أمير منير الداعية المجهول

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الأوقاف منعته من اعتلاء المنابر فاتجه إلى «السوشيال ميديا»  

صفحته على اليوتيوب بها ١.٥ مليون مشترك و٤.٥ متابع على «فيسبوك» و١.٥ مليون على إنستجرام  

ودار الإفتاء والأزهر الشريف ٢١٥ ألف متابع فقط

يبدو أن المؤسسات الدينية المصرية الثلاث المتمثلة فى دار الافتاء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لا تدرك أهمية المنصات الرقمية المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعى كمنصة محورية فى وصول الفكر والمعلومة الصحيحة عن الإسلام الوسطى المعتدل بأقل الإمكانيات البسيطة، وهو ما ظهر واضحاً عندما فتشنا عن حجم القنوات الرسمية الخاصة بهذه المؤسسات على موقع اليوتيوب فاكتشفنا على سبيل المثال أن القناة الرسمية لمؤسسة الأزهر الشريف عدد متابعيها ٢٠٠٠ مشترك فقط فضلاً عن أن القناة الرسمية للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ظهرت تفوقها على قناة المؤسسة ووصل إلى ٧٠٠٠ مشترك أما القناة الرسمية لدار الإفتاء المصرية فوصلت إلى ٢١٣ ألف مشترك.

الحساب السابق لعدد المشتركين فى القنوات الثلاث للمؤسسات الدينية المصرية، يؤكد غيابا تاما فى الاهتمام بمنصات التواصل الاجتماعى فى ظل انتشار الأفكار المتطرفة الموجودة وبقوة على نفس المنصات لمجموعة من الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم لقب دعاة، فلك أن تتخيل أن هناك شابا صفحاته على كل منصات «السوشيال ميديا» تخطت الملايين من المتابعين والمشتركين وملايين أكثر فى عدد مشاهدات الفيديوهات، هذا النموذج لشاب ثلاثينى صاحب لحية مهذبة يدعى «أمير منير» يُعرف نفسه بالداعية المودرن الذى يواكب العصر، لكن عندما تستمع إلى فيديوهاته يتبين لك عكس ذلك تماماً، فأنت أمام نموذج ينتهج منهج التشدد والغلو فى طرح الأفكار، عندما فتشنا فى صفحاته تبين لنا أن صفحته الشخصية على منصة الفيسبوك تخطت ٤ ملايين ونصف المليون متابع، وقناته على اليوتيوب تخطت المليون ونصف المليون متابع، صفحته الشخصية على موقع الانستجرام وصلت إلى أكثر من مليون ونصف المليون متابع.

أرقام لا تجدها عند مؤسساتنا الدينية الثلاث، على الرغم أن موظفيها وشيوخها الشباب العاملين داخلها، يمتلكون من الحكمة والقبول والكاريزما والثقافة الدينية أكثر من النماذج التى تشبه أمير منير وأصدقائه.

بحثنا عن الداعية الشاب لنعرف من أين أتى بكل هذه المتابعة الضخمة على منصات التواصل الاجتماعى؟، وهو ما ظهر فى بداية رحلة البحث عنه، عندما اكتشفنا الرجل يناشد متابعيه فى عدد من الفيديوهات التى يبثها على صفحاته الشخصية بالتبرع له من خلال منصات الدفع الإلكترونى عبر تطبيق باترن لدعم الأهداف التعليمية من أجل إقامة الدورات العلمية التى يريد أن ينفع بها الناس والشباب.

معروف ومعلوم لدى الجميع أن جمع المال تحت غطاء التبرع غير مصرح به قانوناً فقد يستدعى أولاً تصريحاً رسمى واجراءات قانونية من وزارة التضامن الاجتماعى، وهو حال الجمعيات الأهلية والمشايخ التى تعمل تحت غطاء المجتمع المدنى فى الوقت الحالى، فهؤلاء تضعهم الرقابة تحت الميكروسكوب لضمان صحة جمع التبرعات التى تصل إليهم، لكن استوقفتنا قصة جديدة لا نعلم إذا كانت الدولة تراقبها أم لا، وهل هذه الشخصية السلفية المنتشرة على السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعى مراقبة ومصرح لها بجمع المال من خلال طرق الدفع الإلكترونى أم لا؟.

مصادرنا فى وزارة التضامن الاجتماعى أكدت لنا أنها لا تعلم شيئا عن قصة جمعه التبرعات، توجهنا إلى وزارة الاوقاف لنسألهم من هو أمير منير، وهل فعلا كان خطيباً واماماً فى مساجد الأوقاف حسب ما أكد أنصاره على السوشيال ميديا؟ فاخبرونا اننا سبق ووزعنا منشورا رسمياً على المساجد حذرنا فيه من صعود هذا المدعو على منابر المساجد، أو حتى إمامة المصلين والقاء الدروس الدينية.

لم تنته القصة هنا بل كانت البداية، فدعونا نسرد بالتفاصيل من هو أمير منير الذى يصف نفسه دائماً فى الدروس الدينية على أنه المجدد وواحد من الدعاة «المودرن» فى مصر، لكن الواقع كان ينطق بعكس ذلك تماما لان أغلب الفيديوهات التى يقدمها لا تمثل تجديدا للفكر الدينى على الإطلاق بل هى مداعاة للغلو بشكل يكاد يكون أكبر مما نتخيل.

هل يمكن لمنير أن يجدد فى الفكر الاسلامى وأن يهاجم الناس والمواطنين الذين يقومون بحضور الأفراح وحفلات الزفاف ويصفهم بأن هؤلاء مصيرهم النار والعذاب العظيم؟، فضلا عن هجومه على وزارة الأوقاف بسبب إقامة مناسبة «عقد القران» فى المساجد وما يحدث فيها من أمور مخلة، ووجه رسالته لوزارة الأوقاف حينها وقال «أبعدوا عن بيوت ربنا».

كارثة أخرى يقوم بها أمير تمثلت فيه قيامه بتنظيم دورات تدريبية للأطفال بمقابل ٥٠٠ جنيه للطفل تحت عنوان «أثر جونيور» «بدعوى» التعرف على المشاعر والانفعالات المختلفة. وتعلّم طرق فعالة للتعبير عن المشاعر و‏إستكشاف طرق إيجابية للتعامل مع الضغط النفسى والغضب، لم يكتف الداعية المودرن على أن يوجه سمومه عن الإسلام للأطفال والصغار، وراح يعقد دورة تدريبة أخرى ليحذرهم من المسلسلات الرمضانية التى تدعو إلى ما أسماه بمرض الخلل العقدى، وقال إن هذه المسلسلات تجسد صورة الشيطان.