لكنى لم أشعر أنى وجدت بنتى حتى تواصلت معى أم بديلة تكفل طفلة ولديها طفلة أخرى تحتاج لمن يرعاها، ومنذ اللحظة الأولى شعرت بأنها طفلتى وكان عمرها ٢٧ يوماً فقط لكنها «نورت حياتى».

تقول «هبة»، طبيبة صيدلانية عمرها ٣٩ سنة: كان نفسى فى كفالة طفل، وكنت أعتقد أن ذلك للمتزوجين فقط أو من لديهم مشاكل فى الإنجاب، وبالصدفة عرفت أن ممكن الآنسات يحتضنوا طفل، وقتها شعرت أنها إشارة من ربنا وصليت استخارة وبدأت متابعة الموضوع وأخيراً اتخذت القرار وقدمت طلب فى وزارة التضامن الاجتماعى، لكننى واجهت صعوبة فى اقناع أهلى «ماما اقتنعت، لكن بابا أخد وقت كبير علشان أقنعه».

وأضافت: استكملت الإجراءات وكان الموضوع «مش سهل خالص» حتى الموظفين «كانوا بيقولولى انتى لسه صغيرة ليه تعملى فى نفسك كده، بكره تتجوزى وتخلفى»... والغريب إنى كنت عايزه أكفل طفل من القاهرة ولكن شاء القدر أن أكفل طفلتى «مريم» من الصعيد وتحديداً محافظة سوهاج من خلال جروب واتس آب، «أول ما شفتها شعرت أنها بنتى وكانت تايهة منى».